كيف تشجعين طفلك على النوم في سريره؟

نشر في 31-01-2018
آخر تحديث 31-01-2018 | 00:00
No Image Caption
يكره أولاد كثيرون النوم في سريرهم الخاص ليلاً، لا سيما بعدما يكتشفون أن بإمكانهم النوم إلى جانب والدهم ووالدتهم.
لم يكن ولدك يمانع النوم في سريره وحده على الأرجح قبل أن يكتشف أن ثمة خياراً آخر. ربما كان يبكي كي تأتي وتجلسي إلى جانبه، ولم يكن ينسل مندساً في سريرك لأنه لم يكن يعلم أن هذا الخيار متاح.

ولكن بعد كسر هذا الحاجز وبعد اختباره الحياة الجميلة، لا عودة إلى الوراء. بعد اكتشافه هذا الخيار، بات يدرك أن ثمة حلاً أفضل يستطيع اللجوء إليه.

سيتحول هذا «الحل الأفضل» إلى مبتغاه الجديد.

كلما اضطر إلى الاستلقاء في سريره وحده ضجراً، وسئماً، ومنتظراً النوم بمفرده، لن يفكّر إلا في التسلل إلى سريرك.

سريرك

إذاً، ما السبيل إلى عكس هذه الدوامة ما إن تبدأ؟ وهل هذا ممكن؟

صحيح أن هذا الأمر قد يبدو لك صعباً، إلا أن ما من سبيل إلى العودة إلى السابق إلا بالتأكيد للولد أن النوم في سريره هو الخيار الوحيد. فالنوم إلى جانب الأب والأم ليس خياراً متاحاً.

يجب أن تكون كلفة عدم نوم الولد في سريره عالية، ما يدفعه إلى رفض هذا الخيار. ومن الضروري أن يسعى بنفسه إلى تفادي ذلك.

أو لنفكر في هذه المسألة من ناحية أخرى. كافئي الولد على نومه في سريره. واحرصي على أن تكون المكافأة كبيرة كي يرغب في هذا الخيار أكثر من رغبته في الاستمتاع بالنوم في السرير إلى جانبك.

ولكن ما الذي قد يرغب فيه الولد أكثر من الشعور بالراحة الجسدية إلى جانب والدته ليلاً؟ (لا يعارض الخبراء نوم الولد مع والديه، فالأولاد يحتاجون إلى الشعور بالأمان قرب أهلهم. لكنهم يبلغون مرحلة عليهم فيها أن يتعلموا تهدئة أنفسهم. ولكن يعود إليك تحديد السن التي يلزم أن يقدِم فيها طفلك على هذه الخطوة).

من الضروري أن يكتسب الولد مهارة تهدئة نفسه لأنه سيحتاج إليها دوماً. سيستخدمها في المدرسة، وفي دار الحضانة، وأثناء مبيته لدى أحد الأصدقاء، وفي كل مكان تقريباً. وسيحتاج إليها طوال حياته.

لا شك في أنه يحتاج إلى تشكيل روابط مع والديه وإلى بناء الثقة بأنهما سيعتنيان به ويواسيانه كلما دعت الحاجة. ولكن ما دامت علاقتك بولدك ضمن حدود «الطبيعي»، يمكنك التأكد من أنه سيكون على ما يُرام ليلاً.

إذاً، ما الذي قد يرغب فيه ولدك أكثر من رغبته في النوم في سريرك؟ أو ما الذي قد يكرهه أكثر من كرهه النوم وحيداً في فراشه؟

يجب ألا يكون ما قد يود ولدك تفاديه عقاباً جسدياً. من الضروري ألا تهدديه بإيذائه جسدياً إذا تسلل إلى سريرك كي تدفعيه إلى تفادي ذلك. فالإيذاء الجسدي يلحق الضرر بقدرة الولد على تشكيل روابط عاطفية مهمة تشمل الثقة ورسم الحدود.

في المقابل، ينبغي ألا يكون ما قد يرغب ولدك في كسبه رشوة لا يمكنك الاستمرار في دفعها كل يوم. لا تستطيعين، مثلاً، شراء لعبة جديدة لولدك في كل مرة ينام فيها في سريره لأن قيامك بذلك كل يوم غير منطقي. ولا شك في أنك ستفاجئين بالاستياء والفشل.

بعد محاولات عدة، ستجدين بنفسك الأمر الذي يشجع ابنك على النوم بمفرده، ليتوق صباحاً إلى الارتماء في حضنك.

من الضروري أن يكتسب الولد مهارة تهدئة نفسه لأنه سيحتاج إليها دوماً
back to top