ترامب يتهم «FBI» بالتقصير في «مذبحة فلوريدا»

غرد «إنهم يموتون من الضحك في موسكو... استفيقي يا أميركا»

نشر في 19-02-2018
آخر تحديث 19-02-2018 | 00:05
 الطالبة ايما غونزاليس متأثرة خلال إلقائها كلمتها أمس الأول في التجمع ضد الأسلحة في فورت لودرديل  (أ ف ب)
الطالبة ايما غونزاليس متأثرة خلال إلقائها كلمتها أمس الأول في التجمع ضد الأسلحة في فورت لودرديل (أ ف ب)
اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) بالتقصير في منع وقوع حادث إطلاق النار في مدرسة في باركلاند بولاية فلوريدا، معتبرا أن الشرطة الاتحادية تمضي في المقابل "وقتا طويلا" في التحقيق حول التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية في 2016، منتقداً في الوقت نفسه موقف الحزب الديمقراطي بعد "مذبحة فلوريدا".

ويأتي اتهام ترامب لمكتب التحقيقات الفدرالي، بينما يواجه الرئيس انتقادات تتعلق بصلاته مع مجموعة الضغط النافذة "جمعية الأسلحة الوطنية"، التي تدافع عن حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة.

وكشف حادث اطلاق النار أيضاً خللا خطيرا في الـ"FBI"، الذي اعترف بأنه تلقى في يناير اتصالا من أحد أقرباء القاتل نيكولاس كروز (19 عاما) يشير الى سلوكه المنحرف، ونيته ارتكاب عمليات قتل.

وكانت صحيفة "ساوث فلوريدا صن سنتينل" ذكرت السبت، أن المراهق كان خضع لتحقيقات من قبل الشرطة ومسؤولي الولاية عام 2016، بعد أن تعمد جرح ذراعه في تسجيل مصور نشره على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال وقتها إنه يريد شراء بندقية، لكن السلطات خلصت في ذلك الحين إلى أنه يتلقى رعاية نفسية كافية.

وأقر مكتب التحقيقات الاتحادي بعدم التحقيق في تحذير من أن يتجه كروز لحمل بندقية والرغبة في القتل.

وأثار الكشف عن ذلك غضب واستياء السكان في باركلاند، ودفع حاكم فلوريدا الجمهوري ريك سكوت إلى المطالبة باستقالة كريستوفر راي، مدير "FBI".

وكتب ترامب الذي اجتمع برئيس بلدية باركلاند ومسؤول الشرطة المحلية ومدير المدرسة، في تغريدة "من المؤسف ان يكون الاف بي اي تجاهل كل المؤشرات التي كانت تحيط بمطلق النار في مدرسة في فلوريدا. هذا أمر غير مقبول". وأضاف: "يمضون وقتا طويلا لمحاولة اثبات التواطؤ الروسي مع حملة ترامب. ليس هناك اي تواطؤ! عودوا إلى القواعد واجعلونا نشعر بالفخر بكم"، بينما لم يعد مكتب التحقيقات الفدرالي يدير التحقيق في القضية الروسية منذ نهاية مايو، بل المدعي الخاص روبرت مولر.

وفي وقت سابق، انتقد ترامب موقف الحزب الديمقراطي بعد الحادث. وقال: "لماذا لم يتبن الديمقراطيون قانونا حول مراقبة الأسلحة عندما كانوا يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ في عهد ادارة (الرئيس باراك) أوباما؟ لأنهم كانوا يرفضون والان يتحدثون فقط!".

وأضاف: "تماما مثلما انهم لا يريدون حل مشكلة المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى أميركا في الصغر. لماذا لم يمرر الديمقراطيون تشريعات الرقابة على الأسلحة عندما كانت لهم الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ في عهد أوباما؟ لأنهم لم يريدوا ذلك، وما يصدر عنهم الآن هو مجرد كلام!".

وأمس، عقب ترامب، على تصريحات مستشاره لشؤون الأمن القومي هربرت مكماستر، نافيا كلامه بالتأثير الروسي على نتائج انتخابات الرئاسة.

وزعم مكماستر في حديث لصحيفة «واشنطن بوست»، أنه لا يمكن إنكار الدليل على التدخل الروسي في الانتخابات، لكنه أضاف أن حملة موسكو لتقسيم الغرب فشلت و»لن تنجح».

وكتب ترامب تغريدة قال فيها: «نسي الجنرال مكماستر أن يذكر أن الروس لم يؤثروا على نتائج الانتخابات، وأنه لم يكن هناك تواطؤ مع حملتي الانتخابية».

وكتب ترامب تغريدة أخرى على "تويتر" قال فيها: "انهم يموتون من الضحك في موسكو. استفيقي يا اميركا!"، متابعا: "اذا كان هدف روسيا هو زرع الشقاق والتشويش وإثارة الفوضى داخل الولايات المتحدة، فمع كل جلسات الاستماع والتحقيقات والكراهيات الحزبية، لقد حققوا نجاحا يفوق أقصى ما كانوا يحلمون به".

وقبيل ذلك، وجهت طالبة نجت من "مذبحة" المدرسة، رسالة شديدة اللهجة الى الرئيس الأميركي، على خلفية صلاته بـ"الجمعية الوطنية للاسلحة النارية"، أقوى لوبي للاسلحة في الولايات المتحدة. وخلال تجمع ضد الاسلحة في فورت لودرديل مساء السبت، قالت ايما غونزاليس: "الى جميع السياسيين الذين تلقوا تبرعات من الجمعية الوطنية للاسلحة النارية، عار عليكم!". وردد الحشد بدوره "عار عليكم!".

وقالت الطالبة البالغة الثامنة عشرة من العمر "اذا قال لي الرئيس شخصيا ان (ما حدث) هو مأساة فظيعة وانه لا يمكننا ان نفعل شيئا حيال ذلك، فسأسأله كم تقاضى من الجمعية الوطنية للاسلحة. أنا أعرف: 30 مليون دولار". وأضافت "اهذه هي قيمة الأفراد بالنسبة اليك سيد ترامب؟".

وقالت الفتاة حليقة الرأس في وقت لاحق: "ان السماح بشراء اسلحة آلية ليس قضية سياسية، بل مسألة حياة أو موت".

وكانت الشابة التي تدرس في الصف النهائي في المدرسة الواقعة في مدينة لودرديل المجاورة، اختبأت في مسرح المدرسة عندما فتح نيكولاس كروز النار موقعا 17 قتيلا معظمهم من الطلاب قبل ان يفر ثم يعتقل بعد ساعة.

وهاجمت غونزاليس البرلمانيين الاميركيين ايضا "الممولين من الجمعية الوطنية للاسلحة النارية الذين يقولون لنا انه لا شيء كان سيمنع وقوع الحادث (...) او يقولون ان قوانين اكثر صرامة حول الأسلحة لن تساهم في خفض أعمال العنف بواسطة السلاح".

وشارك مئات من تلاميذ المدارس في احتجاجات في شوارع مدينة فورت لاودردال في ولاية فلوريدا السبت، للمطالبة بتشديد قوانين حيازة السلاح.

back to top