إيستوود يستعيد محاولة الهجوم على قطار «تاليس» في فيلمه الأخير

نشر في 10-02-2018
آخر تحديث 10-02-2018 | 00:00
كلينت إيستوود
كلينت إيستوود
يشيد كلينت إيستوود، في آخر أفلامه، بشجاعة "أبطال عاديين" يؤدون دورهم الفعلي في نسخة سينمائية من حادثة هجوم قطار "تاليس" الذي قاموا بإحباطه سنة 2015.

ويروي فيلم "ذا 15:17 تو باريس" كيف تدخل ثلاثة أصحاب طفولة أميركيين عزل لمنع جهادي مسلح بكلاشنيكوف، ومزود بأمشاط سلاح مشحونة، من تفجير حمولته في قطار "تاليس" خلال رحلة بين أمستردام وباريس في 21 أغسطس 2015، وقد سمحت هذه المبادرة البطولية بتفادي مجزرة.

ويندرج هذا المشروع الجديد في سياق مجموعة الأفلام الأخيرة التي عكف إيستوود على إخراجها لعرض قصص حقيقية عن أشخاص من دون خبرة فعلية أتت أعمالهم خارجة عن المألوف، من قبيل "أميركان سنايبر" (2014) وهو عمل مثير للجدل عن قناص من العراق، و"سالي" (2016) حول الهبوط الاضطراري لطائرة في نهر هادسون من بطولة توم هانكس.

لكن في هذا العمل الجديد، استعان إيستوود بالأبطال الحقيقيين لهذه القصة ليؤدوا دورهم، وهم سبنسر ستون وأليك سكارلاتوس وأنتوني سادلر. وقال سادلر، في تصريحات لمجلة "باري ماتش" الفرنسية، "كان الأمر شيّقا بالفعل، ولم يكن مؤلما بالنسبة لنا على الصعيد النفسي، لأن أحدا لم يمت في ذاك اليوم، وكانت تجربة الفيلم إيجابية إلى حد بعيد". واستعان المخرج الأميركي بأفراد من الطاقم الطبي وخدمة الإسعاف الذين لبوا نداء الاستغاثة الذي أطلق، في حين حول مسار القطار إلى محطة أراس في شمال فرنسا.

ولا يعرض مشهد الحادثة في قطار تاليس منذ البداية في هذا الفيلم الذي يمتد على ساعة ونصف تقريبا، وهو يأتي في وقت لاحق لتوضيح الأمور. ويركز إيستوود في الجزء الأول من القصة على الصداقة القوية التي تربط بين الرفاق الثلاثة الذين ترعرعوا في محيط ساكرامنتو (كاليفورنيا).

ويسلط الضوء خصوصا على سبنسر، الذي ربته والدته، الشغوف بالأسلحة، والذي علق على جدار غرفته لافتة فيلم "ليترز فروم ايوو جيما"، وهو يحلم بإنقاذ الأرواح، حتى لو كان عليه أن يخالف القواعد المعمول بها. وكان هذا الشاب الكتوم أول من هاجم الجهادي، مخاطرا بحياته. وينثر إيستوود على امتداد الفيلم المؤشرات التي تنبئ بعمله البطولي. ثم يغوص العمل السينمائي في رحلة الأصدقاء الأوروبية، بين البندقية وروما وبرلين وأمستردام وباريس، مع سلسلة من مشاهد لسهرات في نواد ليلية وصور "سيلفي" ملتقطة أمام معالم سياحية شهيرة. وتختتم هذه المغامرة في باريس، حيث قُلد الشباب الثلاثة وسام الشرف، وهو أعرق التكريمات الفرنسية، وتمتزج في هذا المشهد صور أرشيف وأخرى من إخراج إيستوود فيها رئيس فرنسي زائف يظهر من الخلف. ولم يتحدث إيستوود عن هذا الفيلم الجديد الذي خرج مؤخرا إلى الصالات، فاسحا المجال أمام أبطاله كي يدلوا بدلوهم للإعلام، وهو لم يقدمه حتى للصحافة.

back to top