إيران وتركيا أبرز التحديات لسياسات واشنطن في المنطقة

نصيحة أميركية لأنقرة بعدم الانزلاق نحو موسكو
وتحذير لطهران من اختبار التنسيق مع إسرائيل

نشر في 17-02-2018
آخر تحديث 17-02-2018 | 00:06
مقاتلان مدعومان من أنقرة يجهّزان قاعدة صواريخ في عفرين أمس (رويترز)
مقاتلان مدعومان من أنقرة يجهّزان قاعدة صواريخ في عفرين أمس (رويترز)
لخّص مسؤول أميركي جولة وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى المنطقة، بالتركيز على أن جانباً أساسياً منها يهدف للتعامل مع تحديين رئيسيين: رسم سياسات عملية لمواجهة التوسع الإيراني فيها، ووضع حد للخطاب التصعيدي والمعادي للولايات المتحدة والغرب عموماً في تركيا.

وأوضح المسؤول أن "التصعيد الذي شهدته الأجواء السورية، الأسبوع الماضي، وما سبقه من أحداث ومواجهات برية، لا يمكن فصلهما عمّا جرى في بداية هذا العام، منذ الهجمات التي تعرضت لها قاعدتان عسكريتان روسيتان في اللاذقية".

وأضاف أن التصعيد بلغ مداه مع تساقط الطائرات متعددة الهوية، في فترة قياسية، مما يشير إلى أن الأطراف المعنية كانت تعد العدة لاستقبال تيلرسون، رغم أن بعض الأحداث وقع عشية بدء جولته على المنطقة، كرسائل استباقية.

ولا يستبعد هذا المسؤول وقوف روسيا وراء بعض تلك الرسائل، رداً على ما تعتبره إخفاقات تعرضت لها على مسارات عدة، سياسية وميدانية، في سورية، ومحاولتها استغلال حاجة طهران إلى يد العون، في مواجهة حملة الضغوط غير المسبوقة التي تتعرض لها، واصطفاف مجمل القوى الغربية وراء خطاب واشنطن المتشدد ضدها.

وأشار إلى أن تيلرسون لم يخفِ أهداف زيارته، وأطلق أكثر مواقفه تشدداً ضد طهران من الكويت، على هامش أعمال مؤتمر إعادة إعمار العراق، فقد طالبها، بشكل مباشر، بسحب قواتها من سورية ولبنان واليمن والعراق، قائلاً إن وجودها في تلك البلدان يشكل عاملاً أساسياً لعدم الاستقرار، ومؤكداً، في الوقت نفسه، أن القوات الأميركية باقية في سورية، لأن ما يجري في هذا البلد يعرّض أمن جيرانه كلهم للخطر، من إسرائيل إلى تركيا إلى الأردن، ولأن المعركة ضد تنظيم "داعش" لم تنته ولن تنتهي بانتهائه، لأن الأسباب التي أدت إلى ظهوره لا تزال قائمة.

وقال إن كلام وزير الخارجية الأميركي حول "حزب الله"، الذي فسر على غير معناه، حسب متحدث باسم الخارجية الأميركية، أوضحه تيلرسون، في مؤتمره الصحافي ببيروت، حين أعاد تكرار موقف واشنطن المتشدد من الحزب، مؤكداً أنه "لا فرق بين جناحيه العسكري والسياسي"، ليزيل ما اعتبره البعض "زلة لسان".

ونصح ذلك المسؤول "بعدم اختبار التنسيق الأميركي- الإسرائيلي في سورية في هذه المرحلة"، رغم حرص تل أبيب على التنسيق مع موسكو، "فهي ترغب في إعادة الالتزام بتطبيق التفاهم الرباعي، الذي جرى التوصل إليه في الأردن، بالنسبة إلى أمن المناطق الحدودية الشمالية من إسرائيل، وإبعاد الميليشيات الإيرانية عنها".

وتابع: "إن الادعاء الإيراني والسوري بأن معادلة التفوق الجوي لإسرائيل قد انتهت يحتاج إلى تدقيق، لأن معطياتها وظروفها الجيوسياسية والتاريخية في صراعات المنطقة لم تنته مفاعيلها، بل تعززت أكثر مع الانهيارات الكبرى فيها".

وبالنسبة إلى الملف التركي، يقول المسؤول، إن "طلب وزارة الدفاع (البنتاغون) تمويلاً خاصاً بقيمة 550 مليون دولار للقوات الكردية في مناطق شمال شرقي سورية، فضلاً عن تأكيدها أنها لم تسلمهم أسلحة ثقيلة، هو رسالة أكثر من واضحة إلى أنقرة".

ويضيف أن واشنطن لا ترغب ولا تريد قطع صلاتها الاستراتيجية مع أنقرة، وهو ما أكد عليه تيلرسون قبل وصوله إلى أنقرة، لكن ينبغي على قيادتها السياسية وعي أهمية التغييرات الجارية في المنطقة، والحذر من الانزلاق نحو موسكو، لافتاً إلى أن احتمالات تعرض تركيا لانتكاسات لن يكون مصدرها غربياً، فموسكو لا تخفي مشاريع هيمنتها الإقليمية والدولية، ولا كيفية تعاملها مع "شركائها".

ويختم بالقول إن تيلرسون يسعى إلى تدوير الزوايا مع أنقرة، ومحاولة التوصل إلى تسويات مجزأة وتدريجية في ملف الأكراد في شمال سورية، متوقعاً أن يجري الاتفاق على معادلة جغرافية تبقي مناطق انتشارهم مجزأة، خصوصاً بين شمال غربي سورية وشمالها الشرقي، وكذلك أكراد إدلب، وصولاً إلى جبال اللاذقية، بعيداً عن أكراد عفرين، والمحافظة على خصوصية مناطق شرق الفرات التي تديرها مجالس محلية بتمويل أميركي عربي مباشر.

back to top