الأولمبياد الشتوي يفتتح اليوم وسط حالة من الترقب السياسي

نشر في 09-02-2018
آخر تحديث 09-02-2018 | 00:02
جانب من الاستعدادات لعروض حفل الافتتاح
جانب من الاستعدادات لعروض حفل الافتتاح
تنطلق منافسات أولمبياد 2018 الشتوي في كوريا الجنوبية اليوم، حيث سيتنافس حوالي 3 آلاف رياضي من حول العالم على الذهبيات الـ102.
تنطلق رسمياً اليوم النسخة الـ 23 لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، وسط تقارب بين الكوريتين و"توتر" على خلفية المنشطات الروسية، يلقي بظلاله كما البرد القارس على الافتتاح.

وبعد أشهر من الترقب والحذر وسط توتر عسكري وسياسي بين الشمال والجنوب، والشمال والولايات المتحدة، اتخذ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون قرار المشاركة في الألعاب، التي تستمر حتى 25 فبراير الجاري، وصولاً إلى حد إرسال شقيقته كيم يو-جونغ لترؤس الوفد الشمالي.

وعندما يتم إيقاد الشعلة الأولمبية في بيونغ تشانغ، هذه الزاوية المغمورة من العالم، تنطلق المنافسات بين حوالي 3 آلاف رياضي من حول العالم يتنافسون على الذهبيات الـ 102 التي ستوزع في 15 رياضة شتوية.

التوقعات كبيرة بالنسبة، إلى مجموعة من النجوم، على رأسهم المتزلجتان الأميركيتان ميكايلا شيفرين وليندسي فون، بينما السؤال الكبير في التزحلق على الجليد مركز على ما إذا كان "أمير الجليد" الياباني يوزورو هانيو تعافى تماماً من الإصابة وقادراً بالتالي على الاحتفاظ بلقبه.

خلف الكواليس، لا يزال التخبط سيد الموقف فيما يتعلق بقضية التنشط الروسي، التي تلقي بظلالها مرة أخرى، بعدما عكرت أجواء الألعاب الشتوية عام 2014 والصيفية عام 2016.

وبعدما فرضت حظراً شاملاً على الرياضيين الروس بسبب فضيحة التنشط المنظم، الذي ترعاه الدولة الروسية، فتحت اللجنة الأولمبية الدولية "ثغرة" للسماح لأكثر من 160 روسياً "نظيفاً" بالمشاركة في الألعاب تحت علم محايد، مانحة الأمل لرياضيين روس آخرين بالحصول على فرصة الوجود في الألعاب من خلال الاستئنافات القانونية.

لكن السجادة الحمراء فرشت للكوريين الشماليين. ففي أداء دبلوماسي حاز الميدالية "الذهبية"، وبعد أشهر من الصمت حول هذه القضية، اتخذت بيونغ يانغ قرارها وأعلنت بأنها سترسل وفداً إلى الألعاب.

وأراح قرار الشمال الجار الجنوبي، وبدد مخاوف سادت خلال معظم فترة التحضير، لاسيما لجهة أمن الألعاب وتأثير التوتر على مبيعات التذاكر.

وتبدو الأجواء الآن أكثر إشراقاً وأقرب إلى الارتقاء لمستوى تسمية "أولمبياد السلام" التي أرادها الجنوب، بعدما كان الموعد الأولمبي المرتقب قد تأثر سلباً بقرار اللجنة الأولمبية الدولية منع الرياضيين الروس من المشاركة.

ووافقت كوريا الشمالية التي قاطعت أولمبياد سيول الصيفي عام 1988، على حضور أول أولمبياد لها في الجار الجنوبي، بعد محادثات أدت إلى نزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية، على خلفية البرنامج النووي والصاروخي الكوري الشمالي.

مخاوف فرنسا وألمانيا والنمسا

وكانت فرنسا وألمانيا والنمسا قد أعربت عن مخاوفها من المشاركة في بيونغ تشانغ بسبب العلاقة المتوترة مع كوريا الشمالية، لاسيما أن المواقع المضيفة للألعاب تبعد نحو 80 كلم فقط من حدود البلدين.

ويشارك الشمال في الأولمبياد الشتوي بـ22 رياضياً في ثلاث ألعاب. لكن الأهم سيكون الوفد المشترك في حفل الافتتاح، والفريق المشترك في منافسات هوكي الجليد النسائية.

وستكون مشاركة البلدين بوفد مشترك في حفل الافتتاح، الرابعة في تاريخ الألعاب الأولمبية بعد مرتين في الأولمبياد الصيفي (سيدني 2000 وأثينا 2004) ومرة في أولمبياد تورينو الشتوي 2006.

وسيسير الوفد المشترك الى الملعب الأولمبي خلف علم كوريا الموحدة الذي سيحمله رياضيان من الجانبين. كما صمم زي موحد خصوصاً لهذا الحدث.

ولن تخلو الألعاب من "العدائية" الشمالية، إذ قرر زعيم بيونغ يانغ إرسال "جيش الجميلات" لأسر قلوب الجنوبيين، كما فعلت هذه المجموعة من المشجعات حين تجاوزن الحدود بين الجارتين من أجل التواجد في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في بوسان عام 2002.

ومن أجل ألعاب بيونغ تشانغ، عبر الأربعاء "جيش الجميلات" الحدود نحو الجار الجنوبي، ومن المقرر أن يمضي فترة وجوده في بيونغ تشانغ في فندق فخم يبعد حوالي ساعتين عن الملعب الأولمبي.

ويؤيد العديد من الكوريين الجنوبيين التقارب مع الجار الجنوبي، لكن المتظاهرين الذين تجمعوا الأحد على هامش مباراة تحضيرية للمنتخب النسائي المشترك في الهوكي ضد السويد، اعتبروا أن الجنوب كان سخياً جداً تجاه جاره وبأنه سمح للأخير بخطف الألعاب.

وأطلق المتظاهرون على أولمبياد بلادهم "أولمبياد بيونغ يانغ" في إشارة إلى عاصمة الجار الشمالي.

وقال أحد المتظاهرين لوكالة فرانس برس "إننا في حالة حرب ونحن ندعو مومسات عدونا" إلى كوريا الجنوبية، في إشارة إلى فريق المشجعات.

وإذ كان المسؤولون الأولمبيون سعداء بحل مشكلة الجار الشمالي، فإنهم يتمنون لو تختفي أزمة الرياضيين الروس التي تطرق لها أحد الأعضاء الكبار في اللجنة الأولمبية الدولية، المدير السابق للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ديك باوند، معتبراً أن قضية التنشط الروسي قد أضرت بشدة بمصداقية الحركة الأولمبية.

واعتبر أن اللجنة الأولمبية الدولية "لم تفشل وحسب بحماية الرياضيين النظيفين، بل جعلت من الممكن للرياضين الغشاشين في أن يسودوا على حساب الرياضيين النظيفين".

ويواجه الرياضيون بأكملهم مشكلة الصقيع في هذه الفترة من السنة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 20 درجة مئوية في الأيام الأخيرة.

ومن المتوقع أن تبقى درجات الحرارة عند معدل مماثل خلال الحفل الافتتاحي الذي كشف عدد من الرياضيين أنهم قد يقررون عدم المشاركة فيه لأسباب صحية.

زعيم كوريا الشمالية قرر إرسال «جيش الجميلات» لأسر قلوب الجنوبيين
back to top