دار الآثار الإسلامية شريك فاعل في ثقافة العالم

تحتفل بمرور 35 عاماً على إنشائها... وتهدف إلى نشر الوعي الآثاري والحضاري

نشر في 23-02-2018
آخر تحديث 23-02-2018 | 00:00
منذ بداية مسيرتها الثقافية في عام 1983، أثبتت دار الآثار الإسلامية دورها في نشر الوعي الآثاري والثقافي ليس فقط في الكويت، بل في دول الخليج والوطن العربي والعالم الغربي كذلك، فكانت شريكاً فاعلاً في تعزيز دور الثقافة في العالم.
ثلاثة عقود ونيف أمضتها دار الآثار الإسلامية في خدمة الثقافة والإبداع في الساحة العربية، حيث تحتفل بمرور 35 عاما على إنشائها كمؤسسة تعنى برعاية مجموعة آثارية تضم آثارا وتحفا فنية ثمينة ونادرة يمتلكها الشيخ ناصر صباح الأحمد (النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الحالي) وقرينته المشرفة على الدار، الشيخة حصة صباح السالم، غير أنها تطورت وتوسعت في نشاطاتها.

ولم يقتصر تطور الدار على الدور المنوط بها في تقديم «مجموعة الصباح»، إذ تواصل تطورها وتقديم مختلف الآثار والتحف الفنية من مخطوطات رائعة وآلات علمية وسجاد ومجوهرات وخزف ومشغولات معدنية وخشبية وزجاج، بلغ عددها حتى الآن أكثر من 30 ألف تحفة فنية أنتجت على امتداد العالم الإسلامي جغرافيا من إسبانيا إلى الصين وزمنيا من القرن الثاني الى الثالث عشر الهجري.

تذوق الفنون

ومن أهم أهداف مشروع دار الآثار الإسلامية الثقافي نشر الوعي الآثاري والحضاري والإنساني، وتشجيع تذوق الفنون من عصور الإسلام المختلفة وإظهار إبداعات حضارة بلاد المسلمين.

وحاولت الدار تحقيق هذا الهدف منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي من خلال عرض «مجموعة الصباح الآثارية» في متحف الكويت الوطني، ليصبح مقصدا لكل زوار الكويت والمهتمين من الباحثين، فضلا عن إنشائها مكتبة تراثية متخصصة تحوي أكثر من سبعة آلاف مصدر ومرجع لأهم الإنتاج الفكري العربي والإسلامي والعالمي.

ولم تقتصر رسالة الدار التنويرية على مجرد بسط الثقافة والمعرفة، بل تعدتها الى نشر الوعي الآثاري أيضا وترجمة هذا الوعي ميدانيا على أرض الواقع من خلال إيفاد بعثات كويتية متدربة وبمساهمة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للمشاركة في التنقيب الآثاري مع فرق عالمية مرموقة.

وقال رئيس اللجنة التأسيسة لأصدقاء الدار، عضو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بدر البعيجان، إن الدار أدت دورا رائدا ومميزا في إحياء التراث والحرف القديمة، حيث أقامت خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات محترفا للفنون يديره باحثون متخصصون قدمت من خلاله دورات فنية في مختلف الفنون من خزف وخط ورسم وزخرفة وصناعة النسيج والحلي.

وأوضح البعيجان أن الدار تنظم سنويا سلسلة من المحاضرات الثقافية والعلمية وذات الصلة بقضايا الفن والفكر والعمارة والفلسفة تستقطب نخبة من كبار الأكاديميين والمفكرين من جميع أرجاء العالم.

وأشار الى إصدار الدار دوريات ونشرات فصلية وكتب متعلقة بتاريخ الفن وتنظيم معارض متنقلة تجوب العالم وتشارك في المعارض التي تقيمها متاحف أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية، فضلا عن استضافتها العديد من الندوات والمنتديات.

وبين أن الدار تقدم دورات تدريب في ترميم الآثار وبرامج وورشا فنية تثقيفية للأطفال، فضلا عن رعايتها ودعمها للمشاريع والأبحاث المتعلقة بالآثار والحفائر في منطقة الشرق الأوسط، وتستضيف أمسيات خاصة للموسيقى العالمية.

ترميم المتحف الوطني

ولفت الى قيام الدار أخيرا بترميم وإدارة «مركز الأمريكاني الثقافي» و«مركز اليرموك الثقافي» فيما تشارك بفعالية في ترميم متحف الكويت الوطني الذي تعرض للتدمير خلال فترة الغزو العراقي للكويت.

وقال إنه عند استكمال أعمال ترميم وتأهيل المتحف سيتمكن الجمهور في الكويت من الاستمتاع بفن بديع يعود تاريخه الى أكثر من 1000 عام، مضيفا انه حتى ذلك الموعد تعرض الدار جزءا من مقتنيات مجموعة الصباح في مركز الأمريكاني الثقافي، حيث تتاح للزائرين مشاهدة روائع مجموعات مختارة من المجموعة في معارض مؤقتة.

وانطلاقا من رسالتها الحضارية والثقافية شاركت الدار منذ بداية مسيرتها وضمن أنشطتها الخارجية في العديد من المعارض الدولية منها معرض «الإسلام فن وحضارة» في السويد عام 1985 ومعرض «كنوز الفن الإسلامي» في جنيف 1985 و«الهند فن وحضارة» في نيويورك 1985.

ومن تلك المعارض أيضا معرض «السلطان سليمان القانوني» في واشنطن 1987 ومعرض «تيمور والرؤية الملكية» 1987، ومعرض «العلوم والحضارة العربية الإسلامية» 1989، ومعرض «أوائل المطبوعات الأوروبية والحضارة الإسلامية» 1989، ومعرض «السجاد هدية الشرق» 1989 في فرنسا، ومعرض «رومانسية تاج محل» 1989 في كاليفورنيا.

المعارض العالمية المتجولة

ونظمت الدار معارض خاصة لبعض تحف الدار، وهو ما أطلق عليه «المعارض العالمية المتجولة» كان أولها بعنوان «الفن الإسلامي ورعايته... كنوز من الكويت» وعرض 107 من تحف المجموعة خارج الكويت في متحف الهارميتاج بالاتحاد السوفياتي آنذاك، وكان ذلك قبل أسبوع من العدوان العراقي على الكويت في أغسطس من عام 1990.

وقد طاف هذا المعرض أرجاء كثيرة من العالم، متخطيا الحدود الإقليمية الى الدولية، ثم كان للدار مشاركة كبيرة في المساهمة بافتتاح مركز إسلامي ثقافي في ماليزيا، وهو المتحف الإسلامي في كوالالمبور. وبعد ذلك كان المعرض العالمي المتنقل الثاني «ذخيرة الدنيا... فنون الصياغة الهندية في العصر المغولي»، الذي جاب متاحف العالم ابتداء من بريطانيا ثم الولايات المتحدة، وبعدها الى أوروبا وحقق صدى ونجاحا عظيمين.

أما ثالث هذه المعارض فكان معرض «الفن في الحضارة الاسلامية» الذي أقيم في كل من ميلانو 2010 وفيينا 2011 وشمل 368 تحفة من تحف المجموعة، ثم حط الرحال في المتحف الوطني في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول في عام 2013 ثم في العاصمة الإيطالية روما 2015.

يذكر أن دار الآثار الإسلامية تقع تحت قطاع الآثار الإسلامية في منظومة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويديرها الأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية عبدالكريم الغضبان.

مينا عزيز عزف مقطوعات للموسيقار عبدالوهاب

أحيا عازف الكمان المصري مينا عزيز، أولى حفلاته الموسيقية في مركز اليرموك الثقافي، التابع لدار الآثار الإسلامية، أمس الأول.

وعزف عزيز مجموعة مقطوعات من أعمال «موسيقار الأجيال»، محمد عبدالوهاب، مقطوعات: «النهر الخالد» و«كل ده كان ليه» و«يا مسافر وحدك» و«مليش أمل في الدنيا دي».

كما عزف مقطوعات موسيقية غربية «Caprice Paganini» و«Czardas» وكانت ممزوجة بروح الموسيقى الشرقية، كما صاحبه في العزف الموسيقيين محمد سعيد ويحيى عادل ومينا ماجد.

back to top