مولر يتهم 13 روسيّاً بالتدخل في السياسات الأميركية الداخلية

ترامب يعتبر الاتهامات تبرئة ويدعو إلى وقف الهجمات الحزبية... وموسكو تصفها بـ «الثرثرة»

نشر في 18-02-2018
آخر تحديث 18-02-2018 | 00:04
مجسم عملاق لترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال استعدادات انطلاق «كرنفال نيس» في فرنسا مساء أمس الأول	 (رويترز)
مجسم عملاق لترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال استعدادات انطلاق «كرنفال نيس» في فرنسا مساء أمس الأول (رويترز)
وجه القضاء الأميركي اتهامات إلى 13 روسياً، أحدهم مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين و3 كيانات روسية لتدخلهم في العملية السياسية الأميركية، عبر تنفيذ مخطط واسع بدأ في 2014، وبينما رفضت روسيا الاتهامات، واعتبرتها "سخيفة"، رأى الرئيس دونالد ترامب أن لائحة الاتهامات تعد تبرئة لحملته الانتخابية من ارتكاب أي تواطؤ مع موسكو.
في خطوة قد تسدل الستار على إمكان توجيه اتهام لحملة الرئيس دونالد ترامب بالتواطؤ مع روسيا، وجه القضاء الأميركي اتهامات إلى 13 روسياً، أحدهم قريب من الرئيس فلاديمير بوتين، و3 كيانات روسية، لتدخلهم في العملية السياسية الأميركية لدعم ترشح دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية عام 2016.

وأعلن المدعي الخاص، روبرت مولر، الذي يحقق في تدخل موسكو بالانتخابات الرئاسية، توجيه الاتهام إلى الـ13، بزعم إدارتهم حملة سرية للتأثير في عملية التصويت.

وقدمت لائحة الاتهام، التي تتضمن الخلاصات الأولى للمحقق الخاص، تفاصيل عن «عملية مذهلة أطلقت في عام 2014 في محاولة لإحداث انقسام اجتماعي في الولايات المتحدة والتأثير في السياسة الأميركية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية».

ويزعم مولر أنه في منتصف عام 2016، قاد يفغيني بريغوجين، الحليف المقرب من بوتين، مجموعة ركزت عملها على تعزيز حملة ترامب وتحقير منافسيه وبينهم الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويقول المحقق الخاص إن «مئات الأشخاص تناوبوا على العمل ضمن المجموعة بميزانية تقدر بملايين الدولارات».

واستنادا إلى لائحة الاتهام، قدم أعضاء المجموعة أنفسهم كمواطنين أميركيين، ناشرين محتوى وصل إلى «أعداد كبيرة» من الأميركيين.

وبحسب الاتهام، كانت المجموعة على اتصال بعدد من الأشخاص في حملة ترامب «عن غير قصد»، وكان لديها «هدف استراتيجي أوسع لزرع الشقاق في النظام السياسي الأميركي».

وهذا المحتوى الذي أنتجته المجموعة أعاد نجلا ترامب، دونالد جونيور وإريك، نشره على «تويتر»، وكذلك مسؤولون كبار في حملة ترامب وأشخاص من داخل دائرته الضيقة.

ولا يوجد أحد من الروس الـ13 المتهمين قيد الاحتجاز لدى السلطات الأميركية.

تبرئة... وطباخ

وتعتبر هذه الادعاءات سيفا ذا حدين بالنسبة إلى ترامب، فهو رفضها بشكل متكرر، ووصف ما يقال عن التدخل الروسي بأنه «أخبار مضللة» و«خدعة» مصممة لتنال من انتصاره.

فمن جهة تؤكد الادعاءات تدخل روسيا، لكنها تبرئ حملة ترامب من المعرفة المسبقة في جزء على الأقل من جهود روسيا للتأثير في الانتخابات.

كما أن موسكو مشتبه فيها بقرصنة وتسريب رسائل بريد الكتروني محرجة للحزب الديمقراطي.

وبعيداً عن ترامب، يقال إن المجموعة عملت على دعم مرشحة «حزب الخضر» جيل ستاين وخصم كلينتون الديمقراطي بيرني ساندرز.

كما وجه المدعي الخاص الاتهام إلى ثلاث شركات في إطار القضية. واثنتان من الشركات الـ3 لديها عقود مع الحكومة الروسية.

وبريغوجين الذي يعرف باسم طباخ بوتين، يدير شركة تعمل لمصلحة «الكرملين» وتتعهد إعداد الطعام خلال حفلات الاستقبال فيه. وقد ظهر في صور مع الرئيس الروسي، كما أن شركة «كونكورد» التي يديرها تعرضت لعقوبات من الحكومة الأميركية.

وشركة بريغوجين متهمة بشراء أرقام ضمان اجتماعي أميركية وحسابات مصرفية في إطار العمل للتأثير في الحملات الانتخابية.

حماية الديمقراطية

وسارع ترامب إلى التأكيد مجدداً أن توجيه الاتهام إلى «13 شخصية روسية وليس أميركيين»، دليل واضح على أن فريق حملته الانتخابية لم يتواطأ مع موسكو.

وجاء أول تعليق لترامب في «تغريدة» على «تويتر»، وقال إن «روسيا بدأت حملتها المعادية للولايات المتحدة في 2014، أي قبل وقت طويل من إعلاني أنني سأترشح للانتخابات». وأضاف أن «نتائج الانتخابات لم تتأثر، وحملة ترامب لم ترتكب أي خطأ. لا تواطؤ».

وفي بيان منفصل لـ «البيت الأبيض» تعليقا على إعلان مولر، دعا ترامب مواطنيه إلى «الاتحاد كأميركيين لحماية سلامة الديمقراطية والانتخابات».

ونقل البيان عن الرئيس قوله: «حان الوقت لوقف الهجمات الحزبية والادعاءات والمزاعم الكاذبة والنظريات غير الصحيحة، لهدف واحد هو تمرير أجندات لاعبين سيئين مثل روسيا، من دون فعل أي شىء لحماية مؤسساتنا».

وقال المسؤول الثاني في وزارة العدل رود روزنشتاين إن لائحة الاتهام لا تتضمن أي افتراض بأن الحملة «غيرت نتيجة» الانتخابات الرئاسية. وبنى ترامب على تعليقات روزنشتاين مدعيا بأنها تبرئ فريق حملته.

سخافة وثرثرة

من جهتها، رفضت موسكو الاتهامات الأميركية ووصفتهــا بـ «السخيفة والعبثية»، واعتبرها وزير الخارجية سيرغي لافروف «مجرد ثرثرة».

وكتبت المتحدثة باسم «الخارجية»، ماريا زاخاروفا، على «فيسبوك» «13 شخصا قاموا بالتدخل في الانتخابات الأميركية؟ 13 ضد ميزانية بمليارات الدولارات للقوات الخاصة؟ وضد التجسس والتجسس المضاد، وضد التقنيات المتطورة الحديثة»؟

اتهام وكفالة

في السياق، ذكرت وثائق قضائية أن مكتب المحقق الأميركي الخاص روبرت مولر وجّه اتهاما جديدا بالاحتيال المصرفي لمدير الحملة الانتخابية السابق لترامب، بول مانافورت.

وقال ممثلو الادعاء إن لديهم أدلة على أن مانافورت حصل على رهن عقاري بقيمة 9 ملايين دولار باستخدام معلومات خاطئة تشمل أرباحا معدلة وبيانات مفقودة قدرت قيمة عقار يمتلكه بأكثر من قيمته الفعلية بملايين الدولارات.

ويأتي الاتهام الجديد المرتبط بالعقار الذي عرضه مانافورت كضمانة، مقابل إطلاق سراحه بكفالة تبلغ 10 ملايين دولار، بعد توجيه اتهامات له في أكتوبر الماضي، من بينها غسل الأموال.

زيارة وعلاوة

على صعيد منفصل، زار ترامب مساء أمس الأول مستشفى في فلوريدا لتفقّد جرحى إطلاق النار في مدرسة، بعد أن أقر مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) أنه أساء التعامل مع تحذيرات بشأن منفذ المجزرة التي أودت بحياة 17 شخصا.

وفي مستشفى «برووارد هيلث نورث»، حيث التقى ترامب ناجين، شكر الرئيس الأطباء والممرضين والمسعفين لـ «عملهم الرائع»، ووصف المجزرة بـ «المحزنة جداً».

وتوجه بعد ذلك مع ميلانيا إلى مركز الشرطة المحلية في برووارد، حيث التقى الحاكم ريك سكوت والسناتور ماركو روبيو ومسؤولين آخرين.

وقال ترامب في مركز الشرطة إنه التقى ناجية أطلق عليها النار 4 مرات وأصيب برصاصة في الرئة، موضحا أن المسعفين الأوليين أنقذوا حياتها. وقال «أعطوهم علاوة».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) أن الجلسات التمهيدية لمحاكمة المشتبه به الرئيس في الهجوم على المدمرة الأميركية كول قبالة سواحل اليمن في عام 2000، توقفت بعدما رفض محامو الدفاع العودة مع استئناف جلسة الاستماع، وقالوا إن اتصالاتهم مع موكلهم خضعت لمراقبة الكترونية من الحكومة الأميركية.

الـ «FBI» يقر بالتقاعس في مجزرة مدرسة فلوريدا... وترامب يطلب علاوة للمسعفين
back to top