فضيحة من العيار الثقيل تقف وراء انهيار الأسهم الأميركية

الهبوط بدأ عشية استدعاء «الكونغرس» لجنة السوق لمساءلتها عن خسائر العملات الافتراضية

نشر في 10-02-2018
آخر تحديث 10-02-2018 | 00:04
No Image Caption
هبط مؤشر داو جونز الصناعي في الأيام الماضية هبوطا قياسيا، بلغ الاثنين الماضي 1175 نقطة، وهو اليوم السابق لتوجه رؤساء لجنتي الأسهم والتداولات وتبادل السلع الآجلة إلى "الكونغرس"، للرد على أسئلة المشرعين حول الأخطار التي تشكلها عملات افتراضية مثل "بتكوين"، مما خفف من أهمية هبوط هذه العملات.
كشفت مجلة فورتشن، في عددها الصادر حديثا، عن خيوط فضيحة قد تقف وراء الانهيار الكبير الذي شهدته البورصة الأميركية في الأسبوع الماضي، إذ تدل المعلومات على أن جهات ما قد تقف وراء هذا الانهيار لتعطيل عملية تنظيم تداول العملات الافتراضية التي يعتزم الكونغرس تقنينها.

فقد هبط مؤشر داو جونز الصناعي في الأيام الماضية هبوطا قياسيا بلغ الاثنين الماضي 1175 نقطة، وهو اليوم السابق لتوجه رؤساء لجنتي الأسهم والتداولات وتبادل السلع الآجلة إلى "الكابيتول هيل" (الكونغرس) للرد على أسئلة المشرعين حول الأخطار التي تشكلها عملات افتراضية، مثل بتكوين، مما خفف من أهمية هبوط العملات الافتراضية.

وكانت "بتكوين"، التي ارتفعت في السنة الماضية بنحو 1800 في المئة، لتصل إلى ما يقارب 20 ألف دولار، بدأت رحلة سقوط حر منذ ديسمبر الماضي، مع خسارة العملات الافتراضية بصورة عامة مئات المليارات من الدولارات من قيمتها.

وأشار تقرير صدر الأسبوع الماضي عن "سيتي بنك" إلى العملات الافتراضية بوصفها "فئة الأصول الأكثر تقلبا"، والأكثر تقلبا بأشواط من أسهم ستاندرد آند بورز 500 أو الذهب التي كانت تستجيب بصورة طفيفة للأخبار الرئيسية.

تغيرات الأسبوع الماضي

لكن ذلك تغير في الأسبوع الماضي، أمام رئيس لجنة الأسهم والتداولات جي كلايتون، في جلسة استماع أمام لجنة مجلس الشيوخ المصرفية الثلاثاء الماضي، فعندما تراجع "داو جونز" بنسبة 4.6 في المئة الاثنين الماضي، ثم ارتفع بما يصل الى 37 في المئة أخرى الثلاثاء، ليبلغ أعلى نقطة له خلال سنوات، وأنهى ذلك اليوم متراجعا بنحو 20 في المئة، كان ذلك بحسب مجموعة معلومات السوق في صحيفة وول ستريت جورنال هو التقلب الأعنف في تاريخ مؤشر التقلبات المالية في آي أكس (VIX).

وفي ضوء تلك الخلفية، قلل المنظمون في جلسة استماع مجلس الشيوخ الأميركي من أهمية مخاوف المشرعين من "التقلبات الحادة في سعر بتكوين".

وقال كلايتون إن "التقلبات الأخيرة في بتكوين لم تكن كبيرة مثل التقلبات التي شهدناها في أسهم اخرى مثل مؤشر في آي اكس". وفي حقيقة الأمر، ارتفع التقلب القصير الأجل في مؤشر في آي اكس نفسه الى 464 الثلاثاء الماضي، وهو ضعف تقلبات بتكوين بنحو أربعة أمثال التي وصلت الى 124 نقطة بحسب معلومات بلومبرغ.

وبينما عاودت كل مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية زخمها في نهاية المطاف الثلاثاء، مع ارتفاع داو جونز 567 نقطة أو 2.3 في المئة، كان يوما حافلا بالتقلبات، وجعل التقلب أعلى مما كان خلال تراجع الاثنين. ورغم ذلك، فإن التقلب في مؤشر في آي اكس، الذي يقيس توقعات السوق للتقلب في المستقبل القريب (استنادا الى أسعار خيار ستاندرد آند بورز 500) كان أكبر كثيرا من تقلبات الأسهم الفعلية.

على سبيل المثال، ارتفع تقلب داو جونز نفسه 33.5 فقط، بينما راوح سهم نيفيديا لشبه الموصلات أيضا بين الأخضر والأحمر طوال اليوم، وبلغ تقلب الأجل القصير 66، وذلك جزء من تقلبات مؤشر في آي اكس، وأقل كثيرا من تقلبات بتكوين التي بلغت حتى الآن 78.

ورغم أن "في آي اكس" لا يعكس قيمة سوق الأسهم فهو يمثل مؤشرا مهما لمشاعر المستثمرين الذين يستخدمون أيضا مشتقات المؤشر لإخفاء رهان أسهمهم، لكن ذلك ارتد على بعض المستثمرين في الأسبوع الماضي الذين كانوا يراهنون ضد الارتفاع في التقلب عبر منتجات مثل فيلوسيتي شيرس ديلي انفرس في آي اكس في الأجل القصير.

ومع الارتفاع المفاجئ الذي شهده في آي اكس – 85 في المئة في قيمة ذلك المؤشر – تم مسح الانهيارات بين عشية وضحاها، ما أرغم "كريدي سويس" على إغلاق المؤشر بصورة دائمة، بحسب "سي ان بي سي".

واستاء المستثمرون من هذه التجربة في الأسهم ذات الصلة بـ"في آي اكس"، بحيث إن سهم سي بي او، وهو مزود مؤشر التقلب، هبط بأكثر من 10 في المئة الثلاثاء الماضي.

من جهة اخرى، لا يزال لدى مستثمري بتكوين طريقة فعالة للحماية ضد تقلبات العملة الافتراضية، بحسب كلايتون الذي أضاف: يمكن شراء البتكوين الآجلة. وكان ذلك جزءا من منطق موافقة سي اف تي سي في السنة الماضية على العديد من منتجات بتكوين الآجلة التي بدأ تداولها في ديسمبر. وتابع: يتعين على تاجر التعاملات الآجلة القيام بتزويد اولئك المعرضين لذلك التقلب بوسيلة للتحوط وتخفيف المخاطر.

تقلبات «داو جونز» الحادة حولت خسائر «بتكوين» إلى مجرد نزهة
back to top