«فيسبوك» بين أكبر شركات التقنية إنفاقاً في 2018

أعلنت عن 14 مليار دولار للإنفاق الرأسمالي وكأنها «أكسون - موبيل»

نشر في 10-02-2018
آخر تحديث 10-02-2018 | 00:02
No Image Caption
تواصل "فيسبوك" نشاطها اللافت، وكإن إعلان الشركة عن زيادة الإنفاق على برنامج فيديو الشبكة العنكبوتية المسمى – أشخاص لمراقبة شبكة التواصل الاجتماعي – وهو مشروعها الواقعي مع استثمارات أخرى من 45 الى 60 في المئة في هذه السنة، قد أدى الى شعور بالارتياح في أوساط المستثمرين، كما بررت الشركة زيادة الإنفاق على أولوياتها القصوى، بما في ذلك التصدي لحملات التضليل الإعلامي التي تدعمها روسيا أو مصادر الإساءة الأخرى.

بيد أن هناك شريحة أخرى من التكاليف التي يحتمل أن تزيد بسرعة أكبر، ولكن "فيسبوك" لم تذكر تفاصيل كافية عنها. فقد كررت الشركة في الأسبوع الماضي توقعاتها بأن تكلفة الإنفاق على مجموعات كبيرة من معدات الحواسيب والأبنية الجديدة والأصول المادية الأخرى سترتفع بأكثر من الضعف - من 6.7 مليارات دولار في سنة 2017 الى ما بين 14 و15 مليار دولار هذه السنة.

وحتى عندما كانت شركة فيسبوك تنمو بسرعة لتتحول إلى قوة عظيمة التأثير، لم تتضاعف تكلفة رسملتها من عام الى آخر. وقال تنفيذيو الشركة إن الإنفاق الرأسمالي المتزايد بقدر لافت هذه السنة سيتركز على شبكات الحواسيب والاستثمارات الأخرى من أجل "دعم النمو وتحسين منتجاتنا"، بحسب قول أحد كبار المديرين الماليين في الشركة خلال نوفمبر الماضي.

غياب التوضيح

ولا يمثل هذا التوضيح الكافي لما يمثل قفزة مدهشة في إنفاق رأس المال بقدر مذهل. والشركات التي تنفق سنوياً 14 مليار دولار، أو أكثر تكون صانعة لمنتجات مادية متطورة، مثل رقائق الحواسيب أو السيارات. أما "فيسبوك" فتعيد ترتيب بيكسلز، ولا تستكشف النفط والغاز، كما تفعل شركة أكسون موبيل مثلا. وعلى الرغم من ذلك فإن إنفاق "أكسون" الرأسمالي يتساوى مع إنفاق شركة فيسبوك المتوقع في هذه السنة – فقد بلغ 14.8 مليار دولار في الأشهر الـ 12 المنتهية في سبتمبر، بحسب معلومات "بلومبيرغ".

ولم يضغط المستثمرون علانية على شركة فيسبوك من أجل توضيح كيفية إنفاقها ميزانيتها في سنة 2018. لكنهم ركزوا على قضايا أكثر إلحاحا، بما في ذلك جهود الشركة الرامية الى اجتثاث السلوك المؤذي على شبكة التواصل الاجتماعي، وتفادي حملات محتملة من جانب الجهات التنظيمية وتوسيع الشركات المهمة، بما في ذلك إنترنت الفيديو "إنستغرام"، وهو التطبيق الذي تملكه شركة فيسبوك. ومادام الوضع المالي لـ "فيسبوك" سليما، فإن من المرجح أن يظل حملة الأسهم غير قلقين من الزيادة الكبيرة في إنفاق رأس المال.

سابقة مثيرة للقلق

ولكن توجد سابقة يتعين أن تثير القليل من القلق لدى "فيسبوك". قبل عدة سنوات كان إنفاق رأسمال شركة غوغل ينمو بصورة كبيرة، وازداد بأكثر من الضعف في عام 2013، كما ارتفع بنسبة 49 في المئة في سنة 2014.

وبالنسبة الى المستثمرين كانت الزيادات في الإنفاق ضمن مؤشرات على أن "غوغل" أصبحت غير منضبطة ماليا. وهبط سعر سهم الشركة 5 في المئة في تلك السنة. وعمدت "غوغل" الى تعيين مدير مالي جديد، وفرضت رقابة أشد على إنفاقها، الذي تراجع في سنة 2015، بينما ازداد ببطء أكبر منذ ذلك الوقت. وكان التزام "غوغل" بالانضباط في الإنفاق بين الأسباب التي أفضت الى استعادة ثقة المستثمرين بها.

وقد يكون لدى شركة فيسبوك درجة أكبر من إنفاق رأس المال في هذه السنة، وبقدر يفوق "غوغل" التي تبلغ عوائدها ضعفي عوائد "فيسبوك". وإذا تطابقت التكلفة الرأسمالية لـ "فيسبوك" لهذه السنة مع توقعات الشركة، فقد تتخطى بذلك الشركة الأم لـ "غوغل ألفابت" في إنفاقها لرأس المال، على الرغم من أن عوائد عملاق بحث الويب تعادل المثلين.

وقد تنضم "فيسبوك" أيضاً الى صفوف "غوغل" و"إنتل" و"أبل" في الشريحة الأكبر إنفاقاً في صناعة التقنية بالولايات المتحدة. علما بأن شركة الالكترونيات العملاقة سامسونغ في كوريا الجنوبية تتجاوز شركات التقنية العالمية في الإنفاق الرأسمالي بقدر كبير.

وسوف تضع تكلفة رأس المال المتوقعة لـ "فيسبوك" في سنة 2018 الشركة ضمن أكبر شركات التقنية إنفاقا في العالم، كما أن ذلك يشكل تذكيرا آخر بأن عادات الويب في العالم تتطلب بنية تحتية مكلفة من أنابيب الإنترنت والحواسيب والكهرباء والأشخاص الذين يحافظون على استمرار عملها. ومن المحتمل أيضا وجود البعض من الأسرار لدى شركة فيسبوك تتطلب زيادة كبيرة في تكلفة رأس المال.

وقد أبلغت "بلومبيرغ نيوز" أن "فيسبوك" تعمل على صنع مزيد من أجهزة المستهلكين، بما في ذلك جهاز فيديو مؤتمرات، وتتطلب تلك المشاريع الطموحة نوعا جديدا من الانفاق.

وتجدر الإشارة الى أن زيادة إنفاق رسملة "فيسبوك" لم تجتذب الكثير من الاهتمام لدى المستثمرين، ولكن إذا نمت عوائد الشركة ببطء أكبر من توقعات المستثمرين، فإن تلك التكاليف قد تسبب بصورة مفاجئة درجة كبيرة من القلق.

لم تقدم توضيحاً كافياً لحملة الأسهم الذين اهتموا بمواجهتها لروسيا!
back to top