ريتا حايك: «قضية رقم 23» فيلم واقعي إنساني بامتياز

• تصف نفسها بـ«وحش» السينما والتلفزيون والمسرح

نشر في 20-02-2018
آخر تحديث 20-02-2018 | 00:02
ريتا حايك
ريتا حايك
تستعدّ الممثلة اللبنانية ريتا حايك مع زملائها في فيلم «قضية رقم 23» للمخرج اللبناني زياد الدويري للوقوف على سجادة الأوسكار الحمراء الشهر المقبل، بعد تسمية الفيلم للمنافسة على فئة «أفضل فيلم أجنبي». عن الفيلم والجائزة وأعمالها الجديدة تحدثت حايك إلى «الجريدة» وفيما يلي التفاصيل.
بماذا يتميّز فيلم «قضية رقم 23» ليستحق وصوله إلى جوائز الأوسكار؟

إنه فيلم كامل متكامل، بدءاً من نصّه المحبوك بطريقة متقنة جداً من جويل توما وزياد الدويري، الذي استوحاه من حادثة صغيرة حصلت معه في الماضي، مروراً بالإخراج المتميّز، وصولاً إلى أداء الممثلين بفضل إدارة المخرج الذي يعرف كيف يختار فريق عمله وكيف يتعامل معه في موقع التصوير. إضافة إلى هذه العوامل التقنية المتكاملة، ثمة عامل أهمّ أيضاً وهو واقعية الفيلم الذي يمثّل وفق ما عبّر الجمهور الغربي حالاً إنسانية عالمية.

كيف تفاعل الجمهور الغربي مع القصة وهي خاصة بالمجتمع اللبناني؟

صحيح أن الجمهور الغربي في إيطاليا واليابان وفرنسا وأميركا وكوريا حيث عرضنا الفيلم، لا يعرف شيئاً عن ماهية القضية الفلسطينية والعلاقة المتوترة بين الفلسطينيين وبعض اللبنانيين، لكنه تأثّر بقصة الفيلم التي وصفها بالإنسانية بامتياز. في رأيي، تفاعل هذا الجمهور مع الفيلم إضافة إلى تكامله تقنياً وتوقيته عناصر أوصلته إلى الأوسكار.

هل تعتبرين أن هذا الإنجاز هو للمخرج زياد الدويري أم لفريق العمل كلّه؟

إنه إنجاز لنا جميعاً، وأنا سعيدة جداً به لأن زياد يستحقّه فعلا.

مشاركتك في فيلم نوعيّ مماثل،نتيجة حظّ، أم مصادفة، أم نتيجة طبيعية لمجهود مهني؟

اعتذرت سابقاً عن أفلام كثيرة رغم أنني كنت أندم أحياناً لعدم مشاركتي حتى الآن بأي فيلم سينمائي، إلى أن تقدّمت لاختبار هذا الفيلم، وعقدنا على أثر ذلك أربع جلسات قراءة وتحضير قبل أن يقرر المخرج مشاركتي فيه. اتخذت سابقاً خيارات مهنيّة جيّدة جداً، وجاء توقيت هذا العمل مناسباً رغم انشغالي حينها بالمسرح والدراما والإذاعة. على كلٍ، لا أؤمن بالحظّ بل أعتبر أن ذلك نتيجة طبيعية للمجهود المهني الذي قمت به سنين طويلة والخبرة التي اكتسبتها بعدما اكتشفت ذاتي كممثلة وامرأة حاربت لتبلغ ما هي عليه اليوم.

بماذا يشعر الممثل بُعيد وقوفه على السجادة الحمراء في مهرجانات دولية؟

أحسست أوّل مرّة بخفقان القلب وتقطّع الأنفاس في «البندقية» حيث شاهدت الفيلم للمرة الأولى وكنت أتساءل في الصالة كيف سيفهم الجمهور الأوروبي الإيطالي القصة ليتفاعل معها. لكنني فوجئت بعد إنتهاء العرض بأن الجمهور يناديني باسمي في الفيلم. وخصصّوا لناstanding ovation لمدّة خمس دقائق ونصف الدقيقة وهي المدّة نفسها التي حصل عليها المخرج «غييرمو ديل تورو» المرشّح لجائزة أفضل صورة عن فيلمه the shape of water.

طموح وتعاون

ما أهمية هكذا إنجاز بالنسبة إلى ممثلة شابة طموحة؟

ما زلت لا أصدّق ما حصل معنا وأنني سأتوجه من لبنان إلى الأوسكار. إنها أمنية إذا ما تحققت، تقتصر على مرّة وحيدة في الحياة. منذ سبع سنوات درست في استوديو «ستيللا أدلر للتمثيل» (Stella Adler Acting Studio) الذي يقع عند تقاطع هوليوود وهايلند، حيث ينظّمون حفلة الأوسكار ويقفلون الطريق ليمرّ المشاهير على السجادة الحمراء. ها أنا أعود إلى هناك لأقف شخصياً على السجادة الحمراء مع مشاهير العالم . أعتبر أنني أحقق حلمي بفضل لقائي زياد الدويري، إضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها في لبنان وغذّتني فكرياً وروحياً وثقافياً.

هل سيفسح هذا الإنجاز إزاء وصول السينما اللبنانية إلى المحافل السينمائية العالمية؟

طبعاً، سيشكل نقطة تحوّل في الصناعة السينمائية اللبنانية لأنه سيُسلّط الضوء عليها. عندما سمّي الفيلم للجائزة لم يقولوا «قضية رقم 23» لزياد الدويري، بل «قضية رقم 23»، لبنان. لذا يجب أن يكون هذا الإنجاز احتفالاً سينمائياً وطنياً يفخر به اللبنانيون وبما حققه زياد الدويري للوطن.

المفارقة أنه حورب من بعض الجهات اللبنانية.

تعذّب كثيراً في الماضي عندما وضعوا عليه «فيتو» لمنع دخوله إلى لبنان سنين طويلة، ولكن في النهاية لا يصحّ إلا الصحيح.

أي قسم من الفيلم أثّر فيك أكثر؟

لن أنسى مشهد جرّ زوجي طوني (عادل كرم) من داخل الكاراج حيث وجدته أرضاً إلى الخارج لآخذه إلى المستشفى. صوّرت هذا المشهد الذي كررناه مرات عدة زاحفة على الأرض لأنني حامل لا أستطيع رفعه، فجرحت ركبتيْ. وقد أتعبني نفسياً وجسدياً، وما إن أنهينا التصوير حتى أجهشت في البكاء.

كيف تصفين الثنائية مع عادل كرم، خصوصاً أنكما من مدرسة فنيّة مختلفة؟

ولدت بيننا ألفة وانسجام واضح على الشاشة، ربما لأننا متشابهان بأسلوب العمل وننطلق من غريزتنا للتفاعل بإحساس مع المشهد.

عروض ومشاريع

ما هي مشاريعك الدرامية الراهنة؟

أصوّر دور هنادي في مسلسل «ثواني»، وهو من 60 حلقة تلفزيونية (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج ايغل فيلمز). يتولى البطولة: عمار شلق، ورودريغ سليمان، ونهلة داود، وفادي ابراهيم، وختام اللحام، ونيكولا مزهر، وستيفاني عطالله، وعلي الزين.

عمّا يتمحور دورك فيه؟

دور هنادي، ممرضة عاشت في ميتم، تزوّجت مبكراً وأنجبت طفلاً. تبدأ أحداث المسلسل مع إحضار زوجها زوجته الثانية الحامل لتسكن معها في المنزل. تلتقي الشخصيات كلها في الحلقة الأولى في المستشفى حيث تعمل. إنها شخصية مختلفة جداً عن أدواري السابقة فهي فتاة مرّت بمآسٍ كثيرة وخبرات حياتية قاسية صقلت طريقة تفكيرها.

فرحت كثيراً بالعمل مع رودريغ سليمان الذي أمثّل معه للمرة الأولى، ومع عمّار شلق الذي نلتقي درامياً للمرة الأولى بعدما تعاونا سابقاً في المسرح. أوّد الإشارة إلى أن الجمهور سيتحدث عن شخصية عمّار شلق المفاجئة في المسلسل. يتميّز هذا العمل بمستوى الاحترافية العالي إن على صعيد النص، أو فريق التمثيل، أو الإخراج لسمير حبشي الذي أراه مايسترو رهيباً.

في أي خانة تضعين الدراما اللبنانية راهناً؟

أراها في مسيرة تصاعدية مع ازدياد عدد الأعمال المتنافسة سنوياً، علماً بأنه يجب أن نقطع أشواطاً كثيرة بعد قبل التحدث عن «صناعة». أتمنى لو نبلغ مرحلة تصوير كل حلقة تلفزيونية كحلقة سينمائية أسوة بالمسلسلات الأميركية وغيرها.

تتميّزين بإطلالة جميلة وأداء متقن وخبرة جيّدة، ألم تتلقي عروضاً عربية بعد؟

فرحت كثيراً بتلقيّ عرض تصوير فيلم سينمائي مع أحمد عزّ، لكنني اعتذرت بسبب انشغالي بأمور أخرى وتوجّهي الشهر المقبل إلى أميركا. أرغب في المشاركة في عمل عربي إنما لديّ خيارات مختلفة راهناً. إنه خيار شخصي لا علاقة له بمستوى العروضات العربية الجميلة التي أتلقاها، ومنها عرض أحمد عزّ. صراحة، أنا فرحة بما أحققه لبنانياً إنما أملك ثقافة سينمائية وتلفزيونية أميركية وأوروبية نظراً إلى نشأتي على أفلام «ديزني» ومسرحياتها وأعمالها التمثيلية الغنائية، ما يدفعني إلى النظر باتجاه الأفلام الأميركية والأوروبية. على كلٍ، أحد لا يعلم ماذا ينتظره في المستقبل، ولكل شيء توقيته المناسب.

هل من مشاريع مسرحية جديدة؟

نفكّر المخرج جاك مارون وأنا في تقديم مشروع جديد في الخريف المقبل.

هل من مشاريع أخرى؟

أنا سعيدة جداً راهناً بهذه اللحظة التي نحمل فيها لبنان إلى الأوسكار.

توازن نوعي

حول تحقيقها التوازن النوعي بين المسرح والسينما والتلفزيون، تقول ريتا حايك: «شكّل هذا الأمر تحديّاً بالنسبة إليّ، إذ أردت أن أثبت للجميع أن ريتا التي يصفها الجمهور «بوحش» المسرح قادرة على أن تكون «وحشاً» درامياً وسينمائياً أيضاً، فهكذا يكون الممثل الحقيقي».

تتابع: «سأكون بطلة مسلسل من 60 حلقة تلفزيونية، وأتوجه إلى الأوسكار قريباً فيما لا يزال الجمهور يتحدث عن دوري في «فينوس»، ما يثبت للجمهور أنّ خريجي معهد الفنون الجميلة، قادرون أن يكونوا ممثلين متكاملين في الأداء بين المسرح والتلفزيون والسينما».

تكامل «قضية رقم 23» أوصله إلى الأوسكار

زياد الدويري يستحقّ الجائزة
back to top