Pitch Perfect 3 غريب لكن يحمل تبدّلاً ممتعاً في النغمة

نشر في 31-01-2018
آخر تحديث 31-01-2018 | 00:00
آنا كندريك متقدمةً مغنيات فرقة Bellas في الفيلم
آنا كندريك متقدمةً مغنيات فرقة Bellas في الفيلم
عندما انطلقت سلسلة Pitch Perfect الموسيقية الفكاهية في عام 2012، تبين أن الجمهور كان متعطشاً إلى نوع الفكاهة الخشنة إنما النسائية بامتياز التي قدّمتها. كذلك لاقت العروض الموسيقية المبتكرة فيها رواجاً كبيراً. وفجأة، صار أسلوب {نيش} في الغناء هذا، الذي ينتشر غالباً في الجامعات، واسع الانتشار.
ومع Pitch Perfect 2، ازدادت السلسلة اتساعاً وتطوراً، إلا أنها حققت نتائج مختلطة.
في الوداع الأخير لثلاثية Pitch Perfect، تخلى Pitch Perfect 3 عن الفكاهة المرتكزة على شكل الجسم ليستبدل بها المغامرة والحركة ونحا كثيراً نحو الغرابة حتى بات غريباً جداً إنما بقي ممتعاً، أو على الأقل الموسيقى مميزة.

يروي الفيلم، الذي كتبته كاي كانون ومايك وايت وأخرجته تريش سي (Step Up All In)، قصة مغنيات فرقة Bellas (اللواتي تخرجن في جامعة باردن) وهن يتخبطن وسط الحياة بعد الجامعة. ولما كنّ ما عدن قادرات على الغناء بانتظام مع صديقاتهن المقربات، فيشعرن بالإحباط ويتقن إلى حفلات الجامعة. وفي محاولة أخيرة للاستمتاع معاً، يقررن الانضمام إلى جولة موسيقية تقدّم العروض للجنود الأميركيين. واللافت أن هذه الجولة تُنظم في إسبانيا، واليونان، وجنوب فرنسا لا في الفلوجة.

نلاحظ لمحة من التأمل الذاتي في مختلف مراحل Pitch Perfect 3، ما يكشف افتقار هذه السلسلة إلى الأصالة في بعض أجزائها. تسأل كلوي (بريتاني سنو) المتحمسة بأنفاس مخطوفة: {هل من مباراة؟ ثمة دوماً مباراة}. ولا شك في أن هذه الفرقة ستخوض مباراة. في هذه الجولة التي يرعاها {دي جي خالد} (يؤدي دوره)، تتنافس أربع فرق لتحديد أية واحدة منها ستفتح حفلته في الليلة الأخيرة. تشعر فتيات Bellas بالتوتر عندما يكتشفن المنافسة التي يواجهنها، بما أن الفرق الأخرى كافة تعزف على آلات موسيقية. ويدركن أن منافسهن الحقيقي فرقة روك جميع أعضائها من الفتيات تُدعى Evermoist وتترأسها كالاميتي (روبي روز) المتملقة والخبيثة.

رغم ذلك، لا تُعتبر المباراة كافية. تزداد قصة الفيلم تعقيداً مع إضافة بعض المشاكل مع الأهل. يعود والد (جون لايتغو) {فات إيمي} (ريبل ويلسون)، الذي رحل منذ زمن، ويعرب عن رغبته في التصالح معها، إلا أنه يملك دوافع شريرة مخبأة. وهكذا تُضطر الفتيات إلى الاستعانة بمهاراتهن الفنية الخاصة لإحباط خطته. ويشكّل هذا العمل على الأرجح فيلم التجسس الوحيد الذي يشمل استعمال عرض راقص لأغنية بريتني سبيرز Toxic كوسيلة إلهاء.

دعابات

يحفل نص Pitch Perfect 3 بالدعابات، وخصوصاً النكات الغريبة والدعابات البصرية. وتستحوذ ليلي الصامتة والغريبة الأطوار (هانا ماي لي) على عدد من تلك اللحظات المضحكة. ولكن تبدو الحبكة عموماً واهية لكل مَن لا يُدعى ريبل ويلسون. يشكّل الفيلم حقاً وسيلة عرض لأسلوبها الفكاهي الجريء والسخيف، حتى إنها تشارك في عدد من مشاهد العراك المحتدمة، فيما تواجه رجال والدها على متن يخت.

ولكن حتى قصة بيكا (آنا كندريك) اختُصرت إلى حد ما. بعدما تركت وظيفتها كمنتجة موسيقية، تنطلق في رحلتها هذه. إلا أنها تواجه لاحقاً قراراً مهماً: هل تترك الفرقة وتعمل منفردة أم تبقى مع زميلاتها؟ تحاول للأسف تحقيق الهدفين معاً. ولكن مع غياب الفنانين الشبان، لا يتضمن هذا العمل قصة حب قويةً، بل مجرد لمحات عابرة. وهكذا تدور القصة خصوصاً حول الصداقة بين النساء واستمرارها ومحاولة استخدام هذا التوافق والانسجام... لمحاربة المجرمين؟

أطر غريبة

من المؤسف أن هذه السلسلة اعتادت السعي إلى إقحام أسلوب الغناء هذا في أكبر عدد ممكن من الأطر الغريبة، مع أنه ممتع من دون كل هذه المعمعة. وهكذا يكون Pitch Perfect 3 خفيفاً جداً ويكاد يُعتبر منعدم الوزن، إلا أنه ينجح في تقديم مقدار كافٍ من المشاهد الممتعة.

back to top