شوشرة: «المشفح»

نشر في 20-01-2018
آخر تحديث 20-01-2018 | 00:08
 د. مبارك العبدالهادي «كلما صلح من حولك صلحت نفسك».

قد يرى البعض أن هذا الكلام يجب أن يكون معكوسا للبدء بإصلاح النفس قبل الآخرين، ولكن من واقع الحال عندنا في البلاد في مختلف المجالات نحتاج إلى البدء بإصلاح البطانة المحيطة بنا؛ لننشد الإصلاح ومعالجة أي اعوجاج تعانيه بعض الفئات سواء في الأجهزة الحكومية أو حتى في مجتمعنا، لأن عدوى البطانة الفاسدة انتشرت وتمددت بين عدة شرائح، وأصبحت ميزة للبعض، سواء من بعض أصحاب الكروش المنتفخة أو بعض القياديين أو حتى بعض المتنفذين أو النواب أو أعضاء في بعض الجمعيات التعاونية وغيرهم، لأنها (البطانة) صارت أشبه بالوجاهة لدى البعض.

طبعا لهذه البطانة مواصفات خاصة يعرفها الأغلبية، وأهمها أنهم «يبون ياكلونها من الشق للشق»، وهذه عبارة هي عنوان المرحلة السابقة والحالية والمستقبلية، لأن «المشفح- أي اللي مو شايف خير»، وهذا تعرفه جيدا طبعا من مواصفات شكله وسيارته وحتى أحذيته، فهو وأمثاله يريدون أن ينسفوا كل شيء وبسرعة قصوى قبل ألا يحدث أمر ما، و»تروح عليهم الصيدة، ويطلعون من المولد بلا حمص».

ومع الأسف «معازيب» هؤلاء نائمون في خبر كان، فقد أعطوهم الخيط والمخيط ليلعبوا بالأوضاع والأموال والقرارات، فضلا عن استشاراتهم التي أدخلت البلاد والعباد في دوامة لا نعرف مخرجها؛ لأن هذه البطانة الفاسدة لا تريد إصلاح الأمور، ووجودها قائم على «لخبطة» الأوضاع؛ فهي أشبه بالخلايا السرطانية الخبيثة التي ما إن تستقر في أي جزء من الجسد حتى تتمدد وتنتشر بسرعة، والنتيجة المرض والنهاية إلى رحمة رب العالمين.

ولو راجعنا العديد من الأمور التي دخلنا في متاهاتها، وجعلت من بعض الأمور تأزيما و»تحلطما ونكدا» لوجدنا أن هذه البطانة الفاسدة هي السبب، رغم أن من استمع لها ونفذ مخططها واستشاراتها يجب أن يحاكم، وتتخذ في حقه أقصى العقوبات.

لكن ما يحدث اليوم أن هؤلاء (البطانة) هم من صاروا في القرار أو في البرلمان أو الجمعيات التعاونية أو الرياضة، وكأنهم اتفقوا على توزيع الأدوار فيما بينهم ليستمر تمددهم، ويغزوا خيرات الشعب من كل حدب وصوب، بعد أن ضمنوا أن هناك من يساندهم من المعازيب، والشعب كالعادة هو من يدفع الضريبة، ويدخل في «الحيط» لأنه لا حول له ولا قوة.

المرحلة المقبلة تتطلب من أصحاب البطون المنتفخة والمتنفذين والعابثين بخيرات البلد مراجعة أوضاع بطانتهم وعرضها على أول «سكراب» يتوقفون عنده، أو عند أول محرقة، لأن الأمور بانت للعيان والصورة اتضحت.

آخر الكلام:

استجواب وزيرة الشؤون سيكشف الأقنعة.

back to top