آلام الساعد... الأسباب والعلاجات

نشر في 10-02-2018
آخر تحديث 10-02-2018 | 00:03
No Image Caption
الساعد جزء مهم من حركة اليد والذراع. لذلك يشكّل الألم في هذه المنطقة عقبة كبيرة تحدّ من النشاطات اليومية.
ينجم ألم الساعد عن أسباب عدة يتطلّب كل منها مقاربة علاجية مختلفة.
يتألف الساعد من عظم الزند والكعبرة، اللذين يمتدان على طول الساعد ليتصلا بمفصل المعصم. ونظراً إلى موقعه، يؤدي الساعد دوراً بالغ الأهمية في مجموعة من حركات اليد والذراع اليومية.

نتيجة لذلك، يكون لأي إصابة أو انزعاج في الساعد تأثير واسع في الحركة، وينعكس سلباً على الوظائف اليومية. على سبيل المثال، يصعّب عليك ألم الساعد الطباعة على لوحة المفاتيح أو حمل غرض ما بيدك.

أسباب

يضمّ الساعد عدداً من العضلات السطحية، والمتوسطة، والعميقة. على غرار معظم أجزاء الجسم، تتصل أجزاؤه المختلفة بواسطة أوتار وأربطة.

يعود ألم الساعد إلى أسباب عدة، من بينها:

• الإصابات: قد تسبب صدمة حادة، كالسقوط، كسراً في أحد عظمَي الساعد أو تلحق الضرر بأربطته وأوتاره.

• فرط الاستعمال: تعرّض أنواع عدة من الرياضات، ككرة المضرب وبعض أنواع رفع الأثقال، عضلات الساعد إلى درجة عالية من الضغط وتؤدي إلى إجهادها. كذلك يؤدي استعمال الكمبيوتر المفرط إلى إجهاد عضلات الساعد، مسبباً ما يُعرف بإصابات الإجهاد المتكرر. وصار هذا النوع من الإصابات اليوم شائعاً جداً في أماكن العمل، نظراً إلى تزايد الوظائف التي تعتمد على الكمبيوتر.

• انحصار العصب: عندما ينضغط العصب، يسبب الألم، والخدر، والوخز في المنطقة المصابة وحولها. ويعود انحصار العصب إلى مجموعة من المتلازمات المختلفة التي تصيب الساعد، ولعل أبرزها متلازمة النفق الرسغي.

• التهاب المفاصل: قد يصيب التهاب المفاصل المعصم أو المرفق، مسبباً ألماً خافتاً متواصلاً في الساعد.

• حالة كامنة: يؤدي بعض الحالات الطبية، كالذبحة الصدرية، إلى ألم في الساعد.

يختلف نوع الألم باختلاف سببه الكامن. على سبيل المثال، يؤدي انحصار العصب إلى ألم حاد، في حين يسبب التهاب مفصل الكتف إلى ألم خافت متواصل في الساعد. أما الإصابات الناجمة عن فرط الاستعمال، كإصابات الإجهاد المتكرر، فتولد نوعَي الألم هذين كليهما.

العلاج

يعتمد نوع العلاج على سبب ألم الساعد وحدته.

العلاجات المنزلية

• عند التعرّض لإصابة مثل تلف الوتر، أو انحصار العصب، أو فرط الاستعمال، يستطيع المريض عادةً اتباع العلاج في المنزل، مستخدماً التقنيات التالية:

• الراحة: يساعد الحد من النشاط الذي يشمل الساعد المريض في التعافي من إصابات الأوتار، أو الأربطة، أو العضلات، أو العظام، أو الأعصاب. يجب أن يرتاح المريض دورياً بدل أن يبقى من دون أي نشاط فترات طويلة. أما إذا كان يعاني إصابة في الذراع نتيجة لرياضة ما، فعليه التوقف عن ممارسة هذه الرياضة إلى أن يزول الألم بالكامل.

• مسكنات الألم: يستطيع المريض تناول الإيبوبروفين وغيره من مضادات الالتهاب التي تحد من الألم.

• الحد من الحركة: في الحالات التي تكون فيها الحركة مؤلمة، يحتاج المريض إلى جبيرة أو رباط يحد من الحركة ويخفف من الألم.

• العلاج الحار أو البارد: يسهم استعمال كيس من الثلج في الحد من الالتهاب والألم. كذلك يستطيع المريض تجربة العلاج بالحرارة بعد زوال التورم، ما يسهم أيضاً في التخفيف من الألم.

التمارين والتمطط

يترافق العلاج عادةً مع تمارين وحركات تمطط مصممة لإعادة تأهيل الساعد وتقويته ببطء. ولكن يجب ألا يبدأ المريض بالتمرن أو ممارسة حركات التمطط إلا بعد استشارة الطبيب كي يتفادى تفاقم إصابته.

مدّ المعصم

يسهم هذا التمرين في مطّ عضلات الساعد:

قف منتصباً ومدّ الذراع المصابة أمامك. احرص على أن يكون كفك موازياً للأرض.

استخدم اليد الأخرى لتشدّ معصمك نحو جسمك.

ادفع بالمعصم إلى الخلف إلى أن تشعر بشد في ساعدك من دون التسبب بالألم.

حافظ على هذه الوضعية مدة 20 ثانية.

مدّ المرفق

يسهم مطّ العضلة الكابة في تحسين مرونة الساعد ويحدّ من ألمه:

اجلس منتصباً وضع مرفقك على طاولة أو ذراع كرسي.

استخدم اليد الأخرى لتدفع ذراعك نحو الطاولة أو الأرض.

عندما تشعر بشد من دون التسبب بألم، حافظ على هذه الوضعية مدة 15 ثانية.

إدارة المعصم

يسهم هذا التمرين في تحسين الدورة الدموية في الساعد ويزيد المعصم مرونة:

مد ذراعيك أمامك وأبقِ يديك موازيتين لكتفيك.

أقفل قبضتيك وأدر كل معصم وفق اتجاه عقارب الساعة وبعكسها، راسماً حركة دائرية.

كرر هذه الحركة 10 مرات في كل اتجاه.

تمارين تعزيز القوة

خلال مراحل إعادة التأهيل الأخيرة، من المفيد التوجه إلى صالة الرياضة واستعمال معدات مثل آلات الأسلاك، والأوزان الخفيفة، وتمارين الأربطة المطاطية. تسهم تمارين تعزيز القوة، مثل التفافات المعصم (wrist curls) والالتفافات المعكوسة (reverse curls)، في بناء قوة الساعد، ما يحول بدوره دون ظهور ألم الساعد مجدداً.

الجراحة أو الحقن

التمارين ليست كافية أحياناً. يحتاج البعض إلى أدوية مضادة للالتهاب بغية الحد من الألم. وفي بعض الحالات التي يعود فيها الألم إلى انحصار أعصاب أو إصابات أخرى، تُعتبر الجراحة العلاج الوحيد.

الوقاية

يستطيع الإنسان اتخاذ تدابير وقائية أساسية بغية تفادي ألم الساعد، من بينها:

تفادَ النشاطات التي تعرض الساعد لإجهاد مفرط، مثل كرة المضرب وأنواع معينة من رفع الأثقال.

خذ استراحات منتظمة عند استعمال الكمبيوتر فترات طويلة أو استخدم لوحة مفاتيح معدة خصوصاً لتخفيف الضغط عن العضلات (ergonomic keyboard) في العمل.

قوِّ ساعدك وعزز قوة قبضتك من خلال تمارين المقاومة.

وقائع موجزة:

• الساعد منطقة بين معصم الذراع ومرفقها.

• في معظم الحالات، يستطيع الإنسان علاج ألم الساعد بالراحة والنشاط المنظّم.

• يُعتبر البعض أكثر عرضة لألم الساعد مقارنة بغيره.

البعض يحتاج إلى أدوية مضادة للالتهاب بغية الحد من الألم
back to top