كالفي ناقش التدخلات التي تمس اللغة العربية

خلال محاضرة نظمتها مؤسسة الفكر العربي في بيروت

نشر في 25-02-2018
آخر تحديث 25-02-2018 | 00:02
المشاركون في المحاضرة
المشاركون في المحاضرة
بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، وصدور الترجمة العربية للكتاب الفرنسي (أي مستقبل للغات؟ الآثار اللغوية للعولمة)، نظمت مؤسسة الفكر العربي، بالتعاون مع جامعة القديس يوسف في بيروت، محاضرة بعنوان "أوزان اللغات في العالم وموقع اللغة العربية"، ألقاها مؤلف الكتاب العالِم اللغوي الفرنسي البروفيسور لويس جان كالفي، وقدَّم لها رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت البروفيسور سليم دكاش، والمدير العام لمؤسسة الفكر العربي البروفيسور هنري العويط.

وأدار حلقة النقاش التي تلت المحاضرة البروفيسور جرجورة حردان، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية اللبنانية لدى المنظمة الدولية الفرنكوفونية، ومُترجم الكتاب د. جان جبور، وشارك فيها أكاديميون مختصون، ولغويون، وشخصيات ثقافية وتربوية وإعلامية وطلاب جامعات.

استهل الندوة البروفيسور سليم دكاش، فأكد أن لويس جان كالفي يرصد حالات انحسار وتدفق اللغات، مع قناعة واحدة، ألا وهي أن كل اللغات لا تتمتع بالقيمة نفسها في "سوق اللغات"، وأن العولمة تؤدي إلى تخفيض قيمة بعض اللغات لمصلحة لغات أخرى، فهناك لغات تجعل التواصل ممكناً في كل مكان، كالإنكليزية، والإسبانية، والفرنسية، وهناك لغات مجال استخدامها ضيق ومحلي، وبالتالي هناك قيمة سوقية للغات، وهذا هو أثر العولمة الرئيسي على اللغات.

وتحدث البروفيسور هنري العويط عن المعايير التي يستخدمها جان كالفي لقياس أوزان اللغات عامة، ووزن اللغة العربية على وجه الخصوص، ورأى أنه قد لا ينعقد حولها الإجماع، وهي قابلة للمساءلة والمراجعة والنقاش.

وألقى كالفي مداخلة معمقة حول السياسات اللغوية والتدخلات التي تمس اللغة، والعولمة في جانبها اللغوي، وطرح ثلاثة أسئلة تتعلق باللغة العربية: الأول حول كيفية الانتقال إلى اللغة العربية في جميع البلدان التي ترغب في تغيير نظامها التدريسي؟ والثاني: أي "عربية" ستستخدم، الفُصحى أم العامية؟ محذرا من اختراق المحليات الوطنية العربية، صيغ اللغة العربية المكتوبة، أي اختراق اللغة العامية للغة العربية المكتوبة، أو تخريب اللغة العامية لهذه الأخيرة، كما هي الحال في بعض دول المغرب العربي. أما السؤال الثالث، فهو: هل نحن بصدد دراسة اللغة العربية ككيان واحد؟

وطرح د. جرجورة حردان تساؤلات حول الخُلاصات التي وصل إليها الكاتب، ومنها القول إن اللغة تختفي من حيث التداول بها والتواصل عبرها مع اختفاء الناطقين بها.

وأوضح د. جان جبور، أن الكتاب يشكل إضاءة شاملة حول مستقبل اللغات في عصر العولمة، ويسعى لبلورة "علم السياسة اللغوية"، الذي يساعدنا في الإجابة عن الأسئلة المعقدة التي تطرحها العولمة في جانبها اللغوي.

تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الفكر العربي أصدرت حديثا الترجمة العربية لكتاب "أي مستقبل للغات، الآثار اللغوية للعولمة؟"، وهو من تأليف الباحث اللغوي الفرنسي لويس جان كالفي، وترجمة د. جان جبور.

back to top