نظرتك إلى جسمك ربما تكون خاطئة

نشر في 24-01-2018
آخر تحديث 24-01-2018 | 00:00
No Image Caption
في بداية يناير، قطعت هدى عهداً على نفسها بأن تتخلّى عن الشوكولاتة والقهوة مدّة شهرٍـ وبأن تبدأ بحمية غذائيّة جديدة وتتّبع برنامجاً رياضياً سعياً إلى فقدان الكيلوغرامات الزائدة. تقول: «مرّ 12 يوماً على هذا النمط الجديد، وأعتقد أنّني أحرزت تقدّماً. أشعر بأنّني بصحّةٍ أفضل وأنّ مظهري تحسّن. ثمّ أعثر على دراسة تقول باختصار: «لست نحيفة كما تظنّين».
اكتشف باحثون من جامعة غرب أستراليا في مدينة «بيرث» دليلاً على أنّ دماغنا يوقعنا في فخّ، فنظنّ أنّ أجسامنا أصبحت نحيفة أكثر ممّا نحن عليه في الحقيقة.

هذا ليس ما أرادت هدى قراءته عندما استيقظت ذالك الصباح. تقول: «مع هذا، أثار البحث اهتمامي: لماذا قد تكون نظرتي إلى حجم جسمي مختلفة عن الواقع؟ لذا قرّرت التعمّق في الموضوع أكثر».

شاركت 103 شابّات في تجربة مختبريّة للدكتور جايسون بيل وزملائه من كلّيّة العلوم النفسيّة من جامعة غرب أستراليا. طُلب منهن النظر إلى 71 صورة لنساءٍ أخريات، جميعهنّ بأحجام جسم مختلفة. عند مشاهدة الصور كلّها، طلب من المشاركات تقييم حجم النساء بوضع علامةٍ على «خطّ الجسم»، ما يصفه الباحثون بمقياس تناظري بصري يتراوح بين نقص الوزن والسمنة.

والمثير للاهتمام أنّ النساء ملن إلى الحكم على حجم المرأة استناداً إلى الصورة السابقة التي نظرن إليها. لذلك، عند رؤية الشابّات صورة امرأة تعاني زيادة الوزن، كنّ يعتبرنها تتمتّع بوزنٍ صحّي إذا كانت الصورة السابقة لامرأة كذلك.

ولكن ماذا تعني هذه النتائج، التي نُشرت أخيراً في مجلّة Scientific Reports (تقارير علميّة)، خارج إطار المختبر؟

تجربة سابقة

يؤكد الدكتور بيل: «تظهر البيانات أنّ الأحكام التي نطلقها على حجم الأجسام تنحاز إلى تجارب سابقة». ببساطةٍ، نحن نسيء تفسير حجم جسمنا الحالي أحياناً استناداً إلى ذكريات ذاك الوقت الذي كنّا فيه أنحف أو أسمن. ويضيف الدكتور بيل: «الأهمّ أنّ الأحكام التي نطلقها على حجم الجسم ليست دائماً دقيقة وربّما تكون متحيّزة أحياناً بسبب عوامل عدة. تتأثّر أحياناً بالأشخاص الذين نقف إلى جانبهم فحسب».

تترتّب على هذه النتائج آثار مهمّة في ما يخصّ فقدان الوزن، كما يشير الدكتور بيل: «إذا ظننّا أنّنا أنحف ممّا نحن، فقد نمتنع عن الذهاب إلى النادي الرياضي ونتلذّذ بكعكة «دوناتس» بدلاً من ذلك. بالطبع، تعمل هذه التصوّرات الخاطئة بالاتّجاهين: ربما ننظر إلى أنفسنا على أنّنا أسمن من الحقيقة. تعتبر المفاهيم الخاطئة حول صورة الجسم سمة رئيسة للسمنة واضطرابات الأكل كفقدان الشهيّة، لذا فإن هذه النتائج مقلقة للغاية. يعلّق د. بيل: «نودّ تصحيح هذه الأوهام كي يستطيع الناس تقييم أوزانهم بشكلٍ سليم ومعرفة ما إذا كانت تغيّرت إلى الأفضل أو الأسوأ». ولكن لم يتوصلوا بعد إلى الطريقة التي نستطيع من خلالها «تصحيح هذه الأوهام».

عموماً، نعلم أمراً واحداً: اتّباع نظامٍ غذائي صحّي وممارسة الرياضة بانتظام هما المفتاح للحفاظ على وزنٍ صحّي.

back to top