آمال : نواقص آيفون

نشر في 06-02-2018
آخر تحديث 06-02-2018 | 00:16
 محمد الوشيحي مات ستيف جوبز قبل أن يكمل مهمته. مات وترك خلفه الكثير مما يجب عمله، وجاء من بعده مَن رمى الورد وأطفأ الشمع، يا حبيبي.

يااااه يا ستيف، لو أنك ما زلت حياً بيننا كم كانت حياتنا ستتغيّر. يااااه يا ستيف، لو أنك ما زلت حياً وتبحث عما تضيفه إلى شيطانك "آيفون" من اختراعات وتطبيقات، لما ترددتُ بتزويدك ببعض الأفكار، المحفوظة خارج الصندوق.

خذ عندك؛ تطبيق يجعل الكويتي يتفاءل رغم كل أعراض التشاؤم الظاهرة على جلد الوطن وكبده. وتطبيق آخر يساعد على البلاهة وفغر الأفواه واللامبالاة أمام كل هذا العبث بحياته ومستقبل أبنائه. وتطبيق ثالث يجعل المواطن العربي لا يغضب من مواطنه الآخر الذي يطالب بالديمقراطية في بلاده، ولا يصفه بأنه من الخوارج أتباع الصهاينة. وتطبيق رابع، وهذا مدفوع الثمن، يجعل العربي يدرك أن الصهاينة لا يريدون الديمقراطية للعربان، كي يستمروا هم في التحكم في مصائر العربان بسهولة، وكي يتباهوا أمام العالم بأن "إسرائيل" هي الديمقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الأوسط المتخلف.

نحن يا ستيف- رحمك الله- نعتبر الوطنية تقف عند حدود وضع صور المسؤولين على وسائل التواصل الاجتماعي، وارتداء الأعلام ثياباً، والرقص على الأغاني الوطنية، وما شابه، والتحريض على كل مواطن يطالب بالحريات والمشاركة الشعبية الحقيقية في القرار… لذا لا أظنك كنت ستتردد في اختراع تطبيق يطلق صافرة عند رؤية هذه النوعية من البشر، وصوتاً آلياً: "هذا الكائن متسلق دجال".

ياااااه يا ستيف، ما أكثر التطبيقات التي كانت ستنفعنا، لو أنك ما زلت حياً، أيها المبتكر الفاخر، لكنك تركتنا في العراء بلا لحاف، ونحن قوم لا نفهم إلا من خلال التطبيقات! هذا إن كنا نفهم.

back to top