وثيقة لها تاريخ : «فريج المرزوق» بالحي القبلي أُسس قبل أكثر من 200 سنة

نشر في 16-02-2018
آخر تحديث 16-02-2018 | 00:05
No Image Caption
يقع فريج المرزوق في الحي القبلي بمدينة الكويت القديمة، وينسب إلى أسرة المرزوق المعروفة، وهي أسرة قدمت من إقليم نجد بالمملكة العربية السعودية إلى الكويت، واستقرت بها في وقت مبكر جداً من تاريخ تأسيس الكويت الحديثة.

وتشير وثيقة تاريخية، يعود تاريخها إلى عام 1803م، إلى أن عبدالله بن محمد المرزوق اشترى أرضاً من أسرة بن رزق الخالدي الشهيرة، تطل على البحر في الحي القبلي، وبناها ثم سكنها، وعرف ذلك الموقع فيما بعد بفريج المرزوق.

وهذه الوثيقة المهمة ليس لدينا نسخة منها للأسف، إلا أن السيد عادل يوسف خالد المرزوق أكد لي أنها كانت بحوزته، ومحفوظة في الخزينة الحديدية قبل الغزو العراقي للكويت. ولكي نحدد موقع الفريج بشكل دقيق نقول إنه يحده من الشمال البحر، الذي لا يبعد عن بيت المرزوق الأول في ذلك الموقع سوى أمتار قليلة، ونقعة التاجر فلاح الخرافي. أما من ناحية الشرق فيحده فريج الخالد، ومسجد اليعقوب الذي يعرف اليوم باسم مسجد الخالد، ومن الجنوب تحده براحة الفلاح ومسجد الشرهان، الذي بناه عبدالله بن محمد المرزوق عام 1228هـ الموافق عام 1813م، طبقاً لما ورد في كتاب "مساجد الكويت القديمة"، ومن الغرب يحده فريج البدر، الذي نشرت حوله مقالاً مفصلاً منذ فترة من الزمن.

يتميز فريج المرزوق بوجود بيت التاجر يوسف مرزوق المرزوق الذي باعه في فترة الأربعينيات على التاجر يوسف بهبهاني الشهير بيوسف شيرين، وتحول هذا البيت إلى معلم تاريخي حافظت الدولة عليه، إذ أصبح اليوم مقراً لبيت السدو، وهو نشاط تراثي تابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

ويعتبر بيت يوسف المرزوق (أو بيت يوسف بهبهاني)، الذي اكتمل بناؤه في عام 1933م، أول بيت في الكويت يبنى من الاسمنت والحديد المستورد من الهند، حسبما ورد في الموقع الإلكتروني لأسرة المرزوق على الشبكة العنكبوتية، وتتوفر فيه نقوش فنية رائعة وديكورات هندسية جميلة.

وفيما يتعلق بمسجد الشرهان، فقد ذكرت أن من بناه هو عبدالله بن محمد المرزوق وذلك عام 1813م، إلا أن المسجد اشتهر باسم أول إمام صلى فيه، وهو الملا عبدالله الشرهان، الذي التصق اسمه بالمسجد لطول الفترة الزمنية التي تولى فيها الإمامة. كما صلى بالمسجد إماماً الملا راشد الصقعبي، ومن بعده ابنه سعد، ثم عبدالمحسن بن سعد الصقعبي، ثم الشيخ عبدالله الدحيان، ثم الشيخ البحريني درويش الذوادي، ثم الملا أحمد الرشود. ومازال المسجد قائماً إلى اليوم، ويقع حالياً بجانب مبنى مكتبة الكويت الوطنية من جهة الجنوب. ولعل من المفيد أن نشير إلى وجود مبنى المدرسة الأحمدية الثانية، التي تقع على ساحل البحر بجوار مسجد الخالد، وتفصل بين فريج الخالد وفريج المرزوق.

الجدير بالذكر أن المبنى الأول للأحمدية، الذي افتتح عام 1921م، كان يقع على ساحل البحر مباشرة أمام فريج الخالد. أما الأحمدية الثانية فقد تأسست في عام 1957م على موقع بيت التاجر يوسف المرزوق الذي اشترى الأرض من أسرة المنديل.

في المقال المقبل، سنتحدث عن ديوان المرزوق، ونقعة المرزوق، وسننشر أسماء سكان هذا الفريج التاريخي، ونحدد مواقع المنازل، حسبما توصلت إليه من خلال ذاكرة كبار السن من أهل الفريج.

back to top