الدونات... لمَ نفضّله على التفاح؟

نشر في 21-01-2018
آخر تحديث 21-01-2018 | 00:04
No Image Caption
يكشف بحث أخير سبب رغبتنا في تناول الدونات أكثر من أكل التفاح، مع أن الأخير يمثل خياراً أفضل للصحة.

أجرت البحثَ عالمات النفس أوكيي فيرهوفين، وساني دي ويت، وبوبي واتسون من جامعة أمستردام في هولندا. ونشرن ما توصلن إليه في مجلة «الشهية».

يزداد استهلاك الطعام غير الصحي حول العالم، ما يسهم في معاناة أكثر من 1.9 مليار إنسان بالغ زيادة في الوزن. أما الأولاد حول العالم، فيستهلكون أكثر من 27% من سعراتهم الحرارية يومياً من الوجبات الخفيفة، من بينها النقرشات الخفيفة المالحة، والسكاكر، والحلوى، والمشروبات المحلاة. ومن المؤكد أن هذا يؤدي إلى عواقب خطيرة على صحتهم.

إشارات مكتسبة

تركّز المبادرات الحكومية على توعية الناس على مساوئ الطعام غير الصحي. لكن معظمهم يخفق في الالتزام بالتوجيهات الغذائية الموصى بها، وتبقى أنماطه الغذائية غالباً على حالها.

صحيح أننا نجهل سبب فشل حملات التوعية هذه، إلا أن الأدلة تُظهر أن المحفزات المرتبطة بالطعام في البيئة تؤدي دوراً في إطلاق العادات الغذائية غير الصحية.

توضح فيرهوفين: «تدفع التحذيرات الصحية الناس غالباً إلى اختيار منتجات غذائية أفضل للصحة. رغم ذلك، ينتهي المطاف بكثيرين إلى انتقاء منتجات غذائية غير صحية. نعتقد أن هذا يعود في جزء منه إلى واقع أن الناس يتعلمون ربط إشارات معينة في بيئتهم بخيارات غذائية محددة».

على سبيل المثال، ترتبط رؤية لافتة M كبيرة في البيئة بمكافأة مثل تناول البرغر بالجبن. لذلك عندما ترى لافتة مماثلة، تولَد لديك رغبة في تناول هذا النوع من الطعام، وقد يدفعك هذا إلى التوجه إلى المطعم.

لهذه الروابط المكتسبة بين الإشارات والنتائج تأثير كبير في المنتجات الغذائية التي يختار الناس استهلاكها. تضيف فيرهوفين: «نتيجة لذلك، تُنشَّط الخيارات غير الصحية تلقائياً من خلال الروابط المكتسبة، ما يجعل التحذيرات الصحية التي تركّز على الخيارات الواعية غير فاعلة».

عدم جدوى التحذيرات

سعت فيرهوفين وفريقها إلى التحقق مما إذا كانت الحوافز المرتبطة بالطعام وأنماط السلوك التي تولّدها يشكّلان السبب وراء تأثير التحذيرات الصحية المحدود في الخيارات الغذائية.

تعلّم المشاركون في الدراسة الضغط على زرَّي مكافأتين غذائيتين واكتشفوا الروابط بين الحوافز والمكافأة. عرضت الباحثات بعد ذلك على المشاركين معلومات تحذّر من المخاطر الصحية لإحدى المكافأتَين، ثم طلبن من المشاركين الاختيار بين نوعَي الطعام.

اعتقدت الباحثات أن المشاركين سيختارون الطعام الذي ظنوا أنه أكثر فائدة للصحة، عندما لم يتعرضوا لأي محفّز. في المقابل، افترضن أن المشاركين سيميلون إلى المكافأة المرتبطة عند تعرضهم للحوافز، بغض النظر عما إذا كان هذا الخيار صحياً أو لا.

تشير فيرهوفين: «لم تجدِ التحذيرات الصحية بشأن خيارات الطعام الجيدة نفعاً، على ما يبدو، إلا في البيئة التي خلت من الإشارات الغذائية».

«ولكن عندما تعرض المشاركون لمحفزات ربطوها بوجبات خفيفة معينة، اختاروا المنتجات الغذائية (غير الصحية) المرافقة لها، حتى عندما أدركوا أنها مضرة بالصحة وأنهم لا يرغبون حقاً في تناولها»، وفق الباحثة.

وتتابع مؤكدة: «لم نشهد أي تبدّل، سواء حذرنا المشاركين قبل تعلّمهم الروابط مع الإشارات الغذائية أو بعده».

الحد من الحوافز البيئية

يبدو أن التحذيرات الصحية تبدّل موقف الإنسان ونواياه، إلا أنها لا تقود دوماً إلى تغييرات في السلوك. لذلك تؤكد الباحثات أن ثمة حاجة ملحة إلى تطوير إستراتيجيات تحول دون نشوء روابط غير صحية أو تحد من تأثيرها.

تشمل الإستراتيجيات التي تقترحها فيرهوفين وزميلتاها تعزيز التحذيرات الصحية بذكر المخاطر الصحية على المنتجات عينها بغية حض الناس على القيام بخيارات غذائية صحية. تتابع معدات الدراسة:

«تقوم إستراتيجية أكثر فاعلية تطرحها هذه الدراسة على تعزيز الخيارات الصحية بخفض إلى حد كبير انتشار المحفزات البيئية التي ترتبط بالنتائج الغذائية غير الصحية، مثل بعض الإعلانات، وخصوصاً تلك التي تستهدف شريحة هشة من المجتمع كالأولاد».

علاوة على ذلك، من الممكن الترويج للخيارات الصحية بجعل الخيارات غير الصحية أقل وضوحاً، حسبما تنصح الباحثات. وقد تشمل هذه الخطوة وضع الخيارات الغذائية الصحية قرب صناديق الدفع مع نقل الوجبات الخفيفة غير الصحية إلى مكان أقل بروزاً.

back to top