وثيقة لها تاريخ : الشيخ مبارك لـ «كوكس»: سعينا للصلح بين ابن سعود وابن رشيد وسيتم قريباً

نشر في 09-02-2018
آخر تحديث 09-02-2018 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
لم يكن الشيخ مبارك الصباح، حاكم الكويت الثامن (1896-1915)، حاكماً تقليدياً، كما أشرت بمقالي السابق، في معرض ردِّه على رسالة المقيم البريطاني في الخليج ميجر كوكس عام 1906، بل كان حاكماً ذكياً ودؤوباً وصريحاً وقوياً في مواقفه.

وقد أثار كوكس في رسالته موضوع الخلاف بين مبارك والمعتمد البريطاني في الكويت؛ القبطان نوكس، وردّ الشيخ مبارك على ذلك، مبيناً موقفه بدبلوماسية رفيعة استعرضناها في المقال السابق. واليوم في مقالنا هذا نستعرض ما ذكره الشيخ مبارك حول علاقته بأسرة آل الرشيد، التي لم تكن علاقتها طيبة مع الكويت لمدة طويلة من الزمن، إلا أن ذلك تغيَّر في نهاية المطاف.

يقول الشيخ مبارك: "آمرتوا عن أخبار نجد، فقبل أن ينتقل عبدالعزيز الرشيد راء (رأى) نفسه مخطي علينا ومبين فضائلي عليهم عمّه قبله وهي وراء النقص الكلي، فجعل وسائل الصلح ومع هذا من ذو (منذ) سنتين اننا تاركينه، لأن الأحوال الذي فيه كافيه، وأعطيناه الصلح الصافي وكان عنده... كل حال وبشر جميع من له محب".

وهنا يوضح الشيخ مبارك تطوراً مهماً، إذ إنه يؤكد أن علاقته مع بن رشيد تحسَّنت، وأن بن رشيد أدرك أنه مخطئ في حق الشيخ مبارك. ويأتي هذا التطور بعد خمس سنوات من معركة الصريف الشهيرة، التي انتصر فيها بن رشيد على جيش الشيخ مبارك، وكبَّده فيها خسائر طائلة في الأرواح والأموال.

ويستمر الشيخ مبارك في رسالته، قائلاً: "ثم بعد قتله (أي بعد مقتل عبدالعزيز بن متعب الرشيد) أرسلولنا مكاتيب، وهما ابنه متعب وحمود العبيد الرشيد وسلطان ولد حمود الرشيد، ويلتمسون ابقى الصداقة، ويرجون منا وقوع النظر عليهم وأعطيناهم ذلك".

ولم يكتفِ مبارك بالمصالحة وإنهاء الخلاف مع آل رشيد، بل خطا خطوة أكبر من ذلك، كما قال بنفسه في الرسالة، "فبعد ذلك سعينا بينهم وبين ابن سعود والصلح إن شاء الله قريباً يتم صلحهم وابن سعود وابن رشيد محافظين على جلب رضانا، لأننا نحب الصلاح للكل".

أما ما يتعلق بالموضوع الأخير في رسالة الشيخ مبارك، والمرتبط بالشيخ البحريني علي بن أحمد الخليفة، المنفي إلى مدينة مومباي الهندية، فقد اقترح الشيخ مبارك أن يستشير حاكم البحرين الدولة البريطانية حول ذلك: "يصير تراجعون الدولة برجوعه قبل المدة، فإذا أخينا شيخ عيسى بعد ما صاحت عليه أفواه الناس واللي جرا على ابن اخيه عليّ ما تنبه من الغفلة يقينا ما بقى له مبقى وعليّ المذكور إذا بعد ما توقع ولزم وظيفته فلكم اليد الطائلة على الجميع". هذه كانت رسالة الشيخ مبارك للمقيم البريطاني في الخليج في 12 جمادى الآخرة عام 1324هـ، الموافق 2 أغسطس 1906، والتي تناولناها مع رسالة المقيم البريطاني بالخليج في 6 مقالات متتالية. وإلى لقاء مع وثائق أخرى في مقالات قادمة إن شاء الله.

back to top