في قطار الحياة (3)

نشر في 16-01-2018
آخر تحديث 16-01-2018 | 00:08
 يوسف عبدالله العنيزي في نهاية عام 1984 وبعد قضاء ما يقارب أربع سنوات في العمل بمدينة أثينا الرائعة عاصمة جمهورية اليونان الصديقة عدت إلى العمل في ديوان وزارة الخارجية بدرجة مستشار في إدارة مكتب الوكيل، وكان مقر الوزارة في شارع السور بالعاصمة، وكان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، يتولى منصب وزير الخارجية، في حين كان الأستاذ راشد الراشد يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية، الذي تولى فيما بعد منصب وزير دولة لشؤون مجلس الوزراء، وتولى الأخ سليمان ماجد الشاهين منصب وكيل وزارة الخارجية.

كانت إدارة مكتب الوكيل تضم نخبة من الإخوة والأخوات، نذكر منهم الشيخة نعيمة الأحمد، والسيدة الفاضلة فضة الغانم، والسيدة الفاضلة حصة المذكور، والسيدة عائشة الرشود، والسفير خالد المغامس، والسفير وليد الخبيزي، والأخ عادل الرشيد، والأخ سعيد العدساني، وغيرهم من إخوة كرام، وكان مدير الإدارة الأخ العزيز أحمد سليمان الفهد "بوفهد".

كانت الأوضاع في ذلك الوقت غاية في الخطورة والحساسية في ظل الحرب العراقية– الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر واليابس، وأدت إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى، ونظراً لطول المدة وانشغال العالم عنها فقد أطلق عليها لقب "الحرب المنسية"، وقد اضطرت دولة الكويت في ظل تلك الأوضاع الخطيرة إلى عقد اتفاقيات أمنية مع عدد من الدول الكبرى، منها الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت، وذلك لتوفير الحماية لناقلات النفط الكويتية، وقد عانت الكويت من تلك الارتدادات السلبية لهذه الحرب.

قبل أيام سعدت بتلقي مكالمة كريمة من الأخ العزيز سليمان ماجد الشاهين، وزير الدولة السابق لشؤون الخارجية، وعدنا بالذاكرة إلى ذلك اللقاء الذي تم بعد منتصف الليل في مكتب الوكيل في مقر وزارة الخارجية مع السفير الإيراني في البلاد في ذلك الوقت، وكان "بوعمار" يشغل وقتها منصب وكيل وزارة الخارجية، كان لقاء عاصفا في أوضاع غير عادية، وبعد انتهاء اللقاء كلفني الأخ العزيز "بوعمار" بكتابة محضر اللقاء، وفي صباح اليوم التالي قمت بتسليم المحضر الذي كتبته بخط اليد، ونظراً لأن خطي كان وما زال خليطاً بين الخط الصيني والياباني فقد قام "بوعمار"، جزاه الله خيراً، بإعادة كتابته.

في عام 1986 استُحدث منصب وزير دولة للشؤون الخارجية، وقد تولى المنصب الأخ العزبز سعود محمد العصيمي "بو محمد"، وفي عام 1988عرض عليّ معاليه العمل في سفارتنا في طهران، وفعلا صدر قرار النقل، وبناء عليه قمت بتقديم جواز سفري مرفقا بمذكرة رسمية من وزارة الخارجية لطلب تأشيرة الدخول، وقد جاءت الموافقة على ذلك، ولكن ونظراً لحادث اختطاف طائرة الخطوط الجوية الكويتية "الجابرية" الذي تم بتاريخ 5/ 4/ 1988 فقد ألغي قرار النقل وقمت بسحب جواز سفري من السفارة الإيرانية.

وبتاريخ 10/ 1/ 1989 صدر مرسوم كريم بتعييني سفيرا لدى جمهورية الجزائر الشقيقة، ولنا لقاء مع هذه المحطة المليئة بالأحداث.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

أخي العزيز محمد جاسم الصقر

حاولت جاهداً أن أسطر كلمات رثاء وتعزية بوفاة كريمتكم "حنان"، ولكنني وقفت عاجزاً، فالحدث لا يمكن الإلمام به مهما أوتي الإنسان من بلاغة، لكنه أخي "بو عبدالله" قضاء الله الذي لا راد لقضائه، ولا نملك إلا الدعاء للرحمن أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ورضوانه، وأن يلهمكم والعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون".

back to top