مؤسسة الفكر العربي تصدر كتاب «أي مستقبل للغات؟»

نشر في 07-02-2018
آخر تحديث 07-02-2018 | 00:00
No Image Caption
مصير اللغات ومستقبلها وإمكانية حمايتها، في ظل العولمة وهيمنة بعض اللغات ومركزيتها، هو محور الكتاب الصادر حديثا عن مؤسسة الفكر العربي بعنوان "أي مستقبل للغات؟ الآثار اللغوية للعولمة"، وهو من تأليف الباحث اللغوي الفرنسي لويس جان كالفي، وترجمة د. جان جبور.

يسعى مؤلف الكتاب إلى بلورة ما أسماه "علم السياسة اللغوية"، الذي يساعدنا في الإجابة عن الأسئلة المعقدة التي تطرحها العولمة في جانبها اللغوي. فالسياسات اللغوية برأيه، تشكل "تدخلات" تطول اللغة، أو العلاقات بين اللغات، لكنها ليست العامل الوحيد المؤثر. إذ يمكن لدولة ما أن تتدخل في نقاش حول قواعد الكتابة، وأن تقر قانوناً يحمي اللغة، وأن تحدد الوضع القانوني للغات مناطقية. لكن هناك أنواعا أخرى من الإجراءات لا ترتبط بالدولة، يقوم بها أفراد أو مجموعات، كالمشروع الذي قاده في منتصف القرن السادس عشر مجموعة من الشعراء الفرنسيين انضووا تحت لواء ما عُرف بـ"البلياد" (الثريا)، أو العمل الذي قام به الكاتب أحمدو كوروما حول اللغة، والذي يقدم لنا في رواياته صيغة استحواذية إفريقية للغة الفرنسية.

إلا أنه في السياسة اللغوية، يجهل صُناع القرار في أغلب الأحيان ماذا يفعلون، أو أقله لا يدركون الترابط الأيديولوجي العام لاختياراتهم التجريبية. وهذه النقطة، هي ذات أهمية قصوى بالنسبة لعلم السياسة اللغوية، الذي يتولى الكشف بالتحديد عن خلفية السياسة اللغوية، والذي يمكنه بالطبع، حين يتوجه إلى صُناع القرار، أن يُسدي إليهم النصح.

ومن المقاربة التي قام بها على الصعيد النظري، ينتقل الكاتب إلى دراسة حالات من تركيا والاتحاد الأوروبي والأرجنتين وكورسيكا، ليُظهر أن المسألة اللغوية ترتبط ارتباطا وثيقا بالوضع السياسي، فحين يكون وراء المطالبة اللغوية مشروع سياسي، من الملائم مقاربته في الميدان السياسي.

من جانب آخر، وبمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، وصدور الترجمة العربية للكتاب الفرنسي "أي مستقبل للغات؟ الآثار اللغوية للعولمة"، تنظم مؤسسة الفكر العربي وجامعة القديس يوسف في بيروت، محاضرة بعنوان "أوزان اللغات في العالم وموقع اللغة العربية"، يلقيها مؤلف الكتاب؛ البروفيسور لويس جان كالفي، يوم الأربعاء (21 الجاري)، الساعة الرابعة والنصف، في قاعة بيار أبوخاطر، حرم العلوم الإنسانية، جامعة القديس يوسف، طريق الشام.

back to top