هل تشتهي الملح دائماً؟ إليك الأسباب

نشر في 24-01-2018
آخر تحديث 24-01-2018 | 00:03
No Image Caption
يعرف كلّ من تناول رقائق البطاطا أو الفشار أنّ مقاومة الرغبة في الملح أمر صعب. في الواقع، يستهلك أشخاص كثيرون الملح في نظامهم الغذائي، وذلك يشكِّل مشكلة شائعة حول العالم.
يعتقد البعض أنّ كثرة تناول الملح تدلّ على نقصان مادة غذائية ما في الجسم، وهو أمر غير صحيح عموماً. ترتبط الرغبة بالملح غالباً بتناول أطعمة غير مغذية أو فقيرة بالمغذّيات. كذلك ربما يعود السبب إلى الضجر أو التوتّر، علماً بأن ثمة حالات صحّيّة تؤدي إلى ذلك، أبرزها النقص في الصوديوم.

التوتّر:

حين ترتفع مستويات التوتّر، يشتهي المرء أطعمته المفضّلة كتعزيةٍ له، وتكون غالباً مشبّعة بالدهون والسكّر أو الملح المعروف أيضاً بالصوديوم.

عندما يصبح تناول «الأطعمة المعزّية» عادة لدى المرء تبدأ صحته بالتراجع. أشارت مقالة في Journal of Health Psychology (مجلّة الصحّة النفسيّة) إلى وجود رابط مهمٍّ بين مستويات التوتّر المزمن وبين اشتهاء الأطعمة وارتفاع مؤشّر كتلة الجسم (BMI). كذلك وجدت دراسة أخرى ارتباط التوتّر بمستويات مرتفعة لهرمون «جريلين» الذي يعزّز الإحساس بالجوع والرغبة بالأطعمة، من ثم زيادة الوزن.

قلّة النوم:

من لا يحظى بقسط نومٍ كاف يشتهي الوجبات الخفيفة، كالأطعمة المالحة والمقرمشة. وجدت دراسة نُشرت في مجلّة Sleep (النوم) تراجعاً في القدرة على مقاومة الرغبة بتناول الأطعمة غير الصحّيّة المفضّلة لدى من يحرمون من النوم. ولما كان النقص في الأخير يرتبط أحياناً بمشاكل صحّيّة، أبرزها الشعور بالتعب، فتصير استشارة الطبيب ضروريّة. يقع اللوم في معظم الحالات على اضطرابات النوم والتوتّر والانشغالات الكثيرة، لكنّ الطبيب قادر على تشخيص حالتك وإعطائك خطّة العلاج المناسب.

الضجر:

يشكِّل تناول الطعام عند الضجر أو التوتر أحد سلوكيّات الأكل العاطفي. لتحديد ما إذا كانت الشهية للملح ناتجةً عن الضجر أو عن الجوع، يُعتبر البحث عن إشارات الجوع في الجسم خطوة مفيدة. إذا مرّت ساعات من دون أن يتناول المرء أي طعام، فهذا يعني أنّه جائع فعلاً. نذكر من إشارات الجوع الأخرى:

اضطراب المعدة من خلال إصدراها صوت هدير.

الرغبة في تناول أيّ طعامٍ.

الرغبة المتزايدة مع الوقت في الأكل.

تدقّ ساعة تناول وجبةٍ أساسيّة أو خفيفة حين تتجلّى المؤشّرات المذكورة، إلّا أنّ الأطعمة المالحة الغنيّة بالدهون نادراً ما تكون خياراً مغذّياً. بدلاً من هذا، على المرء أن يختار طعاماً مغذياً ومقرمشاً في آن كالخضراوات والفاكهة النيئة، لأنّ هذه الخيارات تبعد استهلاك الملح قدر الإمكان وتشبع الرغبة في تناول طعامٍ مرضٍ.

التعرّق المفرط:

تتراجع مستويات الصوديوم في الجسم عند التعرّق لأنّ الأخير يحتوي على الملح. ولكن لا داعي للقلق بشأن التعرّق البسيط لدى معظم الناس لأنّ مستويات الصوديوم لا تشهد انخفاضاً مهمّاً مع التعرّق اليومي الطبيعي. كذلك يكون الماء كفيلاً باستبدال السوائل التي فقدها الجسم بعد الرياضة. في المقابل، يحتاج الرياضيّون أو من يعملون في بيئاتٍ حارّةٍ للغاية إلى استهلاك مزيدٍ من الملح يحلّ مكان الصوديوم الذي خسروه نتيجة لتعرّقهم المفرط أو المطوّل، فيبدأ جسمهم بطلب الملح. في هذا المجال، وجدت دراسة أنّ من يعملون في ظروفٍ حارّةٍ عشر ساعات يخسرون إلى حدّ 15 غراماً من الملح، علماً بأن هذا الرقم يختلف من شخصٍ إلى آخر.

لذا ينصح الأطبّاء من يمارسون الرياضة بشكلٍ مفرط أو يعملون في بيئاتٍ حارّةٍ بتناول المشروبات الرياضيّة لأنّها تحتوي على الصوديوم وإلكتروليتات أخرى تحلّ مكان تلك التي خسروها.

المتلازمة السابقة للطمث:

تعيش المرأة مجموعة من التغيّرات الجسديّة والعاطفيّة في الأيّام التي تسبق دورتها الشهريّة يُطلق عليها مسمّى المتلازمة السابقة للطمث (PMS). نذكر من الأعراض الأكثر انتشاراً اشتهاء الطعام، خصوصاً المالح منه، المرتبط بالتقلّبات الهرمونيّة. لذا، قد ترغب النساء اللواتي يمرّرن بهذه الحالة بأن يلجأن إلى إحدى هذه التقنيّات:

• الكالسيوم والفيتامين B-6: وجدت دراسة في العام الفائت أنّ النساء اللواتي يتناولن 500 ميكروغرامٍ من الكالسيوم و40 ميكروغراماً من الفيتامين B-6 تقلّ لديهن أعراض المتلازمة السابقة للطمث مقارنةً بمن يحصلن على الفيتامين B-6 وحده.

• العلاج بالوخز والأعشاب: يشير استعراض دراسات إلى أنّ النساء اللواتي يخضعن للعلاج بالوخز ويتناولن أدوية بالأعشاب تقلّ لديهنّ أعراض المتلازمة السابقة للطمث بنسبة %50.

• الفيتاكس (شجيرة كفّ مريم): تخفّف هذه النبتة من بعض أعراض المتلازمة السابقة للطمث. نذكر أنّ تناولها ممنوع على النساء اللواتي يستهلكن معوّضات هرمونيّة، أو حبوب منع الحمل، أو من يعانين حالة طبّيّة حسّاسة تجاه الهرمونات.

• حبوب منع الحمل: يبدو أنّها تخفّف من وطأة أعراض المتلازمة السابقة للطمث بحسب دراسةٍ أجريت العام الفائت. مع هذا، تحمل حبوب منع الحمل آثاراً جانبيّة ومخاطر تجب مناقشتها مسبقاً مع الطبيب.

داء «أديسون»:

يُصاب المرء بداء «أديسون»، أو قصور الكظر، حين تعجز الغدّة الكظريّة عن إنتاج كمّيّة كافية من الهرمونات التي تدير استجابة الجسم للتوتّر وتنظّم ضغط الدم. نتيجة لهذا، يسبّب هذا المرض انخفاض ضغط الدم وشهية للملح. بالإضافة إلى هذا، يواجه المريض الأعراض التالية:

الضعف.

التعب على المدى الطويل.

ألم المعدة.

الغثيان أو التقيّؤ أو الإسهال.

الدوار أو الإغماء بسبب انخفاض ضغط الدم.

انخفاض مستوى السكّر في الدم.

الاكتئاب أو الانفعال.

الصداع.

غياب الدورة الشهريّة أو عدم انتظامها.

أمّا الأسباب المؤدّية إلى داء «أديسون» فهي:

أمراض المناعة الذاتيّة.

مرض السلّ.

فيروس نقص المناعة البشريّة (HIV) والسيدا (الإيدز).

بعض الالتهابات البكتيريّة أو الفطريّة.

مشاكل في الغدّة النخاميّة.

وقف تناول أدوية الستيروييد طويلة الأمد.

يتطلّب داء «أديسون» رعاية طبّيّة خاصّة لاستبدال الهرمونات التي توقّفت الغدّة الكظريّة عن إنتاجها. في الحالات الخطيرة، أي حين ينخفض الكورتيزول إلى مستويات خطيرة، يدخل المريض في أزمة كظرٍ حادّة تُعتبر حالةً طبّيّةً طارئةً.

متلازمة «بارتر»:

هي حالة وراثيّة يحملها بعض الأطفال منذ الولادة. تعجز كليتا المصاب بمتلازمة «بارتر» عن امتصاص الصوديوم فيخسر الكثير منه في البول، ما يؤدّي إلى فقدان كمّيّات من البوتاسيوم والكالسيوم أيضاً. لهذا يشتهي المصاب بمتلازمة «بارتر» الأطعمة المالحة. نذكر من الأعراض أيضاً:

بطء في زيادة الوزن لدى الأطفال.

الإمساك.

الحاجة المستمرّة إلى التبوّل.

حصى الكلى.

تشنّج العضلات وضعفها.

يُشخّص هذا المرض إجمالاً لدى الرضّع أو الأطفال عبر فحوص الدم ويمكن تدارك الوضع بتناول مكمّلات البوتاسيوم والملح والمغنيسيوم.

اختر أطعمة مغذية ومقرمشة في آن كالخضراوات والفاكهة النيئة
back to top