هل يفقد ترامب الأغلبية في انتخابات التجديد النصفي؟

الجمهوريون يتوقعون «قتالاً التحامياً»... والديمقراطيون يعولون على التصويت العقابي

نشر في 17-01-2018
آخر تحديث 17-01-2018 | 00:05
مساعد ترامب الأسبق بول مانافورت يتوجه إلى جلسة استماع في قضية التدخل الروسي أمس  (أ ف ب)
مساعد ترامب الأسبق بول مانافورت يتوجه إلى جلسة استماع في قضية التدخل الروسي أمس (أ ف ب)
يقبل عام 2018 على دونالد ترامب حاملاً مفاتيح مستقبل رئاسته مع التهديد بفقدان أكثريته في انتخابات نوفمبر التشريعية، التي تعتبر نقطة انطلاق للحملة الرئاسية المقبلة.

وغالباً ما شكلت انتخابات منتصف الولاية اقتراعاً عقابياً للحزب الحاكم، الجمهوري راهناً، الذي يهيمن على البيت الأبيض وغرفتي الكونغرس.

بعد عام على بدء رئاسة ترامب، يبدو أن التحديات المقبلة، التي ستواجه طريق الملياردير الجمهوري، هي ما يثير حالياً اهتمام الأوساط السياسية في واشنطن.

وقال مدير المركز السياسي لجامعة فرجينيا لاري ساباتو: «مقارنة بالسوابق التاريخية نعلم أنه سيكون عاماً ديمقراطياً». وأضاف «السؤال الوحيد سيكون عما إذا كانت الموجة المقبلة ستكون متواضعة أو كبيرة أو هائلة».

وتتوقع استطلاعات الرأي عودة الديمقراطيين للسيطرة على مجلس النواب، الذي سيُجدد كاملاً مدة عامين، فيما يبدو ذلك بعيد المنال في مجلس الشيوخ، الذي يجدد ثلثه ستة أعوام نظراً إلى أن المعركة ستجري هذه المرة في ولايات تميل إلى الجمهوريين.

وتوقع السناتور الجمهوري جون ثون «قتالاً التحامياً» في الحملة.

وسيشكل هذا الاستحقاق أول امتحان فعلي للديمقراطيين، الذين عززتهم انتصارات محلية أخيراً. وسيكون أمامهم عامان لإعداد برنامجهم وعرقلة برنامج الثري الجمهوري الذي سيبلغ 74 عاماً في 2020.

وأضاف ساباتو «إذا أصبح مجلس النواب ديمقراطياً فلن يعود ترامب قادراً على فعل شيء لأن القاعدة الانتخابية الديمقراطية سترفض تصويت نوابها بالتأييد على أي إجراء يريده» الرئيس.

لكنه لفت إلى أن الخسارة في 2018 لا تعني هزيمة في انتخابات 2020 الرئاسية.

ومني كل من الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما بهزائم فادحة اثناء انتخابات منتصف الولاية، في 1994 و2010، وأعيد انتخاب كل منهما بعد عامين.

قد تكمن المشكلة المحتملة الأبرز لدونالد ترامب في معاودة خوض الانتخابات التمهيدية، التي يلزم الحزب الجمهوري بتنظيمها بموجب قوانينه الداخلية. وخاض كل من أسلاف ترامب، بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك اوباما انتخابات تمهيدية شكلية بحتة، نتيجة إجماع معسكرهم عليهم. وتولى كل منهم الرئاسة ولايتين.

لكن بات من المفروغ منه أن عدداً من الجمهوريين سيتحدى ترامب خصوصاً إذا بقيت شعبيته دون 40 في المئة، ولهذه الظاهرة سوابق.

ففي 1976 وقف رونالد ريغان ضد الرئيس الجمهوري جيرالد فورد وفاز بعدد كاف من المندوبين في التمهيديات. كما ترشح تيد كينيدي، شقيق الرئيس جون كينيدي ضد الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر في 1980.

والعبرة من ذلك، بحسب ساباتو، تكمن في أن «المُتحدي يهزم دوما، لكن تاريخيا كلما واجه رئيس مرشحاً جيداً يستحوذ على ربع أو ثلث أصوات المندوبين، خسر في الانتخابات لاحقاً».

لم يخاطر أي من الجمهوريين بإعلان ترشحه، وفضلوا جميعاً انتظار النصف الثاني من الولاية.

ويبرز بين العائدين المرجحين جون كيسيك، الحاكم الجمهوري المعتدل لولاية أوهايو وآخر خصوم ترامب في 2016. وهو يبني لنفسه مذاك صورة اتزان رغبة منه في تجسيد قيادة هادئة بعد انقسامات المرحلة الراهنة.

كما قد يمثل جمهوريون يكنون عداء علنياً لترامب على غرار سيناتور نبراسكا بين ساس أو سيناتور أريزونا جيف فليك، العودة إلى التيار المحافظ التقليدي، بعيداً عن شعبوية الثري السبعيني. لكن أياً منهما لا يتمتع بشهرته.

يبقى سيناريو امتناع ترامب عن الترشح بقراره، علماً أن فريق حملته بدأ يجمع الأموال. لكنها ستكون سابقة منذ ليندون جونسون في 1968. كما قد يتسلم سياسيون يثق الملياردير فيهم الشعلة، على غرار السناتور توم كوتون.

في المقابل قد يضغط الديمقراطيون لعزل الرئيس، لكن لاري ساباتو اعتبر أن الفرص معدومة لحصول ذلك مع مجلس نواب ديمقراطي، لأن مجلس الشيوخ الجمهوري لن يوافق عندها على العزل.

back to top