دولة الكويت.. عقيدة إنسانية ودور إيجابي رائد ومتواصل لمساعدة المحتاجين

نشر في 10-02-2018 | 12:41
آخر تحديث 10-02-2018 | 12:41
فريق الشفاء الإنساني الكويتي وأيتام اللاجئين السوريين بدار «طيبة» للأيتام جنوبي تركيا
فريق الشفاء الإنساني الكويتي وأيتام اللاجئين السوريين بدار «طيبة» للأيتام جنوبي تركيا
اعتماداً على عقيدة إنسانية راسخة واصلت مختلف الجهات والهيئات الكويتية دورها الإيجابي الرائد لتوفير استجابة سريعة وفعالة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الضرورية للمحتاجين وضمان الحياة الكريمة لهم.

وانطلاقاً من ايمان مطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة بالخير استمرت الهيئات الكويتية في بذل الجهود وتقديم المبادرات بهدف تقديم الاستجابة المطلوبة للتعامل مع أزمات متعاظمة ومتلاحقة.

تأهيل

وفي هذا الاطار وقعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعية العون المباشر اتفاقية تعاون في دعم برنامج تأهيل النازحين واللاجئين في الدول ذات نطاق العمل المشترك وفي مجال تنمية قدرات العاملين.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الاتفاقية تمثل شراكة قوية مع «العون المباشر» لترسيخ القيم والأهداف ذات البعد الإنساني لخدمة العمل الإنساني على المستويات كافة.

وأضاف أن الاتفاقية تأتي ضمن المشاريع الإنسانية للجمعية واستمراراً للرسالة التنموية الإنسانية الكويتية كما تهدف إلى التعاون مع الجمعيات الإنسانية الخيرية لإغاثة المحتاجين والمتضررين بشكل عاجل.

وأوضح أن الاتفاقية تشمل العديد من المجالات منها تنمية مهارات وقدرات الموارد البشرية بين الطرفين من خلال تبادل دورات التدريب والخبرات الميدانية إضافة إلى حملات إعلامية مشتركة لمصلحة الأنشطة والمشاريع.

وذكر أن الاتفاقية تشمل أيضاً دعم وتأهيل النازحين واللاجئين في الدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية إضافة إلى دعم البرامج والأنشطة الصحية والمخيمات الجراحية وإعادة تأهيل المستشفيات في المناطق الأحوج لذلك.

وبين أن الاتفاقية تشمل كذلك دعم برامج وتأهيل وتدريب النساء داخل الأسر الفقيرة وحق تعليم الطفل وتنفيذ برامج التغذية المدرسية ومشاريع المياه.

وأشاد الساير بالأعمال الإنسانية المميزة لجمعية العون المباشر في قارة إفريقيا وجهودها النوعية في مجال العمل الإنساني والإغاثي، مؤكداً أن الوفاء ونصرة المنكوبين والمحتاجين قيمة إنسانية نبيلة تسعى لها الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر الكويتي.

بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر الدكتور عبدالرحمن المحيلان لـ (كونا) أهمية الشراكة الثنائية للجمعيتين، مشيداً بمستوى التعاون بين الطرفين لاسيما في مجال تقديم المساعدات الطبية للمصابين جراء الأحداث الاخيرة في الصومال.

وأشار إلى عزم «العون المباشر» المضي قدماً في برامجها التنموية واهتمامها المباشر بمتابعة المستجدات والوضع الإنساني في قارة إفريقيا عموماً.

كما وقعت جمعية الهلال الأحمر الكويتي وبيت التمويل الكويتي «بيتك» اتفاقية تعاون يتم بموجبها إعادة تأسيس وتجهيز دار الأيتام في مدينة الريحانية التركية بغية دعم الأيتام من اللاجئين السوريين.

وأعرب الساير عن اعتزازه بهذا التعاون النابع من مسؤولية «بيتك» الاجتماعية وحرصه الدائم على دعم البرامج الإنسانية.

وأوضح أن «وجود بيت التمويل في مقر الهلال الأحمر يشكل فرصة مناسبة لتدارس فرص التعاون المأمولة وصولاً للأهداف الإنسانية النبيلة»، مؤكداً حرص الجمعية على تنفيذ البرامج والأنشطة الهادفة في مجال الإغاثة والعمل الانساني على المستويين المحلي والدولي.

وأفاد بأن الجمعية حريصة على التعاون والتنسيق المشترك مع الجهات الفاعلة في القطاع الخاص لاسيما بيت التمويل بغية إقامة مشروعات للتدخل العاجل كلما دعت الحاجة لذلك.

ولفت إلى الجهود المشتركة المبذولة لمساعدة النازحين السوريين والتي سيكون لها المردود الكبير على الأطفال السوريين من خلال منحهم فرصة للحياة الكريمة التي ينشدونها.

وشدد على أن الجمعية لن تدخر وسعاً في تعزيز دورها الرائد والقيام بمسؤوليتها الإنسانية تجاه النازحين السوريين التي تلبي احتياجاتهم الضرورية وتحقق تطلعاتهم في درء المخاطر المحدقة بهم.

فلسطين

وفيما يتعلق بفلسطين، قال الساير أنها تشكل أهم مناطق عمل الجمعية حيث تقوم بتقديم المساعدات الإنسانية فيها بالتعاون مع كثير من الشركاء.

وأكد الساير عقب لقاء مع المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» عدنان أبوحسنة سعي الجمعية إلى تقديم كل أنواع الدعم والمساعدة للفلسطينيين سواء المادية أو المعنوية.

وأشار إلى أن دعم الجمعية للأشقاء في فلسطين متواصل ومستمر على كافة الصعد، معتبراً أن المساعدات الكويتية الرسمية وغير الرسمية دليل على عمق العلاقة بين البلدين.

ومن جهته، ثمن أبوحسنة في تصريح مماثل الدعم الذي تقدمه الجمعية لمساعدة الفلسطينيين والتخفيف عنهم، مشيداً بمستوى التعاون بين «الأونروا» وجمعية الهلال الأحمر الكويتية.

وقال أن الأعمال التي قامت بها الجمعية في فلسطين محل تقدير واحترام من «اونروا» كونها لعبت دوراً متميزاً وحيوياً في دعم الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن الاجتماع بين الجانبين ناقش دعم جهود «الأونروا»، مشيداً بجهود الجمعية الإنسانية بمساعدة الدول المنكوبة لاسيما الشعب الفلسطيني وحرصها على تحسين الظروف المعيشية وتوفير الحياة الكريمة لهم.

سوريا

وفي الإطار الميداني، قام وفد من جمعية الإغاثة الإنسانية الكويتية بتنفيذ برنامج مساعدات إنسانية للاجئين السوريين في مدينة شانلي أورفا بجنوب تركيا.

وقال المدير العام للجمعية خالد الشامري لـ (كونا) أن البرنامج يأتي ضمن البدء في تنفيذ مشروع «لنشاركهم الدفء» والذي تضمن توزيع سلال غذائية تكفي الأسرة الواحدة مدة شهر وبطانيات لعدد 200 أسرة وإقامة أنشطة ترفيهية للأيتام السوريين.

وأضاف أن الجمعية نظمت يوماً ترفيهياً لحوالي 150 طفلاً يتيماً إلى جانب توزيع «كوبونات» لكل أسرة يتيم لشراء ما يلزمها من كسوة الشتاء.

وأوضح الشامري أن مشروع «لنشاركهم الدفء» يهدف إلى تخفيف معاناة اللاجئين السوريين وتوفير احتياجاتهم الضرورية منها مواد التدفئة والكسوة والطعام، مشيراً إلى خوض أعضاء الجمعية تجربة العيش في المخيمات جنباً إلى جنب اللاجئين.

وأعرب عن الشكر لكل من تبرع وساهم في المشروع بخاصة سفارة دولة الكويت لدى تركيا وتسهيلها مهمة الجمعية داعياً أصحاب الأيادي البيضاء وأهل الخير بالكويت للمساهمة في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين.

العراق

وفيما يتعلق بالعراق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي تبرعها بثلاث عيادات طبية للنازحين العراقيين في مناطق النزوح والمتضررة في العراق بهدف توفير وتلبية الاحتياجات الصحية للسكان هناك.

وقال الساير إن العيادات المتنقلة مؤلفة من عيادة أسنان وأشعة ومختبر طبي مجهز وعيادتين لفحص المرضى.

وأضاف الساير أن الجمعية ستواصل تحت شعار «الكويت بجانبكم» دعمها للنازحين العراقيين إذ سيتم تسليم مركبات إلى الجمعية الطبية العراقية التي ستعمل على توزيعها في أماكن نزوح العراقيين.

وأوضح أنه سيتم توزيع هذه العيادات فوراً في أجزاء من العراق وإقليم كردستان العراق للحاجة الماسة لها، لافتاً إلى أن الجمعية اشترت هذه المركبات المصممة حسب الطلب للمقيمين في أماكن يصعب فيها الحصول على خدمات الرعاية الصحية كالمخيمات.

وأكد أهمية وجود هذه العيادات لتقديم الرعاية الصحية والوصول إلى أقرب نقطة ممكنة للنازحين العراقيين لتقديم العلاجات الطبية والصحية لهم.

وبين أن كل عيادة بإمكانها إجراء الفحوصات للمرضى وتطعيم الأطفال وإجراء وتأكيد التشخيصات المختبرية للأمراض وعلاج الحالات البسيطة كالالتهابات الجلدية والجروح الطفيفة وحالات الجفاف.

وقال الساير إن العيادة المتنقلة جزء من المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر للنازحين العراقيين في محاولة للتخفيف من حجم معاناتهم الإنسانية لاسيما في المجال الصحي.

وأشار إلى أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي حريصة على توفير ما أمكن من المساعدات الضرورية للنازحين في مختلف المناطق العراقية.

بدوره، أشاد الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي مهدي العلاق بالدعم الإنساني الذي قدمته دولة الكويت للعراق في الظرف الراهن، مؤكداً أنه «فاق ما قدمته الدول العربية مجتمعة».

وذكر العلاق لـ (كونا) «أستطيع القول أن المنح الإنسانية التي تلقيناها من دولة الكويت الشقيقة هي الأكبر مقارنة بمنح الدول العربية مجتمعة الأمر الذي يشعرنا بالامتنان الكبير لها».

ونوه في هذا المجال بحملات بناء «المدارس الكرفانية» التي مولتها الكويت وساعدت كثيراً في ضمان التحاق الطلبة بالمدارس في المناطق المحررة من ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إضافة إلى المدارس المشيدة داخل مخيمات النزوح.

وأضاف العلاق «نتطلع لافتتاح المزيد من المدارس في المرحلة المقبلة والتي نتصور أن تشكل أحد الجوانب المهمة الداعمة للاستقرار في المناطق المحررة».

كما أشاد بالمنحة المالية الأخيرة لدعم القطاع الصحي في المحافظات المحررة والتي من شأنها أن تساهم بإعادة إعمار المراكز الصحية والمستشفيات هناك.

وأضاف «أن كل ذلك يظهر أن العراق والكويت تمكنا من طي صفحة الماضي وتجاوزا حقبة النظام الدكتاتوري السابق الذي تضرر منه الشعب العراقي قبل كل شعوب المنطقة ودول الجوار».

وكانت دولة الكويت قد خصصت 200 مليون دولار في عام 2015 لدعم الجهود الإنسانية في العراق فضلاً عن 100 مليون دولار تم تخصيصها أخيراً لدعم القطاع الصحي في المحافظات المتضررة.

ولا تزال الكويت مستمرة في تقديم المؤازرة للنازحين من خلال التنسيق المباشر مع خلية الأزمات المدنية التابعة لرئاسة الوزراء العراقية.

كما قامت بتقديم المئات من السلال الغذائية وتشييد العشرات من المدارس المؤقتة إضافة إلى تكفلها برعاية العشرات من الأيتام وتبنيها مشروعاً للتدريب المهني للأرامل في المحافظات المتضررة بالإضافة إلى تجهيز عيادات طبية متنقلة وخيام لتوزيع الدواء و«البطانيات» والحقائب المدرسية بالتنسيق مع الجهات المختصة في العراق.

لبنان

وفي لبنان، وضع المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر حجر الأساس لمشروع إعادة تأهيل وتطوير منظومة الصرف الصحي في مدينة الميناء بقضاء طرابلس شمالي لبنان.

وأقيم بهذه المناسبة احتفال عند الكورنيش البحري لمدينة الميناء حضره وزير العمل اللبناني محمد كبارة ورئيس بلدية المدينة عبدالقادر علم الدين والمدير الإقليمي للدول العربية في الصندوق الكويتي عبدالله الصقر وممثل سفارة الكويت لدى لبنان المستشار عبدالله شاهين إلى جانب حشد من فعاليات مدينتي الميناء وطرابلس.

وتوجه كبارة في تصريح لـ (كونا) على هامش الاحتفال بالشكر لدولة الكويت قيادة وشعباً على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان وشعبه ودعمها المستمر من خلال الصندوق الكويتي للتنمية في مختلف مناطق لبنان.

وقال كبارة أن المشروع الممول من قبل دولة الكويت يُحظى بأهمية خاصة للمدينة ولمنطقة طرابلس عموماً كونه سيرفع الضرر الناتج من المياه الملوثة عن شاطئ المدينة السياحي والذي يعد من بين أجمل الشواطئ في لبنان.

من جانبه، قال البدر في تصريح مماثل لـ (كونا) أن مشروع تأهيل شبكة الصرف الصحي في «الميناء» وقيمته مليونا دولار ممول بالكامل من المنح التي قدمتها دولة الكويت لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في لبنان والتي يشرف على إدارتها الصندوق الكويتي للتنمية.

وأكد الأهمية البيئية والتنموية للمشروع، مبيناً أنه ينضم إلى سلسلة من المشاريع المماثلة التي مولها الصندوق في أرجاء لبنان سواء من خلال المنح أو القروض وآخرها اتفاقية القرض التي وقعت أمس الخميس لخدمة منطقة الشوف بجبل لبنان.

بدوره، قال وزير الشؤون الاجتماعية السابق رشيد درباس في تصريح لـ (كونا) أن «دولة الكويت هي أكثر الدول العربية محبة للبنان وأكبر المانحين والمهتمين به جراء ما وصفه بالكارثة التي وقعت عليه بسبب الأزمة السورية».

وأضاف أنه لمس عمق الاهتمام الكويتي بلبنان وشعبه خلال فترة توليه للوزارة، مؤكداً تقدير ومحبة أبناء مدينة طرابلس والشعب اللبناني عموماً لدولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً.

وتوجه علم الدين بدوره بالشكر لدولة الكويت والصندوق الكويتي للتنمية، مؤكداً أهمية المشروع لتحسين الواقع البيئي عند شاطئ مدينة الميناء ما ينعكس ايجاباً على حياة مئات الآلاف من سكان المدينة وطرابلس.

وأكد أن استكمال شبكة الصرف الصحي سيعيد إلى شاطئ المدينة قيمته السياحية المميزة ويحوله إلى أول شاطئ لبناني خال من تلوث المياه ليشكل نقطة جذب كبيرة للزوار ويساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

ويعد مشروع منظمة الصرف الصحي في «الميناء» واحداً من بين أكثر من عشرة مشاريع مختلفة تشملها اتفاقية المنحة التي وقعها الصندوق الكويتي مع مجلس الانماء والإعمار اللبناني في عام 2016 بقيمة 30 مليون دولار لرفع مستوى الخدمات العامة في المناطق اللبنانية المستضيفة للنازحين السوريين في لبنان.

وكان البدر وقع مع مجلس الانماء والإعمار اللبناني اتفاقية قرض لتمويل مشروع انشاء منظومتين للصرف الصحي في منطقة الشوف في «جبل لبنان» بقيمة 50 مليون دولار واتفاقية هبة بقيمة 1.5 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من مشروع «مركز العبودية» الحدودي شمال لبنان.

يذكر أن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قدم 27 قرضاً للبنان تبلغ قيمتها الاجمالية حوالي 967 مليون دولار لتمويل مشاريع في مختلف القطاعات.

كما قدم الصندوق ست منح قيمتها حوالي 9.2 مليون دولار خصصت لدعم المنشآت الصحية ولبرامج لتدريب الكوادر الحكومية ومعونتين فنيتين بقيمة 3 ملايين دولار لدراسة مشروعين في قطاعي الطاقة والنقل.

وقام الصندوق الكويتي أيضاً بإدارة سبع منح من حكومة دولة الكويت للبنان قيمتها الإجمالية حوالي 420 مليون دولار.

back to top