نتنياهو: إيران تسعى إلى السيطرة على العالم وسنضربها

ظريف: تصريحاته «سيرك هزلي»... والأحداث الأخيرة أثبتت تلاشي مقولة أن إسرائيل لا تُقهر

نشر في 19-02-2018
آخر تحديث 19-02-2018 | 00:04
ظريف يمر بجانب كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري (أقصى اليسار) أمس خلال مؤتمر ميونيخ (إرنا)
ظريف يمر بجانب كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري (أقصى اليسار) أمس خلال مؤتمر ميونيخ (إرنا)
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب إيران مباشرة «إذا لزم الأمر»، متهماً طهران بالسعي إلى «السيطرة على العالم»، ومد نفوذها في المنطقة عبر إنشاء امبراطورية وجسر أرضي يربطها بالعراق وسورية ولبنان وغزة، في حين رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خطاب نتنياهو، واصفاً إياه بـ «سيرك هزلي».
في خطاب شديد اللهجة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده للتحرك ضد إيران مباشرة وضربها «إذا لزم الأمر»، وعدم الاكتفاء بضرب وكلائها في سورية.

ولوح نتنياهو خلال كلمة في مؤتمر ميونيخ للأمن، بقطعة معدنية مستطيلة، قال إنها ما تبقى من طائرة دون طيار إيرانية أسقطتها إسرائيل الأسبوع الماضي قرب هضبة الجولان المحتلة.

وقال: «إيران تنكر أنها قامت بعمل عدائي ضد إسرائيل الأسبوع الماضي، حين أرسلت طائرة مسيرة إلى داخل مجالنا الجوي بهدف تهديدنا. هذه هي قطعة من تلك الطائرة الإيرانية بعد أن أسقطناها. جلبتها إلى هنا كي ترونها بأعينكم».

ووجه سؤالا إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المشارك بالمؤتمر: «سيد ظريف، هل تعرفت على هذه؟ إنها لكم، يمكنكم استعادتها إلى طهران مع رسالة إلى الطغاة: فلا تختبروا عزمنا!».

ووصف نتنياهو ظريف بأنه «متحدث لبق باسم النظام». وتابع: «لا شك في أن ظريف سينفي بوقاحة تورط إيران في سورية»، موضحا «أنه يكذب ببلاغة».

حبل إرهابي

وشدد نتنياهو على أن بلاده لن تسمح لإيران بالحصول على موطئ قدم دائم على حدودها، مضيفا: «إسرائيل لن تسمح لنظام إيران بلف حبل من الإرهاب حول أعناقنا».

وتابع: «عبر وكلائها، الميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، وحماس في غزة تلتهم طهران مساحات شاسعة في الشرق الأوسط».

وأردف «سنتصرف دون تردد للدفاع عن أنفسنا. وسنعمل إذا لزم الأمر ليس ضد وكلاء إيران الذين يهاجموننا فحسب، بل ضد إيران ذاتها».

نازية وامبراطورية

وناشد نتنياهو المجتمع الدولي التصدي بحزم لإيران، وقال: «طهران لا تزال دائما خطرا كبيرا»، لافتا إلى أن الحكومة الإيرانية واصلت توسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط وتتجاوز باستمرار «الخطوط الحمر».

وخاطب المجتمع الدولي بالقول: «دعونا نتعهد بألا نكرر أخطاء الماضي. سياسة الاسترضاء لا تجدي نفعا. الوقت لمنع الحرب أصبح متأخرا، لكنه لم يفت بعد. إنني مقتنع بأن النظام الإيراني سيسقط يوما ما، وعندئذ الصداقة الكبيرة بين الشعبين اليهودي والفارسي العريقين ستزدهر مرة أخرى».

وأشار إلى أن هدف الإيرانيين هو السيطرة على العالم بأكمله من خلال صواريخهم الخاصة ومن خلال «العدوان والإرهاب»، وقال: «بمجرد أن تمتلك إيران أسلحة نووية، لن يعود ممكنا السيطرة على عدوانيتها».

ولفت إلى أن هناك أوجه تشابه بين إيران و»ألمانيا النازية»، وقال إن «إيران صرحت علنا بأنها تعتزم إبادة إسرائيل بما فيها من ستة ملايين يهودي».

وتابع: «إيران تزيد نفوذها، بينما يسترد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في العراق وسورية أراضي من أيدي المتشددين».

وأضاف: «المؤسف أنه بينما ينكمش داعش تتوغل إيران، فهي تحاول إقامة إمبراطورية متصلة حول الشرق الأوسط من الجنوب في اليمن، كما تحاول إنشاء جسر من الأرض من إيران إلى العراق وسورية ولبنان وغزة».

ومضى قائلا: «هذا تطور خطير جدا بالنسبة إلى منطقتنا».

ورأى نتنياهو أن «التهديد الإيراني أدى إلى زيادة تقارب إسرائيل والدول العربية»، وأن «الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدوا لها، ولكن تعتبرها حليفا لها».

تجنب فلسطين

في سياق منفصل، تجنب رئيس الوزراء التصريح بعبارات واضحة عن النقاش القائم حول «حل الدولتين» في إسرائيل بصفته حلا للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأشار إلى أنه سيتم انتظار المقترحات التي أعلنتها الولايات المتحدة الأميركية، لافتا إلى أن الأميركيين هم فقط الذين يمكنهم إتاحة حل للنزاع.

سيرك وهروب

في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني الذي لم يكن ضمن الحضور خلال كلمة نتنياهو حديثه بأنه «سيرك هزلي»، متهما إسرائيل باعتماد «سياسة العدوان والانتقام الجماعي ضد جيرانها».

وقال ظريف خلال المؤتمر: «لقد تسنى لكم مشاهدة سيرك هزلي لا يستحق حتى الرد عليه». وحمّل في خطابه كلا من تل أبيب وواشنطن مسؤولية النزاعات في الشرق الأوسط.

واعتبر أن ما حدث في الأيام الماضية، في إشارة إلى أحداث سورية، يثبت أن مقولة «إسرائيل لا تقهر» قد انتهت. وأضاف أن نتنياهو يوجه اتهامات لإيران للهروب من «اتهامات الفساد الموجهة له» وتحميل الآخرين أخطاء استراتيجية ارتكبتها حكومته.

واستغرب الوزير الإيراني أن يتحدث نتنياهو عن اتهامات لطهران بخرق أجواء بلاده في وقت تنتهك الطائرات الإسرائيلية السيادة السورية واللبنانية بصفة شبه يومية. وزاد التوتر في العاشر من فبراير الجاري، حين أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية إسرائيلية خلال عودتها من حملة قصف على مواقع مدعومة من إيران في سورية. وكانت هذه المواجهة الأخطر حتى الآن بين إسرائيل والقوات المدعومة من إيران على الجانب الآخر من الحدود.

وتبدو إيران مصممة على البقاء في سورية، بينما يبدو النظام السوري الذي يشعر بأنه انتصر في «الحرب الأهلية»، أكثر عزماً على التصدي للغارات الجوية الإسرائيلية داخل البلاد، بعد نجاحه في إسقاط طائرة «إف 16» عقب شن تل أبيب غارات واسعة.

الجبير والخميني

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في كلمته أمام المؤتمر المقام في ألمانيا، على أن «مشاكل المنطقة بدأت مع ثورة الخميني، لأنها تعتبر أن كل شيعي أينما كان ينتمي لإيران، كما أنها أدت إلى إنشاء منظمات إرهابية كحزب الله».

وأضاف أن «إيران ارتكبت الكثير من الأعمال الإرهابية في عدة مناطق من العالم، وحاولت زعزعة استقرار سورية والعراق واليمن ولبنان».

واتهم طهران بـ «تدريب وإدارة الخلية التي فجرت الأبراج في المملكة عام 1996» وبتوفير ملاذ آمن لزعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن.

وقال الوزير السعودي: «يجب تغيير السياسات الحالية للنظام الإيراني إذا أرادت طهران أن نتعامل معها كدولة طبيعية».

مشكلة المنطقة بدأت مع «ثورة الخميني» التي أوجدت «حزب الله» الإرهابي... الجبير
back to top