«موازنة» ترامب تخطت مجلس النواب... و«الشيوخ» يحسمها

• راين يغازل الديمقراطيين وماكونيل يحذرهم
• هيلي أسفت ولم تعتذر للأفارقة
• تيلرسون يبدأ جولة أوروبية

نشر في 20-01-2018
آخر تحديث 20-01-2018 | 00:05
ترامب يؤدي التحية بعد هبوط المروحية الرئاسية في حديقة البيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
ترامب يؤدي التحية بعد هبوط المروحية الرئاسية في حديقة البيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
تبنى مجلس النواب الأميركي إجراء مالياً مؤقتاً لتفادي شلل الإدارات الفدرالية، بانتظار التصويت، الذي سيجري في مجلس الشيوخ. وتبنى مجلس النواب تمديداً للموازنة لأربعة أسابيع أي حتى السادس عشر من فبراير بـ 230 صوتاً مقابل 197. ويجب على مجلس الشيوخ أن يتخذ بدوره قراراً حول هذا الشأن قبل منتصف ليل الجمعة.
تخطت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقبة، عندما أقر مجلس النواب موازنة مؤقتة لتفادي شلل الإدارات الفدرالية، لكن هذا التهديد لا يزال قائماً لأن التصويت لن يكون سهلاً على الأرجح في مجلس الشيوخ.

وفي حين احتفل ترامب بمرور عام على توليه منصبه، بثت شبكة "سي إن إن" عداداً تنازلياً حتى بعد إقرار مجلس النواب تمديد العمل بالموازنة الحالية أربعة أسابيع، أي حتى السادس عشر من فبراير بـ 230 صوتاً مقابل 197.

ويتعين على مجلس الشيوخ أن يقر الإجراء خلال ساعات، لتفادي توقف المؤسسات الفدرالية عن العمل، إذ ستكون تلك المرة الأولى منذ أكتوبر 2013 عندما بات مئات الآلاف من الموظفين في حالة بطالة قسرية لأكثر من أسبوعين لتعذر دفع الرواتب.

لكن الجمهوريين كانوا لا يزالون غير واثقين بحلول ليل أول من أمس، من أنهم سيضمنون الأصوات الـ 60 الضرورية من أصل مئة عضو في المجلس.

وتعهدت الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب بأن يتيح تمديد العمل بالموازنة خصوصاً تمويل القوات المسلحة وعرضت في المقابل على الأقلية الديمقراطية مواصلة العمل في شكل دائم ببرنامج "تشيب" للتأمين الصحي الحكومة للأطفال الفقراء بعد التزام بإبقائه لست سنوات.

قرار طارئ

وصرح رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين، بأن "مجلس النواب اتخذ القرار الصائب لرجالنا ونسائنا في القوات المسلحة ولأجل ملايين الأطفال المستفيدين من برنامج تشيب".

وبعد يوم من النقاشات الحادة، تمكن راين من كسب تأييد قسم من الجمهوريين المتطرفين المعارضين لأي تنازل حول مسائل الهجرة. وأضاف راين: "هل سيتخذ الديمقراطيون في مجلس الشيوخ القرار الصحيح أيضاً أو سيتسببون بشلل الحكومة؟".

من جهته، شدد زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على أن الأميركيين يواجهون "وضعاً طارئاً فعلياً"، متهماً زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس تشاك شومر بجعل "البلاد رهينة".

لكن هذا الأخير رفض أن تنسب إليه هذه المسؤولية ورد أمام مجلس الشيوخ بأن الجمهوريين يحاولون "إلقاء اللوم لكن ذلك لن ينفع". وأضاف "علينا أن نجلس معاً لحل المسائل مع الرئيس أو من دونه".

وكان ترامب حضّ مجلس النواب على التصويت على "مشروع القانون لتمويل الحكومة هذا المساء لأنه بالغ الأهمية بالنسبة إلى بلادنا"، مضيفاً "جيشنا بحاجة إليه"، لكنه أقر بأن احتمال شلل البلاد "ممكن" وألقى باللائمة، في حال حصول ذلك، على الأقلية الديموقراطية.

وتأمل الغالبية الجمهورية إقرار موازنة لعام 2018 تعزز النفقات العسكرية، أحد وعود الحملة الانتخابية لترامب الذي اعتبر أن القوات المسلحة تنقصها التجهيزات بعد أكثر من 16 عاماً من الحروب من دون توقف.

برنامج «تشيب»

من جهتها، تطلب الأقلية الديمقراطية لقاء تصويتها على الموازنة تمويلاً على المدى الطويل لبرنامج "تشيب" وإيجاد حل لنحو 690 ألفاً ممن يسمون "الحالمين" (دريمرز) وهم من الشباب والبالغين الشباب الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير شرعي عندما كانوا أطفالاً وباتوا مهددين بالطرد بعد إلغاء برنامج "داكا" الذي أقرته إدارة باراك أوباما ومنحهم تصريحاً موقتاً بالإقامة.

ويجمع الجمهوريون على ضرورة تنظيم وضع "الحالمين". لكن ترامب يطالب في المقابل بالتصويت على تمويل لبناء جدار كان تعهد به على الحدود مع المكسيك وعلى إجراءات أخرى ضد الهجرة من بينها وضع حد لما يسميه بـ"الهجرة المتسلسلة" (لم شمل الأسر) ووقف العمل ببرنامج القرعة السنوي للحصول على الإقامة "غرين كارد".

وعاد ترامب مجدداً للتذكير على "تويتر" أمس الأول، أنه "لا اتفاق بدون الجدار".

ومع أن الجمهوريين يشكلون أغلبية في الكونغرس، يجد الملياردير صعوبة في تمويل مشروعه الذي سيتيح بحسب تغريدة أخرى صباح أمس الأول "وقف التدفق الكثيف للمخدرات من المكسيك المصنفة البلد الأكثر خطورة في العالم".

ويرفض الديمقراطيون تمويل الجدار الذي يرمز برأيهم إلى سياسة معادية للاجانب.

جولة تيلرسون

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أنه يأمل في زيارة السفارة الجديدة للولايات المتحدة في لندن هذا الأسبوع، بعيد إلغاء الرئيس ترامب زيارة كانت ستخصص لتدشين المقر الجديد للبعثة الدبلوماسية الأميركية في العاصمة البريطانية.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن تيلرسون سيكون الاثنين في بريطانيا المحطة الأولى من جولة أوروبية ستقوده إلى باريس ودافوس حيث سيحضر المنتدى الاقتصادي العالمي، ثم وارسو.

غضب الأفارقة

من ناحية أخرى، أبدت سفيرة الأمم المتحدة نيكي هيلي، أسفها للسفراء الأفارقة الذين كانوا عبروا عن غضبهم حيال تصريح نسب إلى الرئيس وصف فيه دولاً يأتي منها المهاجرون بأنها "حثالة".

وقال أناتوليو ندونغ مبا، سفير غينيا الاستوائية، إنّ هيلي اجتمعت بناء على طلب منها مع السفراء الأفارقة لدى الأمم المتحدة الذين أصدروا الجمعة الفائت بياناً قاسياً جداً مطالبين باعتذار ترامب عن تصريحاته "العنصرية" التي قيل إنه أدلى بها خلال اجتماع بالبيت الأبيض.

وأضاف سفير غينيا الاستوائية أن السفيرة الأميركية لم تُقدّم اعتذاراً خلال اجتماعها المغلق مع السفراء الأفارقة، لكنها عبّرت لهم عن أسفها.

المطارات تفتش الأجهزة اللوحية

شددت المطارات الأميركية إجراءات مراقبة جوازات السفر وعبور الحدود، وخوّلت موظفيها مصادرة أي أجهزة ذكية من الركاب الذين لا يذكرون كلمة المرور الخاصة بالجهاز الذي يحملونه.

وجاء في القواعد الأمنية الجديدة في المطارات الأميركية: "يتعين على المسافرين تقديم الأجهزة الإلكترونية والمعلومات الواردة فيها في حالة تسمح بالتحقق من الجهاز ومحتوياته".

وفي حال رفض الراكب الأجنبي الامتثال، يحق لرجال الأمن في المطار منعه من الدخول أو مصادرة جهازه المحمول. ويبرر الجانب الأميركي هذه الإجراءات بضرورة التحقق من صلة الراكب بالجماعات الإرهابية، أو انتهاكه حقوق الملكية الفكرية.

دعوات لاتصال مباشر مع بيونغ يانغ

طالب أعضاء في الكونغرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطلاق خط اتصال عسكري مع كوريا الشمالية، لتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى كارثة نووية.

وجاء في رسالة وقع عليها أكثر من 30 من أعضاء الكونغرس: "يتعين على الولايات المتحدة أن تفعل كل ما بوسعها لتجنب أي سوء تفاهم من شأنه أن يصعد الصراع بين البلدين إلى مستويات أكثر خطورة، بما فيها نشوب حرب نووية".

وأشار أعضاء الكونغرس إلى أنه ووفق التصريحات الأخيرة حول وجود قنوات اتصال بين البيت الأبيض وبيونغ يانغ، فإنهم يطالبون بإلحاح بإعطاء الأولوية لهذا النوع من الاتصالات بين حكومتي البلدين، والتي من شأنها أن تساعد على تفادي أي صدام عرضي.

واعتبروا أن إطلاق الخط المباشر أمر مهم في ظل الظروف التي يشارك فيها الجيش الأميركي في المناورات العسكرية قرب حدود كوريا الشمالية، لتلافي أي سوء فهم بين جيشي البلدين.

الأقلية تطلب تمويلاً طويل المدى لبرنامج «تشيب» وحل لـ«الحالمين»
back to top