الأسد يتحدى إردوغان بإرسال قوات جديدة للدفاع عن عفرين

• أنقرة تتواصل مع دمشق بشكل غير مباشر وتتوعد
• مجزرة الغوطة مستمرة وأهلها ينتظرون الموت

نشر في 22-02-2018
آخر تحديث 22-02-2018 | 00:04
سوريون يجلون مصاباً من تحت منزله المدمر في حمورية المحاصرة 	(رويترز)
سوريون يجلون مصاباً من تحت منزله المدمر في حمورية المحاصرة (رويترز)
مع تحول العملية التركية في عفرين إلى مواجهة غير مسبوقة، شكل وصول قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد إلى هذه المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي ولا تزال خارجة عن سيطرته منذ 2012، تطوراً مهما يزيد من تعقيدات نزاع تعانيه سورية منذ نحو سبع سنوات.
رغم توعد أنقرة «بعواقب وخيمة»، تهيأت أمس، مجموعات جديدة من القوات الموالية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد لدخول عفرين قادمة من محافظة حلب لتلحق بأخرى سبقتها إلى المنطقة رغم استهدافها من قبل المدفعية التركية وفصائل الجيش الحر من جهة أعزاز.

ووفق شبكة «روسيا اليوم» وموقع «الميادين»، فإنه «بتوجيه رسمي من الحكومة دخلت القوات الشعبية إلى عفرين من ممر جبل الأحلام»، مشيرين إلى وصول مجموعتين إلى قلب المدينة ونشر عناصرهما في ثلاث نقاط بجنديرس وبلبل وراجو ورفع العلم السوري فيها.

وأكد المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ريزان حدو، لوكالة «سبوتنيك»، دخول القوات الشعبية بنجاح رغم قصف المدفعية التركية، مشيراً إلى تواصل مع الجيش والحكومة والسلطات المحلية.

ومع انتشار المئات من القوات الموالية للأسد في هذا الجيب، اتخذت عملية «غصن الزيتون» التركية ضد الوحدات الكردية منعطفاً لافتاً وتطوراً مهماً يزيد النزاع تعقيداً.

ولم يتضح على الفور ما إذا تم انتشار هذه القوات بموافقة من موسكو الحليف الأساسي للنظام والمهيمن على المجال الجوي في شمال سورية مما يتيح له ممارسة الضغوط على أنقرة.

تواصل وتهديد

في المقابل، توعد المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالن القوات الموالية للأسد «بعواقب وخيمة» في حال دخولها عفرين ودعم وحدات حماية الشعب الكردية، مشدداً على أن ذلك يعني انحيازها إلى التنظيمات الإرهابية وستصبح هدفاً مشروعاً، للجيش التركي وحلفائه في عملية «غصن الزيتون» المستمرة منذ 20 يناير.

وأشار كالن إلى إجبار المدفعية التركية قافلة تضم بين 40 و50 مركبة تنقل قوات موالية للنظام على التراجع عن دخول عفرين، أمس الأول، والعودة إلى شرق إدلب، قبل تستأنف تقدمها مجدداً، بحسب قائد في التحالف العسكري الموالي للأسد.

وأعلن كالن عن تواصل مع نظام الأسد تنقل من خلاله تركيا رسائلها له بشكل غير مباشر، مؤكداً أنه يمكن للأجهزة المعنية بما فيها المخابرات أن تقيم اتصالات مباشرة وغير مباشرة معه استثنائياً.

أنقرة وواشنطن

وإذ أوضح أن تركيا أنشأت إلى الآن 6 نقاط مراقبة لخفض التصعيد من أصل 12، أعرب كالن عن تفاؤل حذر بعودة العلاقات مع الولايات المتحدة بعد زيارة وزير خارجيتها ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي.

وأقرت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت بأن واشنطن وأنقرة «لم تنسقا معاً بشكل جيد جداً خلال السنوات الأخيرة لكنهما ستبدآن العمل جيداً من أجل الوصول لأهدافهما المشتركة كشريكين في حلف شمال الأطلسي»، نافية أي وجود عسكري أميركي في عفرين أو تقديم أي تجهيزات أو معدات لأي مجموعة هناك.

حوار شامل

وغداة دعوته لحوار بين دمشق وأنقرة لحل الأزمة في منطقة عفرين، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السلطات السورية بالتمسك بمبدأ السيادة على كامل أراضيها والتواصل مع كل ممثلي المجموعات العرقية والدينية، بمن فيهم الأكراد، لأن ذلك هو الوسيلة الوحيدة لتوفير تسوية مستدامة تضمن مصالح الجماعات المختلفة وتوقف إراقة الدماء وتوفر بداية عملية للتسوية السياسية.

ودعا لافروف، جميع اللاعبين الخارجيين، وخصوصاً الموجودين في سورية إلى بدء الحوار مع دمشق، معتبراً أن الوضع في عفرين وتسويته ممكنة من خلال احترام سيادة وسلامة أراضي سورية.

مأساة الغوطة

ووسط استمرار قوات النظام بإمطارهم بالصواريخ والبراميل المتفجرة مما تسبب منذ الأحد بمقتل أكثر من 300 مدني ثلثهم أطفال، قال سكان في الغوطة الشرقية في وقت مبكر من صباح أمس إنهم «ينتظرون دورهم في الموت».

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام جددت أمس، غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ على بلدات سقبا وأوتايا وحزرما والنشابية في منطقة المرج القريبة من دوما في الغوطة الشرقية، مما تسبب بمقتل 30 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال وإصابة أكثر من مئتي مدني آخرين بجروح.

وتقصف قوات النظام منذ ليل الأحد بالطائرات والمدفعية والصواريخ الغوطة المحاصرة بشكل محكم منذ 2013، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تُنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 300 مدني وأصيب أكثر من 1400 آخرين بجروح. وتسبب القصف الاثنين بمقتل 127 مدنياً في حصيلة يومية «تعد الأكبر في الغوطة الشرقية منذ أربع سنوات» بحسب المرصد.

ضرب المشافي

ولم تسلم مستشفيات الغوطة من القصف، إذ ندد منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية بانوس مومتزيس باستهداف ستة منها خلال 48 ساعة، خرج ثلاثة عن الخدمة وبقي اثنان يعملان جزئياً. وطال القصف مستشفيين في عربين وحمورية، مما أدى الى خروجهما عن الخدمة، بحسب المرصد السوري.

ونقل مراسل «فرانس» أن كافة أقسام مستشفى حمورية الموجودة فوق الأرض خرجت عن الخدمة، وتحديداً العيادات والعمليات والحواضن ورعاية الأطفال.

عجز دولي

وفيما حذرت الأمم المتحدة من «الأثر المدمر» للتصعيد على السكان وأدانت العديد من المنظمات الإنسانية الدولية التصعيد الأخير، يبدو المجتمع الدولي عاجزاً عن تبني موقف موحد يضع حداً للقصف، رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق خفض التوتر، الذي تم إقرارها بموجب اتفاق روسي إيراني تركي.

إلى ذلك، نفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ضلوع روسيا في القصف على الغوطة، معتبراً اتهامات الخارجية الأميركية بالمسؤولية عن الهجمات «لا أساس لها ولا تستند لمعلومات محددة».

وكشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس، عن إعداده لقرار في مجلس الأمن حول المسائل الإنسانية عموماً في الغوطة، معتبراً أن الهدنة ستعتمد على كيفية سير إعداد المشروع.

«الكرملين» غسل يديه من دماء ريف دمشق ويعمل على مشروع قرار في مجلس الأمن
back to top