السعال الليلي عند مرضى الضغط العالي

نشر في 09-02-2018
آخر تحديث 09-02-2018 | 00:07
لا بد للطبيب المعالج من التعاون مع الصيدلي للكشف عن علامات قد تكون وراثية عند المريض قبل البدء باستخدام علاج معين، أو تحديد فترة زمنية قصيرة لمتابعته، ولمعرفة رد فعله مع العلاج، خصوصا إن لزم استعماله لفترة طويلة.
 د. روضة كريز يلجأ الكثير من مرضى الضغط العالي إلى الصيدلية، خصوصا ليلا للحصول على دواء لتخفيف الكحة (السعال عليهم)، أو لإخماد ثورتها لتستريح أبدانهم ويناموا بهدوء، وكثير منهم من يتجاهل أنه مريض ضغط دم عال، وعليه استشارة طبيبه الخاص، ولكن الكثيرين منهم أيضاً من لا يطلع على لائحة الشركة المصنعة للعلاج ولا يهتم للإرشادات والمضاعفات لهذه العلاجات المزمنة.

ومن ضمن هذه العلاجات والأكثرها شيوعا في كل البلاد عقار "ليزينوبريل" وأشباهه المعروفة عالميا، يصرف العقار لمرضى الضغط العالي ولا يسأل المريض عما إن كان يشتكي من أي نوع من الحساسية وخصوصا "الأنجيوأديما"، أو تاريخه الوراثي للأبوين، والأنجيوأديما عبارة عن أشد أنواع الحساسية تسبب تضخما وتشنجا في البلعوم، فيضيق ويؤدي إلى الاختناق.

المريض التحسسي يحدث لديه استفزاز من دواء الضغط نفسه لأقل جرعة، غير أنه معروف عن هذا الدواء أن من مضاعفاته السعال الجاف والمتكرر ليلا، والحكة الجلدية، والإسهال، والشعور بالدوخة بعد أخذ الجرعة بنصف ساعة تقريبا، كما أن من مضاعفاته تساقط الشعر، والصداع، وجفاف في الفم، واضطراب في النوم، وشعور بالتعب، غير أن الكثير من كبار السن لا يعون ذلك.

وأرى أنه لا بد للطبيب المعالج من التعاون مع الصيدلي للكشف عن علامات قد تكون وراثية عند المريض قبل البدء باستخدام علاج معين، أو تحديد فترة زمنية قصيرة لمتابعته، ولمعرفة رد فعله مع العلاج، خصوصا إن لزم استعماله لفترة طويلة، وقد يبدأ المريض كبير السن بالشعور بدقات قلب سريعة أو بالهلوسة أو عدم التركيز أثناء أخذه للعلاج، أو علامات على شكل رضوض في الجسم، أو احتباس في البول، أو تقطع في النفس، أو ثقل في الرجلين وصعوبة الحركة، فهذه كلها مؤشرات قوية غير قابلة للإهمال، فهنا يتحتم على الطبيب أو الصيدلاني تغيير الجرعة أو الدواء ذاته بعد التأكد من صحة المريض.

ونجد بعض المرضى يتثاقلون من العودة إلى الطبيب وإخباره بالأعراض الغريبة التي قد تطرأ عليهم بعد البدء بالعلاج، مؤكدين أن الطبيب حاذق وناجح ويريد بالرغم من ذلك مصلحة المريض، بيد أن المريض لا يعلم أن العلة أو المشكلة عند شخصه وجهازه المناعي أو الجيني، فهو من أوقعه في هذه التعقيدات من المضاعفات؛ لذلك نرجو أن يكون الوعي شاملا عن الدواء وصداقة الطبيب وصدق الصيدلاني في توعية المجتمع إجمالا تجاه حياة طيبة سليمة بدون عواقب لا تحمد لإهمال المريض نداء جسمه بسبب مضاعفات دواء كيميائي!

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top