الجلوس طويلاً... حذار تجمُّع الدهون حول أعضائك

نشر في 09-02-2018
آخر تحديث 09-02-2018 | 00:00
No Image Caption
فضلاً عن الدهون المزعجة المحيطة بالبطن، ثمة أيضاً دهون تستقر حول أعضائنا الداخلية وهي مؤذية بالقدر ذاته رغم أنها غير «مرئية». من أين تأتي وكيف تتجمّع، وهل يمكن التخلّص منها؟ تقدِّم دراسة حديثة بعض الأجوبة.
أولاً، انهض وتحرّك فوراً! يرتبط وقت الركود مباشرة بكمّيّة الدهون التي تتجمّع حول أعضائك، كما أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلّة Obesity (السمنة).

ثانياً، مارس الرياضة. تشير البحوث إلى أنّ الأفراط في الجلوس يتسبب بأضرار كبيرة لدى غير الرياضيين مقارنة بغيرهم من الرياضيين، لا سيما أن كثيرين يجهلون أهمية توزّع الدهون في الجسم، وأن تجمعها حول أعضائنا يعرّضنا لخطرٍ الإصابة بالأمراض المزمنة.

يعلّق د. جو هينسون، باحث مشارك في جامعة ليستر في المملكة المتّحدة، على دراسةٍ حديثةٍ قادها بنفسه، قائلاً: “كلّنا نعلم أنّ تمضية فتراتٍ طويلة من الركود أمر غير صحّي، ويشكّل عامل خطر للإصابة بحالات مزمنة، كالسكّري من النوع الثاني وأمراض القلب. كذلك تسهم الدهون المتجمّعة حول الأعضاء الداخليّة في معاناتنا هذه الأمراض”.

يشاطر كثيرون د. هينسون رأيه؛ ففي دراسةٍ سابقةٍ تبيّن أنّ الدهون الحشويّة في فجوة البطن تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

التصوير بالرنين المغناطيسي

استخدم د. هينسون وفريقه التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص 124 مشاركاً يُحتمل أن يصابوا بالسكّري من النوع الثاني. تفحص صور الرنين المغناطيسي الدهون حول كبد المشاركين، بالإضافة إلى تلك “غير المرئيّة”، أي الدهون الداخليّة، المعروفة أيضاً بالدهون الحشويّة، وإجمالي الدهون في منطقة البطن.

بواسطة أجهزة قياس التسارع التي وضعت حول خصور المشاركين، قاس الفريق أيضاً الوقت الذي يمضيه هؤلاء جالسين، طوال أسبوع. يُشار إلى أنّ الباحثين أخذوا العمر والعرق والإثنيّة ومستويات النشاط البدني ضمن حساباتهم.

وجدوا أنّ كلّما أمضى الأشخاص وقتاً أطول جالسين خلال اليوم، ازدادت الدهون الحشويّة وكمّيّتها الإجماليّة في البطن، بالإضافة إلى تزايدها حول كبدهم.

والأهمّ، كان هذا الرابط الأقوى بالنسبة إلى المشاركين الذين لم يستوفوا توصية الصحّة العامّة بممارسة الرياضة، من متوسّطة إلى قويّة، 150 دقيقة أسبوعياً.

يعلّق د. هينسون: “باستخدام تقنيّات التصوير بالرنين المغناطيسي وأجهزة رصد النشاط البدني، تبيّن لنا أنّنا كلّما أطلنا في الجلوس، ارتفعت مستويات الدهون الداخليّة وفي البطن. وتتفاقم هذه المشكلة إذا كنت تمضي فترات خمول طويلة ومن دون انقطاع”.

النشاط البدني يحارب الدهون

يقول هينسون: “تشير نتائجنا أيضاً إلى أنّ ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى الشديد أسبوعياً يخفف من الآثار المضرة لأوقات الركود الطويلة”.

تعليقاً على الدراسة، تقول ميلاني دايفس، المؤلّفة المشاركة بالدراسة وبروفسور داء السكّري في جامعة ليستر: “النقص في النشاط البدني والوزن الزائد عاملا خطر مرتبطان بالسكّري من النوع الثاني. مع هذا، لا تزال غير واضحةٍ تأثيرات فترات الركود الطويلة وما إذا كان النشاط البدني يؤدّي دور الوساطة من خلال تقليل تجمّع الدهون على الأعضاء الداخليّة”.

تتابع البروفسور دايفس: “يُسلِّط البحث الضوء على أيّ رابطٍ بين العاملين عبر استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس توزّع الدهون في جسم المرء وتحليلها بالنسبة إلى مستوى نشاطه البدني. لذا تكمن الخطوة التالية في اختبار تأثير قطع فترات الجلوس الطويلة باستمرار في مستوى الدهون الداخيّة”.

back to top