مصر : حملة السيسي الرئاسية في مواجهة مباشرة مع «العزوف»

• مصر ترحب بتصنيف واشنطن «حسم» إرهابية
• تأجيل زيادة أسعار تذاكر القطارات

نشر في 02-02-2018
آخر تحديث 02-02-2018 | 00:02
صورة بثت أمس عن التموضع الأمني قرب مقر الهيئة العليا للانتخابات في القاهرة بتاريخ 29 يناير الماضي  (إي بي أيه)
صورة بثت أمس عن التموضع الأمني قرب مقر الهيئة العليا للانتخابات في القاهرة بتاريخ 29 يناير الماضي (إي بي أيه)
تلقت القاهرة بارتياح جمّ إعلان وزارة الخزانة الأميركية إدراج حركتي «حسم» و«لواء الثورة» في مصر إلى قائمة الإرهاب، مما اعتبره المتحدث باسم «الخارجية» المصرية انتصاراً للدبلوماسية المصرية، في حين تتجه حملة الرئيس السيسي الاتنخابية إلى مواجهة مع الداعين إلى العزوف عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
أغلقت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر أخيرا باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل. وأعلنت لاحقا قائمة مبدئية للمرشحين ضمت الاثنين اللذين قدما أوراق الترشح، وهما الرئيس عبدالفتاح السيسي وزعيم حزب الغد موسى مصطفى موسى.

وبينما يقول متابعون إن المنافس الحقيقي للسيسي في هذه الانتخابات لن يكون موسى، المعروف أنه مؤيد كبير للسيسي، وإنما قد يكون عزوف الناخبين عن التصويت، يرى آخرون أن السيسي قادر أيضا على هزيمة هذا المنافس.

20 في المئة

وتوقع مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة)، ماجد عثمان، ألا تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات المقررة الشهر القادم الـ20 في المئة، واعتبر أن عزوف الناخبين قد يكون المنافس الوحيد للسيسي في تلك الانتخابات، وإن كان أكد أن السيسي لايزال يتمتع بقدرة تمكنه في اللحظة الأخيرة من حشد الناخبين بصورة ترفع معدلات الإقبال، ومن ثم هزيمة منافس العزوف.

واستطرد: "لا توجد منافسة قوية تحفز الناخب على التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة، كما أن مؤيدي الرئيس أنفسهم يرون أنه ناجح ناجح، وبالتالي لا حاجة إلى نزولهم للتصويت، ويفضلون قضاء إجازة الانتخابات التي تمنحها الحكومة مع أسرهم".

وأكد في هذا الإطار أن شعبية الرئيس لم تنخفض كثيرا مع مرور سنوات حكمه، كما يردد البعض.

ارتباك المشهد

وحمل عثمان الإعلام جزءا كبيرا عن ارتباك المشهد الانتخابي، وقال: "بعض وسائل الإعلام مارست هجوما حادا وكالت الاتهامات لكل شخصية أعلنت نيتها للترشح، وهذا ما دفعهم إلى التراجع لشعورهم بأن المناخ العام يفتقد التنافسية".

ورأى أن "إقدام النظام على أي خطوة يبدو أنها لاسترضاء الناس، أو تهدف لرفع نسبة المشاركة، كالإفراج عن دفعة جديدة من الشباب أو السجناء أو الإعلان عن وظائف حكومية جديدة، لن تؤثر في قرار الناخبين تماما كفتوى دار الإفتاء المصرية أخيرا بأن الممتنع عن التصويت آثم شرعا".

صادق

وبالمثل، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية سعيد صادق أن "الانتخابات الرئاسية المقبلة ستشهد عزوفا تصويتيا، مقارنة بما سبقها من استحقاقات".

وأوضح، لـ "د.ب.أ" أن "أكبر نسبة مشاركة في استحقاق انتخابي مصري، وهي 51 في المئة، كانت خلال الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة عام 2012 بين الرئيس الأسبق محمد مرسي ورئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق، ولم تكن في الواقع منافسة بين رجلين أو حزبين، بقدر ما كانت بين مشروعين لتحديد هوية الدولة".

واعتبر أن التحذير الجدي من تطبيق الغرامة المالية على المتخلف عن الإدلاء بصوته قد يكون العامل الأكثر حسما لإنزال الناخبين.

وتوقع صادق أن "تكثف الماكينة الإعلامية الموالية للرئيس تركيزها المعتاد على حشد وتعبئة قطاعات الموظفين والنساء والأقباط باعتبارهم كتل تصويتية لها وزنها، مع التركيز على التخويف من التيارات الإسلامية المتشددة".

السادات

ورغم إقرار النائب السابق محمد أنور السادات بأن فرصه وفرص كل من أعلن نيته للترشح أمام السيسي كانت غير قوية بالأساس، فقد قال لـ "د.ب.أ" إن "المضايقات الأمنية التي تعرضوا لها ودفعتهم إلى التراجع خلقت حالة قوية من الإحباط عند قطاعات عدة بالمجتمع، ستدفع إلى المزيد من العزوف التصويتي الذي كان متوقعا منذ البداية".

وأضاف السادات: "وجودنا بالانتخابات كان سيحول دون أن تتسم بطابع الاستفتاء، وخاصة أن المرشح المنافس للسيسي حاليا غير معروف تماما. أي مرشح جدي كان سيأخذ نسبة ولو صغيرة كانت ستكون بمنزلة رسالة للرئيس بأن هناك قطاعا من المصريين يشعر بالغضب من مشكلة ما".

معارك إعلامية

ويرى مدير تحرير مجلة "السياسة الدولية"، مالك عوني، أن الفترة المقبلة ستشهد معارك إعلامية متعددة الجبهات بين مؤيدي النظام ومعارضيه، وعلى إثرها سيتحدد حجم التصويت أو العزوف. وقال: "إذا نجح مؤيدو النظام في إشعار الشعب، وتحديدا مؤيدي الرئيس، بوجود تحد سياسي خارجي بالأساس يستدعي التكاتف لمواجهته، فإن هذا سيؤدي بلا شك إلى رفع نسبي للتصويت".

«حسم»

إلى ذلك، أبدت مصر رسميا، أمس، ارتياحها لقرار وزارة الخزانة الأميركية أمس الأول، إدراج حركتي "حسم" و"لواء الثورة" الإخوانيتين على قائمة الإرهاب، في خطوة تالية لقرار الحكومة البريطانية إدراج الحركتين المسلحتين على قائمة المنظمات الإرهابية، 22 ديسمبر الماضي، وهي الخطوة التي رأت فيها القاهرة اعترافا بجهودها في مكافحة الإرهاب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبوزيد لـ "الجريدة"، إن "القرار الأميركي يعد تطورا إيجابيا من قبل واشنطن، ويعكس الإدراك الدولي المتزايد لمدى خطورة هذه التنظيمات التي تهدد أمن مصر واستقرارها، كما يعتبر القرار الأميركي انتصارا للجهود التي قامت بها الدبلوماسية المصرية في كشف إرهاب هذه التنظيمات المسلحة وكشف علاقتها بجماعة "الإخوان" الإرهابية، خاصة أن القاهرة قدمت ما يثبت ضلوع أعضاء الحركتين في عمليات إرهابية داخل مصر".

وحول إمكان إدراج جماعة "الإخوان" في قوائم الإرهاب الأميركية، بين أبوزيد أن "هناك مبادرات فردية طرحها عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي في هذا الإطار، والدبلوماسية المصرية تتابع هذه الجهود المستمرة حاليا".

جولة السيسي

ويبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد المقبل، زيارة رسمية إلى سلطنة عمان، يلتقي خلالها السلطان قابوس بن سعيد. وكان يفترض أن تتم الزيارة في نوفمبر الماضي، لكن تم تأجيلها بسبب الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة في سيناء، وخلّف ما لا يقل عن 311 من الضحايا.

وعلمت "الجريدة" أن السيسي سيقوم بزيارة سريعة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، يجري خلالها مباحثات مع قادة دولة الإمارات من جهة، وتقديم واجب العزاء في والدة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

تأجيل الزيادة

وفيما احتفل الوزراء بعودة رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ليترأس اجتماعات مجلس الوزراء، أمس، بعد رحلة علاج استغرقت عدة أشهر، كشف مصدر حكومي لـ "الجريدة"، أنه تقرر تأجيل زيادة أسعار تذاكر القطارات خلال الفترة الحالية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.

مقتل مجند

أمنيا، قتل مجند وأصيب آخر من قوات الأمن المركزي التابعة للشرطة المصرية، أمس، في إطلاق نار على كمين للشرطة بمنطقة جنوب مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء.

السيسي إلى الإمارات قبل زيارة عُمان
back to top