وسائل تتصدَّى لتسارع الخواطر

نشر في 06-02-2018
آخر تحديث 06-02-2018 | 00:00
No Image Caption
تُعرَف الخواطر المتسارعة بأنّها تدفّق أفكار عدة. تدور أحياناً حول موضوعٍ واحدٍ أو أمورٍ متعلّقةٍ به، وتفرض سيطرتها التامّة على عقل المرء، فتتركه عاجزاً عن التركيز على أيّ أمرٍ آخر.
تتنقّل الخواطر المتسارعة بالتسلسل لتنتهي غالباً بأسوأ سيناريو ممكن. يسمعها بعض الناس كأنّها أصوات يعجزون عن تجاهلها، في حين أنّها مجرّد ضجيجٍ خلفي وخافت في الدماغ.
تكثر الأسباب التي تدفع بالخواطر المتسارعة إلى الظهور، أبرزها فرط التوتّر، والنقص في النوم، وتناول أدوية، وحالات طبية معينة. ولكن لحسن الحظّ، يمكن التخفيف من هذه الخواطر أو تهدئتها عبر علاج حالات كامنة أو اعتماد تقنيّات فاعلة.

كذلك تتسارع هذه الحالة جرّاء القلق والاكتئاب والوسواس القهري وإدمان الأمفيتامين.

تتوافر طرائق للسيطرة على الخواطر المتسارعة أو تخفيفها. صحيح أنّ بعض هذه الاستراتيجيّات يتطلّب وقتاً وتمريناً لإتقانه، لكنّه مفيد في إدارة تدفّق الأفكار في أيّ وقت.

ركّز على الحاضر ودعك من الماضي أو المستقبل:

يعاني بعض الناس تسارع الخواطر بسبب أمورٍ لا وجود لها، أو ربما يستحيل حدوثها، في حين يركّز آخرون على الماضي علماً بأن لا يمكن تغييره. انطلاقاً من هنا، على من يعيش هذه الحالة أن يبذل قصارى جهده للنظر إلى الحاضر، فيقول لنفسه: "لن أقلق بشأن الماضي أو المستقبل، بل سأركّز على ما أستطيع السيطرة عليه فعلاً". إنها انطلاقة جيّدة.

خذ نفساً عميقاً:

يردّ الجسم بشكلٍ طبيعي على الهلع بتسارع دقّات القلب ومعدّل التنفّس، لا سيما حين يبدأ العقل بالتسارع. يخفّف النفس البطيء والعميق ردّ الجسم المتوتّر ويعزّز الشعور بالهدوء، ما يساعد في إسكات الخواطر المتسارعة أو إيقافها.

يمكنك التنفّس عميقاً في أيّ وقت، من دون أيّ تمرين محدّد، فيكفي ببساطةٍ أن تستنشق الهواء ثلاث ثوانٍ، ثمّ تخرجه بين خمس وعشر ثوانٍ.

فكّر في خياراتٍ أخرى:

لما كان تسارع الخواطر ينتهي غالباً بأسوأ سيناريو ممكن، فمن السهل أن "يُغلّف" بكارثة تتمثّل بحلقة مفرغة من القلق المتزايد والأفكار المتسارعة المستمرّة. عندما تتسارع الأفكار في عقلك أخبر نفسك أنّ هذا السيناريو السيّئ لن يصيبك، وفكّر بخياراتٍ أخرى مرغوبة أكثر ويرجّح حدوثها. بدلاً من "سأطرد من أجل هذا الخطأ الذي ارتكبته"، قل: "الجميع يخطئ، وسأفعل كلّ ما بوسعي لأصحّح ما جرى".

الجأ إلى التغنّي:

التغنّي عبارة عن كلمات أو جملٍ يردّدها المرء لتهدئة عقله، وتعلو فائدتها بشكلٍ خاصّ في أوقات الهلع وتسارع الخواطر. من هذه العبارات المفيدة: "أنا قادر على تخطّي هذه الأزمة"، و"ستسير الأمور على ما يرام". يسمح التغنّي للعقل بالتركيز على فكرة بسيطة إيجابيّة أو مشجّعة، فيبتعد عن تدفّق الأفكار.

جرّب بعض الإلهاءات:

تستطيع إحدى هوايات المرء المفضّلة، خصوصاً واحدة مهدّئة، أن تسكت عقله وتساعده في التركيز على أمرٍ آخر غير الخواطر المتسارعة. يشكّل التلوين خياراً شائعاً يقدّم إلهاءً مهدّئاً ويخفّف التوتّر. ونذكر من الخيارات الأخرى: الرسم والبستنة والطبخ والعزف على آلةٍ موسيقيّةٍ.

مارس الرياضة:

يساعد النشاط البدني المنتظم، خصوصاً الركض، في السيطرة على الخواطر المتسارعة. وأظهرت دراسات عدّة أنّ الرياضة تتمتّع بقوّة تعزيز المزاج، وأشارت دراسة في مجلّة Behavior Therapy (العلاج السلوكي) إلى أنّ الرياضة تخفّف من أعراض الاكتئاب، في حين أنّ دراسة أخرى منJournal of Sport Behavior (مجلّة السلوك الرياضي) وجدت أنّ 15 دقيقة فقط من الرياضة تحسّن مزاج الطلّاب الجامعيّين.

لذا، إذا شعرت بتطوّر أفكارك المتسارعة، فالجأ إلى المشي أو الهرولة أو غيرهما من أنشطة مماثلة لتساعد دماغك في الاستقرار.

استنشق زيت الخزامى العطري:

تُعرف الخزامى بقدرتها المهدّئة، حسب دراسات عدة، نُشرت إحداها في Journal of Medical Association of Thailand (مجلّة الجمعيّة الطبّيّة في تايلاند)، وأكّدت أنّ استنشاق زيت الخزامى العطري يهدّئ العقل ونشاط الدماغ.

رعاية طبية

تكثر الأمراض العقليّة التي تسبّب تسارع الخواطر. لذا على كلّ من يعاني حلقات متكرّرة من الخواطر المتسارعة أو علامات اكتئابٍ أو اضطراباً نفسياً أو قصور الانتباه وفرط الحركة أو مشاكل في النوم أو غيرها من أمراض عقليّة، أن يلجأ سريعاً إلى طبيب. لا يتوافر علاجٍ موحّد ولكن ثمة علاجات عدة، من بينها:

● أدوية أو علاج نفسي أو كلاهما وفق وصفةٍ طبّيّةٍ لمن يعانون اضطراباً عقلياً مشخّصاً.

● اللجوء إلى دراسة النوم، أو تناول أدوية، أو إحداث تغييراتٍ في نمط الحياة لمن يعانون مشاكل في النوم.

● أدوية أو جراحة لمن يعانون فرط نشاط الغدّة الدرقيّة.

● استشارة، أو علاج نفسي، أو أيّ علاجٍ آخر لمن يدمنون الأمفيتامين.

● تغيير الأدوية أو الجرعة إذا كان تسارع الخواطر ناتجاً عن أدوية معيّنة.

تغييرات غذائيّة

يحسّن تناول الأطعمة الصحيحة الرفاه العقلي العام ويخفّف تسارع الأفكار واضطرابات المزاج. أجريت دراسات عدّة حول الرابط بين الطعام والصحّة العقليّة، واكتشف الباحثون فائدة إحداث تغييراتٍ غذائيّةٍ:

تناول أطعمة ذات مؤشّر غلايسيمي منخفض:

تخفّف المكسّرات المتنوّعة والبذور تسارع الخواطر، لأنّها أطعمة ذات مؤشّر غلايسيمي منخفض، لذا ينصح بها لتحسين الصحّة العقليّة.

تتميّز الأطعمة ذات المؤشّر الغلايسيمي المنخفض بأنّها منخفضة السكّريّات وغنيّة بالبروتين والألياف والدهون الصحّيّة. كذلك تساعد في استقرار مستويات السكّر في الدم وأحياناً تحسين الصحّة العقليّة. من أبرز الأمثلة: اللحوم الخالية من الدهون، والمكسّرات، والبذور، والخضراوات، والحبوب الكاملة.

في المقابل، تؤدّي الأطعمة ذات المؤشّر الغلايسيمي المرتفع إلى تزايدٍ سريع في نسبة السكّر في الدم، وأبرزها: الأطعمة الغنيّة بالسكّر، والكربوهيدرات المكرّرة، والمأكولات المصنّعة. تفاقم هذه الأنواع ظروف الصحّة العقليّة، لذا لا بدّ من تجنّبها.

يشير تقريرٌ في مجلّة Case Reports in Psychiatry (تقارير إفراديّة في علم النفس) إلى أنّ الأطعمة ذات المؤشّر الغلايسيمي المرتفع تؤدّي دوراً في ظهور أعراض الاضطراب النفسي والاكتئاب، ما يؤدّي إلى تسارع الخواطر.

ركّز على مضادات الأكسدة:

يشكّل معظم الفاكهة والخضراوات مصدراً ممتازاً لمضادات الأكسدة، ما يساعد في محاربة التوتّر التأكسدي (تلف الخلايا) في الجسم. تشير مقالة في مجلّة Current Neuropharmacology (علم عقاقير الأعصاب الحديث) إلى أنّ التلف التأكسدي يؤدّي دوراً في الاكتئاب والاضطراب النفسي. من هنا، يوصي الأطبّاء بمضادات الأكسدة كطريقةٍ ممكنةٍ للسيطرة على أعراض هذين المرضين العقليّين. من أبرز الأطعمة الغنيّة بمضادات الأكسدة نذكر: التوت على أنواعه، والفاصوليا، والمكسّرات، والفاكهة الحمضيّة، والتفّاح.

احصل على جرعة يوميّة من المغنيسيوم:

تتمتّع الأطعمة الغنيّة بالمغنيسيوم بتأثيرٍ مهدّئ، وتؤكّد دراسة نُشرت في مجلّة Neuropharmacology (علم عقاقير الأعصاب) أنّ النقص في هذا المعدن يؤدّي أحياناً إلى الاضطراب النفسي. تشمل المصادر الجيّدة للمغنيسيوم: السبانخ، واللوز، والكينوا، والتوفو، والفاصوليا السوداء.

الأطعمة الغنيّة بالمغنيسيوم تتمتّع بتأثيرٍ مهدّئ

عندما تتسارع الأفكار في عقلك أخبر نفسك أنّ هذا السيناريو السيّئ لن يصيبك
back to top