«داعش» يباغت «الحشد» بكركوك ويقتل 27 ويخطف آخرين

• العبادي: يجب استمرار تدريب القوات العراقية وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي
• «العصائب»: رئيس الحكومة غير قادر على إخراج الأميركيين

نشر في 20-02-2018
آخر تحديث 20-02-2018 | 00:04
أمر القضاء العراقي بترحيل فرنسية يعتقد أنها كانت تعيش في مناطق يسيطر عليها "داعش"، تدعى ميلينا بوغدير (27 عاماً) أطلق سراحها أمس، بعدما حكم عليها بالسجن 7 أشهر، لإدانتها بدخول العراق "بطريقة غير شرعية" وانقضاء المدة، واعتقلت في الموصل العام الماضي وفي الصورة، بوغدير وطفلتها أمام المحكمة أمس. (أ ف ب)
أمر القضاء العراقي بترحيل فرنسية يعتقد أنها كانت تعيش في مناطق يسيطر عليها "داعش"، تدعى ميلينا بوغدير (27 عاماً) أطلق سراحها أمس، بعدما حكم عليها بالسجن 7 أشهر، لإدانتها بدخول العراق "بطريقة غير شرعية" وانقضاء المدة، واعتقلت في الموصل العام الماضي وفي الصورة، بوغدير وطفلتها أمام المحكمة أمس. (أ ف ب)
باغتت فلول تنظيم «داعش» الإرهابي قوةً من الحشد الشعبي العراقي في كركوك، وقتلت 27 منهم وخطفت آخرين، في وقت عاد الجدل بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والفصائل المقربة من إيران حول الوجود الأميركي في العراق.
قتل 27 مقاتلاً من قوات الحشد الشعبي العراقية الشيعية، في كمين نصبه لهم مقاتلون من تنظيم "داعش"، أمس الأول، في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك شمال العراق، أسفر أيضاً عن خطف مقاتلين لم يكشف عن عددهم.

وكانت قوة من الحشد توجهت الى المنطقة التي شهدت الكمين، استجابة لبلاغ عن وجود أسلحة، إلا أن مقاتلين يعتقد أنهم من "داعش" كانوا يكمنون لهم وهم يرتدون زي الجيش العراقي.

وأوضحت مصادر أن أكثر الجثث وجدت مقطوعة الرؤوس، ودمر الإرهابيون سبع عجلات عسكرية محترقة، كما خطفوا عدداً من عناصر القوة.

وأصدر إعلام الحشد الشعبي، أمس، توضيحاً جاء فيه: "تباشر منذ أيام قوة خاصة من الحشد الشعبي عمليات نوعية لاعتقال عدد من الإرهابيين والخلايا النائمة في منطقة الحويجة والمناطق المحيطة بها، وتمكنت هذه القوة من تحقيق إنجازات مهمة إثر ثماني عمليات تم من خلالها اعتقال عدد كبير من الإرهابيين بينهم قادة".

وأضاف البيان: "تعرضت هذه القوة لكمين غادر من قبل مجموعة إرهابية من المنطقة متنكرة بالزي العسكري، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة دامت لأكثر من ساعتين، حيث بادرت قوة أخرى من الحشد الشعبي بالدخول إلى المنطقة والتدخل لدحر العدو وقتل عدد منهم، وبسبب كثرة أعداد المهاجمين والأجواء الجوية الصعبة استشهد 27 بطلا من القوة الخاصة المحاصرة".

وتابع أنه "في الوقت الذي يفتخر الحشد الشعبي بتقديم المزيد من الدماء خدمة لأمن العراق ويعاهد المرجعية الرشيدة والقيادة العليا بالمضي قدما نحو فرض القانون والقضاء على الخلايا النائمة في البلاد، فإنه يشدد على أهمية التعاون من أجل تطهير جميع المناطق المحررة منهم، ويهيب بأهالي تلك المناطق التعاون من أجل فضح الإرهابيين الموجودين بينهم".

العامري

وأكد الأمين العام لـ"منظمة بدر" هادي العامري الذي يرأس تحالف "الفتح المبين"، المرشح للمنافسة على مقعد رئاسة الحكومة، أمس، أن "الإرهاب ما زال موجوداً في بعض المناطق الرخوة"، داعياً القوات الأمنية إلى الحذر.

وأضاف العامري، وهو احد قادة "الحشد" في بيان: "أعاهدكم أننا سنسحق رأس الأفعى، وسنأخذ بثأر الشهداء أضعافاً مضاعفة، وسنجعل الدواعش الأوباش عبرة لمن تسول له نفسه العبث بأمن العراق ودماء أبنائه".

العاصي

أما الشيخ برهان العاصي رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك فقد قال: "طالبنا مراراً بنشر قوات عسكرية كبيرة بالمنطقة وإعادة تطهيرها من داعش بشكل كامل".

وبيّن العاصي أن "عملية تحرير قضاء الحويجة من قبضة داعش قبل أشهر أدى إلى هروب عدد كبير منهم واختبائهم في مناطق متفرقة من الحويجة، واليوم أعادوا بناء قوتهم لمهاجمة القوات الأمنية والاهالي لمنع عوده الحياة الطبيعية فيها".

العبادي

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن بلاده لا تريد أي قوات أجنبية تقوم بجهد قتالي على أراضيها، لكنه أكد في مقابلة أجرتها معه شبكة "دويتشه فيله" الألمانية أنه "بعد هزيمة التنظيم، علينا أن نضمن عدم العودة إلى الوراء، يجب استمرار تدريب القوات العراقية وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي".

وأضاف: "هذه مرحلة حساسة لضمان ألا تضيع النجاحات التي حققناها، نحتاج إلى بعض الوقت حتى لا يعود الإرهاب مرة أخرى، مثلما حدث بعد خروج القوات الأميركية، المرحلة القادمة هي مرحلة الاستقرار وإعادة الإعمار، ولا نريد أن يكون الأمن عاملا للتراجع للوراء".

ووصف مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي استضافته الكويت أخيراً بأنه "إنجاز ومرحلة أولى"، معتبرا أن "المهم في المؤتمر هو أنه أثبت التفاؤل ونظرة العالم الإيجابية للعراق".

وحول رؤيته لآفاق مشاركة إيران في إعمار العراق، قال: "إيران أبلغتنا بأنها تريد المساعدة من خلال شركاتها في إعادة إعمار العراق، لا مانع لدي في مشاركة أي دولة، المهم أن تكون ضمن الرؤية العراقية لإعادة الإعمار وتوفر فرص عمل وتحدث تنمية اقتصادية، حتى يتسنى لنا سداد التسهيلات المالية مستقبلا".

«صادقون»

في المقابل، أكدت كتلة "صادقون" النيابية، التابعة لحركة "عصائب أهل الحق"، أمس، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي غير قادر على اخراج القوات الاميركية من العراق، مشيرة إلى أن بقاء القوات الأجنبية يصب في مصلحة الاكراد وتحالف القوى السني.

وقال رئيس الكتلة النائب حسن سالم، في تصريح صحافي أن "الاميركين يسعون لتعزيز وجودهم في العراق، وذلك من خلال انشائهم ثماني قواعد في مختلف مناطق العراق"، كاشفا عن "مساع أميركية لبناء أكبر قاعدة في إقليم كردستان".

وأضاف سالم أن "العراق غني بالخبرات العسكرية القادرة على تأمين البلاد، ودحر الارهاب، دون مساعدة العنصر الاجنبي"، وأكد أن اميركا لديها ما يقارب الـ 20 الف عنصر في العراق، لافتاً الى ان "البرلمان ولجنة الأمن والدفاع رفضت اكثر من مرة هذا الوجود وطالبت العبادي بتوضيح حجة بقائهم في العراق".

إلى ذلك، اعتبر المشرف العام على "فرقة العباس القتالية" ميثم الزيدي إحدى فصائل الحشد الشعبي أمس، أن فتوى المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، أجلت "اندلاع الحرب العالمية الثالثة، وجنبت العراق مخاطرها".

وقال الزيدي إنها "حمت المنطقة كلها وليس العراق فقط، كما أخرجت البلد من معادلة المحاور التي تشهدها المنطقة"، مضيفا أن "النجف والعراقيين أثبتوا انهم القطب الأكثر استقلالا في المنطقة والأكثر تأثيراً في سبيل دحر الإرهاب وتعميم السلام".

وأكد: "نحن قاتلنا النسخة الأكثر تطوراً للمقاتل في الحروب الحديثة، ونقولها صراحة لولا فتوى السيد وبسالة العراقيين لما كان بمقدورنا الانتصار على داعش".

في سياق آخر، طالبت قيادة فرقة العباس، أمس، الحكومة الاتحادية والبرلمان بإضافة درجات وظيفية ضمن مشروع قانون الموازنة المالية الاتحادية لعام 2018، داعية الى استيعاب 30 ألف متطوع من الحشد الشعبي أسوة بأقرانهم في الاجهزة الأمنية الأخرى.

back to top