«بيروت» الهوليوودي يشوِّه صورة لبنان ومطالبات بوقف عرضه

• «الداخلية» اللبنانية تكسر قرار الرقابة بمنع «ذي بوست»

نشر في 20-01-2018
آخر تحديث 20-01-2018 | 00:05
منذ انتشار الفيديو الترويجي لفيلم «بيروت» (سيناريو طوني غيلروي وإخراج براد أندرسون) المقرر عرضه في بيروت في ذكرى الحرب اللبنانية (13 أبريل)، تتصاعد الاحتجاجات ضده في العاصمة اللبنانية باعتبار أنه لا يعكس البيئة والمجتمع اللبنانيين، بل أخذت المشاهد في أماكن بعيدة لا تمتّ إلى الواقع اللبناني بصلة. وبلغت الاحتجاجات حداً فاق الحدود اللبنانية، إذ نظمت على مستوى العالم بهدف المطالبة بمنع عرض الفيلم نهائياً، فضلاً عن مواقف شاجبة لوزير الثقافة في لبنان غطاس خوري ووزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني.
تبدو العاصمة اللبنانية في الإعلان الترويجي لفيلم «بيروت» مجموعة من الركام والأبنية المهدمة، وتلفتنا مشاهد لا تمت إلى جوهر الحرب اللبنانية بصلة، بل شوهت المجتمع اللبناني بطريقة تنم عن جهل بخلفياته وخصوصياته، ما دفع وزير الثقافة غطاس خوري إلى شجب هذا التشويه، معتبراً أن الفيلم نفذ من دون أية منهجية علمية أو تاريخية صادقة ومنصفة.

أضاف أن أي كاتب أو مخرج عندما يقدم على تنفيذ عمل ما، فإن توثيق المكان والتاريخ والموقع هو من باب البديهيات، ليأتي العمل مطابقاً للواقع المعاش، «إلا أن المخرج براد اندرسون، في فيلمه «بيروت»، فاجأنا بخروجه عن هذه الوقائع، فجاءت صورة هذه المدينة العظيمة مشوهة بطريقة متجنية وظالمة».

وتابع: «هذه البيروت التي يعرفها القاصي والداني باسم سويسرا الشرق ومهد الأبجدية، لا يمكن أن تظلم أو تشوه صورتها، في فيلم مصور في مكان يدّعي مخرجه أنها بيروت، في حين لا تمتّ اللهجة المحكية بصلة من قريب أو من بعيد إلى لهجة أهل بيروت، المميزة والمحببة، وفي غياب أي ممثل لبناني».

بدوره، اعتبر الوزير نقولا تويني الفيلم عملاً عدائياً لبيروت والبيروتيين ولبنان، مؤكداً ألا شبه لمدينتنا فيه ولا مقاربة سليمة البتة، وطالب وزير الثقافة وبلدية بيروت بدراسة إمكانية رفع شكوى قضائية تمنع المخرج من استعمال عنوان الفيلم، بسبب التشويه وسوء الاستخدام وتزوير الحقائق المتعمد، «دفاعاً عن بيروت الحبيبة مسقط رأسنا. هذه المدينة التي نمت من بضعة آلاف مواطن إلى نحو مليون منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم»، وحث على القيام باحتجاجات فنية وشعبية مضادة تقف سداً منيعاً لتشويه سمعتنا في العالم كله.

لم ينحصر الشجب في المستوى الرسمي اللبناني، بل وضع فنانون عريضة بهدف جمع ألف توقيع للمطالبة بمنع عرض الفيلم نهائياً، على اعتبار أن هوليوود تعيد كتابة تاريخ لبنان وتستغل ماضيه من دون أية رؤية لبنانية، ولأن الفيلم يشكل تهديداً للتراث اللبناني وثقافته وعراقته. وطالبت بالحظر الكامل له على أساس التشهير الثقافي، مؤكدة ضرورة وضع حد لمحاولات تسخيف الشرق الأوسط. يُذكر أن التواقيع شملت فنانين من لبنان وأنحاء العالم. والفيلم يتمحور حول دبلوماسي أميركي يعود إلى لبنان في ثمانينيات القرن العشرين بعد فراره منه سنة 1972.

«ذي بوست» و«جنغل»

إذا كان فيلم «بيروت» يواجه احتجاجات، فإن فيلم «ذي بوست» لستيفن سبيلبرغ منعته الرقابة من العرض في بيروت، ليس لمضمونه بل لأن المخرج مدرج على اللائحة السوداء لمقاطعة إسرائيل التي يعدها مكتب المقاطعة في جامعة الدول العربية ويلتزم بها لبنان. وجاء قرار المنع تطبيقاً لتوجيهات وزارة الاقتصاد والتجارة، لا سيما أن سبيلبرغ أيد إسرائيل علناً وتبرّع لها في حرب يوليو 2006 التي شنتها على لبنان بمبلغ مليون دولار. لكن ما لبث وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن وقع قراراً بإجازة عرضه، معتبراً ألا مانع يحول دون ذلك لأنّ مضمون أحداثه تتعلق حصراً بالحرب في فيتنام، ونزل إلى الصالات الخميس.

كانت الرقابة سحبت إجازة العرض من فيلم «جنغل» بعد أسبوعين على بدء عرضه في الصالات اللبنانية، لأنه يتحدث عن رحالة إسرائيلي، ويستند إلى كتاب الإسرائيلي يوسي غينسبيرغ، ولأن أحد منتجي الفيلم هي الإسرائيلية دانا لوستيغ.

الوزير تويني يعتبر فيلم «بيروت» عملاً عدائياً ضد لبنان واللبنانيين
back to top