سلوى محمد علي: قررت التمرّد على دور الأم

«لم أتوقع حصــولي على جائزة أفضل ممثلة في دور ثانٍ»

نشر في 16-02-2018
آخر تحديث 16-02-2018 | 00:00
حصدت الفنانة القديرة سلوى محمد علي جائزة أفضل ممثلة دور ثان في فيلم «علي معزة وإبراهيم» من مهرجان جمعية الفيلم الذي انتهت دورته الـ44 أخيراً.
عن الجائزة، وجديدها من الأعمال، وكثير من القضايا الفنية، كان لنا معها هذا الحوار.
هل توقعتِ حصولك على الجائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورك في فيلم «علي معزة وإبراهيم» من مهرجان جمعية الفيلم؟

لم أتوقعها طبعاً. لا أهتم بهذا الأمر عادة، لأن التمثيل بالنسبة إليّ هواية، أستمتع بها ولا أنتظر أي رد فعل أو جوائز، بل يشغلني الاستمتاع بالتشخيص والأداء. ولكني سعدت جداً بحصولي على الجائزة، وبما حصده الفيلم من إشادات، لأنه جيد ويستحق ما حصل عليه.

لماذا في رأيك ثمة مسافة بين الجمهور وبين الأفلام ذات القيمة الفنية؟

هذا الأمر موجود منذ بداية السينما في مصر وفي العالم كله أيضاً. الأفلام ذات القيمة الفنية العالية لا يهتمّ صانعوها بالعناصر التجارية فيها بقدر اهتمامهم بجماليات الصورة والمضمون. أما الأعمال التي يكون الشباك هدفها، فإنها تقدّم بشكل بسيط لهذا الغرض، والنوعان على صواب. يختار الصانع المكان الذي يريد أن يحضر فيه والجمهور الذي همّه يخاطبه. مثلاً «أرض الخوف» و«بين السما والأرض»، لم يحققا أي نجاح تجاري، لكنهما في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما.

معايير

كيف تختارين أدوارك؟

أعمل بروح الهواية للاستمتاع، فلا أشعر بأني أؤدي عملاً أو مهنة، واختياري يخضع لهذا المعيار. أنتقي ما أشعر به وأجد نفسي فيه مهما كانت المساحة، وما يبقيني في ذاكرة الجمهور، وذلك أهمّ لديَّ من الحضور على الشاشة من دون أهمية أو تأثير.

عندما رشّحني محمد أبو سيف لدور رئيس في «النعامة والطاووس»، بعد قراءة النص طلبت منه أن أقوم بدور آخر يقتصر على مشهدين، وكان ذلك مفاجأة له، فقد رأيت أنهما مؤثران وسيتذكرهما الجمهور بعد الفيلم، وكان ما توقعت. لكن في «فتاة المصنع» كنت الشخصية الرئيسة من البداية إلى النهاية. في رأيي، كلما كان الدور صغيراً كان الأمر صعباً، لأن الممثل لا بد من أن يصل إلى الجمهور بهذه المساحة الصغيرة، وليس أمامه فرصة في مشاهد أخرى لتعويض ضعف الأداء.

ما المعايير التي تحكم موافقتك على أي عمل؟

إذا كان المخرج جديداً أو في بداية مشواره، تكون جودة النص وتميزه المعيار الرئيس، وينطبق ذلك على فيلم «علي معزة وإبراهيم» والمخرج شريف البنداري. أما إذا كان المخرج صاحب مشوار كبير، وله تاريخ فيكون هو نفسه المعيار الرئيس للموافقة. لذا عندما يطلب مني داود عبد السيد أو محمد خان أو يسري نصرالله المشاركة في عمل أوافق فوراً من دون تردد، لأني على ثقة بما يقدمونه. كذلك سامح عبد العزيز من المخرجين الذين أثق في العمل معهم.

هل ثمة دور تحلمين بتقديمه؟

في البداية، كانت أحلام الممثلين كلهم تقديم دور «المريض نفسياً» مثلاً أو ثيمة صعبة، ذلك لإظهار الموهبة والحصول على جوائز وتكريمات. ولكن بعد خبرة السنين، وجدت أن البساطة والأدوار الطبيعية هي التي تصل إلى الناس وهي الأصعب. شخصياً، أختار أفضل ما يُعرض عليَّ، وما أجده مختلفاً عما قدمت، لذا قررت أخيراً التمرّد على دور الأم، وتقديم أدوار مختلفة وبعيدة عنه، لا أعرف ما هي تحديداً، لكن عندما أجد هذا العمل سأوافق عليه فوراً.

لماذا همّش الصانعون دور الأم في السينما راهناً؟

تتوجّه السينما إلى الشباب، جمهورها الرئيس. في الماضي كانت الأسرة المصرية هي الجمهور والبطل، وكان معظم الأعمال يدور من خلالها حتى مع وجود البطل والبطلة الشابين والقصة الرومانسية أو الحركة. من ثم، حضرت الأم إلى جوار الشخصيات في «في بيتنا رجل، وأم العروسة، والتلميذة، وإحنا التلامذة». إما الآن فأصبح الشارع هو البطل، فاختفى دورا الأم والأب أو ظهرا بشكل هامشي وغير مؤثر إلى حد كبير.

مطالبات

ما ردّك على دعوات المطالبة بمزيد من الرقابة على الفن؟

أرفضها بشدة. يحتاج الفن إلى الدعم والمساندة وليس التقييد والمنع، وثمة أجهزة رقابية تقوم بدورها كما يجب، فما مبرر وجود المزيد من الجهات واللجان؟ تكمن الأزمة في محاولة البعض تحميل الفن مشاكل وقضايا لا تخصه، فيما الحرية هي أهم ما يميزه.

ماذا عن المطالبة بعودة الدولة إلى الإنتاج؟

انتهى ذلك في العالم كله، ولا مبرر لعودة الدولة إلى الإنتاج. الأهم بالنسبة إليّ قيامها ببناء دور عرض في كل محافظة، وتسهيل التصوير في الأماكن المملوكة للدولة والحيوية من دون الرسوم المُبالغ فيها والكثير من التصاريح الأمنية. كذلك إلغاء تعقيدات تصوير الأفلام الأجنبية في مصر التي تؤدي إلى لجوء الصانعين إلى المغرب والأردن، فضلاً عن ضرورة الدعم الحقيقي للصناعة والمهرجانات الفنية، بدلاً من محاولة تقييد ومنع الفن وتوجيهه. عموماً، لن تُجدي محاولة المنع في هذا الوقت ومع هذه التكنولوجيا.

سينما

حول جديدها في السينما تقول سلوى محمد علي: «انتهيت من تصوير دوري في فيلم «سوق الجمعة»، من تأليف محمد الطحاوي، سيناريو وحوار أحمد عادل سلطان، ومن إخراج سامح عبد العزيز، وبطولة عمرو عبد الجليل، وريهام عبد الغفور، ودلال عبد العزيز، وصبري فواز، ونسرين أمين، ومحمد لُطفي، وأحمد فتحي، وسهر الصايغ. تدور أحداث العمل داخل سوق الجمعة، وحياة الباعة الجائلين، ونماذج مختلفة من البشر. لم يُحدّد موعد عرضه بعد، لكن غالباً في موسم عيد الفطر المقبل».

الفن يحتاج إلى الدعم والمساندة وليس التقييد والمنع
back to top