الحكم بتسرّع وقسوة... اللوم والاتهامات

نشر في 07-02-2018
آخر تحديث 07-02-2018 | 00:00
No Image Caption
عندما نقرّ بأخطائنا وما نندم عليه، نتمكّن من تقبّل فكرة أن قيمتنا كبيرة من دون أي قيد أو شرط وأننا محبوبون رغم كل ما اقترفناه. لا تسلبنا أخطاؤنا وهفواتنا جزءاً من الحب الذي نتمتع به. على العكس، نبقى دوماً أشخاصاً جيدين بما فيه الكفاية.
ترتبط وجهات نظرنا بشأن ما هو صواب وخطأ بالذوق. ولا يمكنك الفصل في مسائل تقوم على الذوق. هل اللون الأحمر أفضل من الأزرق؟ وهل لحم البقر أفضل من الدجاج؟ لكل منا تفضيلاته. ولا شك في أننا نفضل كلنا تفادي ارتكاب الأخطاء والقيام بأعمال نندم عليها، إلا أن هذه تشكّل فرصة للتعلّم.

لا نعرف حقاً ما الأفضل، ولا نملك فكرة عن الوضع «الأمثل» للأمور. ولا يسعنا الجزم بأن المسائل كانت ستتخذ منحى أفضل لو أننا لم نرتكب الخطأ. لذلك، بإقرارنا بأخطائنا وندمنا، نكتسب وعياً أكبر لنواقص الإنسان.

من المهم التوصل إلى تقبّل الذات والكف عن اعتبار آراء الآخرين موجهة إلينا شخصياً. لا يمكننا التعاطي مع رأي الآخر على أنه موجّه إلينا شخصياً لأن الوقائع تُظهر أن البشر كلهم يتفاعلون مع مشاعرهم، ومعتقداتهم، وآرائهم الخاصة. لذلك لا يُعتبر حكمهم أسمى، بل يعبّرون فحسب عن رأيهم الخاص.

تتبدّل الآراء أحياناً من دقيقة إلى أخرى ومن يوم إلى آخر. وربما يوجّه الآخرون ملاحظاتهم إلى أنفسهم لا إلينا. إنهم بشر أيضاً ولا يتمتعون بمعرفة أسمى. لذلك لا يُعتبر حكمهم على طبيعة الحياة المجردة صحيحاً، بل يعكس رأيهم الخاص في تلك اللحظة من حياتهم.

عندما نتعاطى مع المسائل على صعيد شخصي، نشعر بالإهانة وقلة الاحترام. لذلك نحاول كرد فعل الدفاع عن أنفسنا أو نستسلم بخنوع. وفي الحالتين، نركّز على انتقاد الشخص الآخر ونعتبره خطراً جدياً، وشخصياً، وكبيراً. نتيجة لذلك، تنشأ فينا الرغبة في تصحيح رأي المعتدي وإثبات خطأه. نود الحفاظ على براءتنا وبذل قصارى جهدنا للدفاع عن وجهات نظرنا، علماً بأن هذا لا يحقق أي هدف غير تعزيز الخلاف. وهكذا نولّد معمعة كبيرة من سلوك تافه جداً.

إليك بعض الخطوات التي يمكنك اعتمادها لتكف عن أخذ آراء الآخرين وتصرفاتهم على صعيد شخصي:

• لا تتعلق المسألة بك بل بهم. اشفِ جراحك، وذكّر نفسك بأنك تجيد كثيراً من الأمور وبأنك إنسان ناقص من الطبيعي أن يرتكب الأخطاء. لن تكون يوماً أسمى من الآخرين أو أدنى منهم، بل ستظل دوماً إنساناً معادلاً لأترابك البشر. ولا شك في أن هذا الحوار الداخلي يساعدك في التخفيف من الأسى الذي تولّده فيك تجربة ما.

• لا تدع الآخرين يؤثرون فيك. اسعَ إلى تفادي المبالغة في التفاعل مع مشاعر الآخرين السلبية واستفزازاتهم.

• لا تركّز على ذاتك كي لا تطيل التفكير في نواقصك. بدلاً من ذلك، فكّر في أهدافك والخطوات الضرورية لبلوغها.

• أوقف الحوار الداخلي السلبي. واجه الحوار الداخلي الهدام بحوار واقعي. «تكون أحياناً عدو نفسك. لذلك امنح نفسك فرصة».

• لا تخش أن تبدو غبياً. إذا طرح عليك أحد سؤالاً لا تعرف جوابه، فقل بكل بساطة: «أحتاج إلى التفكير في هذه المسألة وسأعلمك برأيي لاحقاً».

• تعلّم الصبر. لا تكن متهوراً وتتفاعل مع وضع ما من دون أن تمنح نفسك الوقت الكافي لتهدأ. جرّب تقنية التنفس العميق البسيطة أو قرر أخذ استراحة وجيزة.

• لا تسارع إلى اللوم، بل فكر في أن للآخرين أيضاً مزايا وسيئات.

• فكّر في الآخرين. خض التفاعلات الاجتماعية وأنت مصمم على إبقاء هذه التجربة بحد ذاتها ممتعة. اسأل نفسك: «ماذا يمكنني فعله لأشعر براحة أكبر؟».

back to top