الخالد: تراجع مخيف في السلام لتجاهل إسرائيل القرارات الأممية

• ترأس جلسة غير رسمية بصيغة «آريا فورمولا» لمناقشة القضية الفلسطينية
• «ندعو إلى ضرورة توفير التمويل اللازم لأونروا لمواصلة تقديم خدماتها إلى اللاجئين»

نشر في 24-02-2018
آخر تحديث 24-02-2018 | 00:04
الخالد مترئسا جلسة مناقشة القضية الفلسطينية
الخالد مترئسا جلسة مناقشة القضية الفلسطينية
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد أننا "نشهد تراجعا مخيفا في مسيرة السلام في الشرق الأوسط، نتيجة عدم تنفيذ إسرائيل قرارات مجلس الأمن".

وكان الخالد قد ترأس جلسة غير رسمية لمجلس الأمن الدولي، عقدت أمس الأول بصيغة "آريا فورمولا"، التي دعت إليها الكويت بصفتها الرئيس الدوري للمجلس تحت عنوان "آفاق حل الدولتين من أجل السلام"، لمناقشة القضية الفلسطينية.

ويأتي طلب الكويت لعقد هذه الجلسة لبحث كيفية توفير القدرات اللازمة لإعادة إحياء عملية السلام المتعثرة، لاسيما في ظل وجود مبادرات إقليمية ودولية اعتمدها مجلس الأمن، مما يوفر طريقا واضحا للتوصل إلى حل يفضي إلى نيل الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كلمة الكويت خلال الجلسة جاء في نصها:

أرحب بكم جميعا في هذه الجلسة غير الرسمية التي نعقدها بصيغة "آريا فورمولا"، وهي إحدى الوسائل المتاحة لأعضاء مجلس الأمن التي من شأنها تعزيز الصلات بين مجلس الأمن مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية عند الرغبة في تسليط الضوء على مسألة محددة، لذلك قررت بلادي استثمار فرصة رئاستها لمجلس الأمن للشهر الحالي في تفعيل مذكرة 507 المعنية بتحسين أساليب عمل المجلس من خلال عقد هذه الجلسة وتخصيصها لتناول أقدم قضية دولية في تاريخنا المعاصر.

ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى كل من فرنسا والسويد وبوليفيا على مشاركتها لنا في تنظيم هذه الجلسة المهمة، والتي نتطلع إلى أن تكون قيمة مضافة لعمل المجلس حيال القضية الفلسطينية.

لقد نص ميثاق الأمم المتحدة على أن مقاصد الأمم المتحدة هي حفظ السلم والأمن الدوليين، وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم، ولازالت، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم وإنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب، وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها، كما أن مسؤولية مجلس الأمن هي صيانة السلم والأمن الدوليين في سبيل تحقيق تلك الغايات، لذا يجب علينا كأعضاء في هذا المجلس العمل على اتخاذ التدابير الملائمة في إنفاذ مبادئ العدل والقانون الدولي.

مبادرات أممية

ولا شك في أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة الذي تجاوز عامه السبعين هو العنوان الرئيس الذي ينبغي أن نسعى لأجله، ونؤكد في هذا الصدد أن حصيلتنا الوافرة بوجود مبادرات إقليمية ودولية اعتمدتها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة تمثل لنا طريقا واضحا لا لبس فيه، للتوصل إلى هدفنا في إنهاء هذا الاحتلال، بما يفضي إلى نيل الشعب الفلسطيني حقه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وحقوقه غير القابلة للتصرف، إلا أننا في المقابل نشهد تراجعا مخيفا في مسيرة السلام في الشرق الأوسط، نتيجة عدم تنفيذ إسرائيل قرارات مجلس الأمن.

انتهاكات جسيمة

إن مآسي الشعب الفلسطيني الأعزل في ظل الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي تحتم علينا التحرك الفعلي للتصدي لجملة من الأمور، منها وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2334 ورفع الحصار الظالم والجائر على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات، وهو الحصار الذي نرى نتائجه الكارثية على أشقائنا الفلسطينيين.

وأود هنا الإشادة بالدور الحيوي والمفصلي للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة في تقديم مختلف أوجه الدعم والعون للشعب الفلسطيني صاحب القضية العادلة والمحقة، لذا من الطبيعي أن أشير إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تعد إحدى أقدم وأنجح الوكالات الأممية على الصعيد العملي، وهي التي ساهمت وتساهم في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأدعو في هذا الصدد إلى ضرورة توفير التمويل اللازم لـ "الأونروا" من أجل مواصلة تقديم خدماتها الحيوية إلى مجتمع اللاجئين، والحفاظ على طبيعة عملها وأنشطتها الإنسانية دون تسييس، كما أجدد دعمنا لأنشطة "الأونروا" وكافة الوكالات الأممية التي تسعى إلى التخفيف من الآثار الخطيرة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي.

ختاما أجدد تأكيد بلادي على المضي قدما في تحقيق الغاية التي نتطلع إليها في تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط من خلال تكثيف وتسريع الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية الرامية، لتنفيذ ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما فيها القرار 242 و338 و1515 وكافة القرارات الأممية والمرجعيات الدولية ذات الصلة.

وزير الخارجية بحث القضايا الدولية مع نظيره في ساحل العاج

التقى الخالد نظيره بساحل العاج، مارسيل تانو، في نيويورك، أمس الأول، وذلك على هامش زيارته لترؤس جلسات مجلس الأمن الدولي، في إطار رئاسة الكويت الدورية للمجلس خلال شهر فبراير الجاري.

وتم خلال اللقاء مناقشة سبل توطيد العلاقات بين البلدين وتبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى بحث أوجه التنسيق المشترك خلال فترة تزامن العضوية غير الدائمة للبلدين في مجلس الأمن خلال عامي 2018 و2019.

طريقنا واضح لا لبس فيه للتوصل إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس
back to top