مؤتمر عصور ما قبل التاريخ في الوطن العربي يختتم أعماله

نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في المكتبة الوطنية

نشر في 23-02-2018
آخر تحديث 23-02-2018 | 00:00
من أجواء إحدى الجلسات
من أجواء إحدى الجلسات
اختتمت جلسات المؤتمر الدولي الثالث «عصور ما قبل التاريخ في الوطن العربي»، أمس، بمكتبة الكويت الوطنية.
تضمن اليوم الثاني والختامي للمؤتمر الدولي الثالث «عصور ما قبل التاريخ في الوطن العربي»، الذي تنظمه إدارة الآثار والمتاحف التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، جلستين وورشة عمل، الجلسة الأولى التي استضافتها مكتبة الكويـــــــــــت الوطنــــيـــــــــــة، أدارهـــــــــــــــا د. السيد محفوظ، وحاضر فيها د. زيدان كفافي من جامعة اليرموك في الأردن عن أنماط الاستيطان البشري في وادي الزرقاء بالمملكة خلال العصر الحجري الحديث المتأخر (5500 - 4500 قبل الميلاد)، وطبيعة المواقع الأثرية فيه، والفنون التي مارسها سكان تلك المنطقة وأحوالها الاقتصادية.

النصب الحجرية

بدوره، قدم د. أحمد سعيد، من مصر، ورقة بحثية في الجلسة نفسها بعنوان «جدلية الهدف من نصب ما قبل التاريخ الحجرية في الوطن العربي والخارج»، كشف من خلالها حقيقة انتشار مجموعات من النصب الحجرية ذات الأشكال الهندسية المختلفة في بعض دول العالم، والتي يؤرخ معظمها بفترة ما قبل التاريخ، لاسيما العصر الحجري الحديث، ويطلق هذا المصطلح على النصب الحجرية القديمة، والتي أشهرها القائمة بموقع ستونهنج بإنكلترا ذات الثمانين عموداً من الصخور البركانية، لم يبق منها سوى سبعة عشر.

أعمال دنيوية

كما ألقى بحث د. سعيد الضوء على مواقع بعض النصب الحجرية لعصور ما قبل التاريخ في الوطن العربي، مع الربط بينها وما يشابهها في المواقع العالمية، إضافة الى عرض بعض آراء المتخصصين في ماهية الهدف من إنشاء تلك النصب الحجرية، هل له علاقة بمسائل فلكية أو طقوس شعائرية دينية في مكان مقدس، أوربما تشير الى رموز لقوى مقدسة أو أرواح أسلاف، أو لها علاقة بمعتقدات مرتبطة بأعمال دنيوية كالزراعة والصيد وخلافهما.

العلاقات المتبادلة

الجلسة الثانية أدارها د. خالد النوري، وقدمها ثلاثة محاضرين أولهم د. مصطفى أعشى، الذي تحدث عن دور الصحراء الكبرى في التعمير البشري لشمال إفريقيا، أما د. أبوالحسن بكري من مصر، فقدم ورقة بحثية بعنوان «آسيا الوسطى والخليج العربي في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد... طبيعة العلاقات المتبادلة».

مجتمع دلمون

المحاضر الثالث في الجلسة الثانية كان د. عبدالعزيز صويلح من البحرين، وقدم ورقة بحثية مفصلة عن ثوابت التعايش السلمي في مجتمع دلمون، وحلل من خلالها ما يرجحه الباحثون والمتخصصون في موضوع التعايش، وأن الأمم والحضارات الإنسانية القديمة عرفته بعد أن نشأت وترعرعت في كنف الحياة المجتمعية القروية الأولى، ثم ضمن حدود دويلات المدن التي تعايشت فيما بينها من أجل التأسيس لعلاقة بين أبناء الوطن الواحد من جهة، وبين أبناء الدول الأخرى من جهة ثانية، على أساس التعايش السلمي واحترام الحقوق.

الكتابات المسمارية

ولفت د. صويلح الى وجود إشارات نصية كثيرة وواضحة في الكتابات المسمارية الأدبية المكتشفة في بلاد الرافدين الى اعتبار مملكة دلمون مركزا ومقصدا للعيش الرغيد والتعايش السلمي بين الديانات والعبادات على مختلف الصعد، مشيرا الى تعزيز هذا الرأي مع الاكتشافات الأثرية التي ظهرت في السنوات الأخيرة نتيجة للأعمال التنقيبية التي جرت في مملكة البحرين وما جاورها من مناطق كانت تشمل في مجموعها ما سمي بحضارة دلمون.

تقنية الأدوات الحجرية

أما ورشة العمل الثانية والأخيرة في المؤتمر، فكانت بإدارة وإشراف د. ميسون النهار من الأردن، بعنوان «تقنية الأدوات الحجرية»، وتطرقت من خلالها الى عدد من المحاور، من أبرزها البيئة والمناخ في عصور ما قبل التاريخ وتأثيرهما على الأدوات الصوانية، ومصادر الصوان الخام وأشكاله، وتطور أشكال الأدوات الصوانية عبر عصور ما قبل التاريخ، وأنواع الدراسات التي تجرى لمجاميع الأدوات الصوانية داخل الموقع الأثري وخارجه، والأدوات الصوانية وعلاقتها بتوزيع مواقع العصور الحجرية.

المؤتمر تناول بحث البيئة والمناخ في عصور ما قبل التاريخ وتأثيرهما على الأدوات الصوانية
back to top