مسابقة الزراعة المدرسية

نشر في 16-02-2018
آخر تحديث 16-02-2018 | 00:07
 محمد العويصي أثناء عملي في مدارس وزارة التربية تعرضت للكثير من المواقف، ولا تزال هذه المواقف عالقة في ذهني، وأحببت أن أذكر لكم بعضها للعظة والعبرة. في بداية كل عام دراسي جديد تقوم وزارة التربية ممثلة بتوجيه مادة العلوم بإرسال نشرة إلى جميع المدارس تحثهم فيها على الاشتراك في مسابقة الزراعة، وعادة يقوم التلاميذ مع معلمي قسم العلوم بزراعة حديقة المدرسة للاشتراك في المسابقة.

إحدى المدارس المتوسطة استعانت بزارع من خارج المدرسة ليقوم بزراعة حديقة المدرسة مقابل راتب شهري من دون علم المسؤولين في الوزارة، وقام الزارع بزراعة الحديقة بالأزهار بأنواعها وأشكالها الجميلة، وزراعة الخضار مثل الخيار والطمام والكوسا والباذنجان والفراولة إضافة إلى الفل والياسمين والمشموم.

ولما حان موعد المسابقة استدعى معلم العلوم بعض التلاميذ، وقال لهم: غدا ستأتي لجنة من الوزارة لاختيار أجمل حديقة في المنطقة التعليمية، إذا سألوك يا أحمد أنت الذي زرعت الطماطم؟ فأجب بنعم! وأنت يا خالد إذا سألوك عن الباذنجان فقل: نعم أنا الذي زرعته! وأنت يا محمد إذا سألوك عن الخيار فقل: أنا الذي زرعته!

في نهاية اليوم الدراسي عاد محمد إلى بيته حزينا كئيبا مهموماً، قرأت الأم ما في وجه ابنها وسألته ما بك يا محمد؟

محمد: معلم العلوم قال لنا غدا ستأتي لجنة من الوزارة لاختيار أجمل حديقة، وقال لي إذا سألوك أنت زرعت الخيار فأجب بنعم!

"يمه أنا ما زرعت الخيار، ولا أعرف أصلا كيف يزرعونه، اشلون أكذب على اللجنة؟". الأم: غدا أذهب معك إلى المدرسة ونرى قصة معلم العلوم.

دخلت الأم إلى مكتب المدير المساعد وأخبرته بالموقف الذي حصل مع ابنها مستنكرة ذلك بشدة. المدير المساعد: يا أم محمد، نحن آسفون وموضوع معلم العلوم عندي، وسنحاسبه على تصرفه غير التربوي.

إذاً دور المدرسة كبير ومهم ومكمل للبيت، فالمدرسة تربي النشء على الأخلاق والسلوكيات الحميدة، وتنهاهم عن السلوكيات والتصرفات غير الصحيحة، ودور المعلم كبير ومهم في غرس الأخلاق في نفوس تلاميذه، وأن يكون قدوة صالحة لهم لأنهم يقتدون به في كل أفعاله وتصرفاته وكلماته.

فإلى معلم العلوم أقول:

لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

back to top