إفريقيا تطالب ترامب بالاعتذار عن «التصريحات العنصرية»

• دول لاتينية وإفريقية تستدعي سفراء واشنطن
• طبيب البيت الأبيض: صحة الرئيس ممتازة

نشر في 14-01-2018
آخر تحديث 14-01-2018 | 00:05
اتحدت معظم الدول الإفريقية في مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«التراجع» و«الاعتذار» عن تصريحات نسبت إليه وصف فيها بلدانا يأتي منها المهاجرون بأنها «حثالة الدول»، كما استدعت بعض الدول سفراء الولايات المتحدة «لتقديم توضيحات»، في وقت أعلن طبيب البيت الأبيض أن صحة ترامب «ممتازة»، بعد أن خضع لأول فحص طبي كرئيس للولايات المتحدة.
طالب سفراء 54 دولة إفريقية في الأمم المتحدة، في بيان شديد اللهجة، الرئيس دونالد ترامب بـ"التراجع" و"الاعتذار"، بعد تصريحات منسوبة له تناقلتها وسائل اعلام وتضمنت عبارات مسيئة حول الهجرة ووصَفَ فيها بعض بلدان المصدر بانها "أوكار قذرة" (حثالة الدول).

وبعد اجتماع طارئ دام اربع ساعات، قالت مجموعة السفراء الافارقة، في بيان، انها "صُدمت بشدة" وانها "تدين التصريحات الفاضحة والعنصرية" والمتضمنة "كراهية للأجانب" من جانب ترامب.

وعبرت المجموعة عن "تضامنها مع شعب هايتي والدول الاخرى" المشمولة بتلك التصريحات، موجهة الشكر "لجميع الأميركيين" الذين دانوا هذه التصريحات.

وشجبت "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" (إيسيسكو) تصريحات ترامب، واصفة اياها بأنها "عنصرية ومسيئة للدول الافريقية ولذوي الأصول الإفريقية".

واشنطن

وأعلن المسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ستيف غولدشتاين، ان الدبلوماسيين الاميركيين العاملين في افريقيا وهايتي سيؤكدون للحكومات المحلية "الاحترام الكبير" الذي تبديه واشنطن لها.

وقال: "اعطينا تعليماتنا لموظفينا ليكرروا اننا نكن احتراما كبيرا للافارقة وجميع الدول، وان التزامنا يبقى قويا".

وحتى الآن، تم استدعاء ممثلي الولايات المتحدة في هايتي وبوتسوانا والسنغال لتقديم توضيحات، وفق الخارجية.

واضاف غولدشتاين: "اذا اراد بلد ما مقابلة سفيرنا او القائم بالاعمال فسيلبون الطلب. سيستمعون، واجبهم الاول هو الاستماع، وسيكررون الاحترام الذي نكنه لهذا البلد".

وأوضح انه طلب ايضا من الدبلوماسيين الاميركيين ان يؤكدوا "شرف" الخدمة في الدول المعنية، و"تمسك" الولايات المتحدة بـ "علاقتها" مع هذه الدول.

وأكد انه اذا سألت الحكومات المحلية عما اذا كانت واشنطن تعتبرها "دولا حثالة"، فإن الجواب سيكون "قطعا لا"، مشددا على "اننا نعتبر هذه الدول شريكة".

مادورو

ودعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، دول "التحالف البوليفاري لشعوب أميركيتنا" الى التعبير عن تضامنها مع البلدان التي "اعتدى عليها ترامب".

وفي هافانا الشيوعية، دانت وزارة الخارجية الكوبية "بحزم" تصريحات ترامب "العنصرية والمهينة والسوقية حول هايتي والسلفادور والدول الافريقية والقارات الاخرى".

كرامة الشعوب

وبعثت السلفادور بمذكرة احتجاج الى الحكومة الأميركية في شأن "تعبيرات مؤسفة". وقال رئيسها سانشيز سيرين إن "بيان رئيس الولايات المتحدة وجه ضربات لكرامة الشعب السلفادوري".

وفي ستوكهولم، لاقت تصريحات ترامب بأنه يفضل المهاجرين من النرويج عن "دول قذرة" انتقادات حادة على "تويتر" ودوائر أخرى من النرويجيين.

غير مفيد

وبينما أعلن توم كوتون وديفيد بيردو، من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ كانا حضرا جلسة نقاش في شأن الهجرة مع ترامب، أنهما لا يتذكران أن يكون الرئيس قد أدلى بتصريح عن دول "قذرة"، قال رئيس مجلس النواب بول رايان: "أول شيء خطر على ذهني: أنه مؤسف جدا وغير مفيد"، مضيفا: "ما فكرت به على الفور، عائلتي، إن عائلتي مثل كثير من الناس، قادمون من أيرلندا... كانوا ينظرون إلى الايرلنديين نظرة دونية في تلك الأيام".

لوثر كينغ

وفي مقاربة غريبة، وقع الرئيس الأميركي أول من أمس، قرارا ينص على اعلان 15 يناير يوم عطلة، تكريما لذكرى مارتن لوثر كينغ. وأشاد ترامب بـ "حلم" الناشط الحقوقي الاسود "بالمساواة والحرية والعدالة والسلام"، وقد أشاد برجل "غيّر مسار التاريخ"، لكنه تجاهل الأسئلة التي طرحت عليه بشأن تصريحاته.

القيم الأميركية

في الوقت نفسه تقريبا، وعلى بعد بضعة كيلومترات، دافع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن "القيم" الاميركية، وشدد في خطاب على "الاحترام" و"التنوع" و"الاختلاف".

من جهته، قال نائب الرئيس السابق الديموقراطي جو بايدن: "ليس هكذا يجب أن يتكلم ويتصرف الرئيس. لكن خصوصا، ليس هكذا يجب أن يفكر الرئيس".

صحة الرئيس

الى ذلك، أعلن طبيب البيت الأبيض أن صحة الرئيس دونالد ترامب "ممتازة"، بعد أن خضع لأول فحص طبي كرئيس للولايات المتحدة، أمس الأول، في أعقاب أسبوع ثارت فيه تساؤلات كثيرة حول مدى أهليته الذهنية لتولي المنصب.

وقضى ترامب نحو ثلاث ساعات مع أطباء عسكريين في "مركز والتر ريد الطبي العسكري" في منطقة بيثيسدا في ولاية ماريلاند. وقال طبيب البيت الأبيض روني جاكسون، إن الفحص "كان جيدا في شكل استثنائي".

وأضاف، في بيان مقتضب وزعه البيت الأبيض: "الرئيس بصحة ممتازة، وأنا أتطلع للكشف عن بعض التفاصيل الثلاثاء".

وجاء الفحص الطبي بعدما صور كتاب جديد وصل إلى قائمة الكتب الأكثر مبيعا ترامب (71 عاما) كشخص مشتت الذهن يتصرف كطفل. وانهالت الأسئلة على البيت الأبيض في شأن رسائل متناقضة وجهها ترامب فيما يتعلق بسياسات مهمة، وتفوهه بكلمات مدغمة غير مفهومة في أثناء إلقائه خطابا الشهر الماضي.

وسيحدد البيت الأبيض ما سينشره من بيانات الفحص الطبي.

وترامب ليس مجبرا على نشر أي معلومات، ولا يوجد نموذج محدد لشكل الفحص الطبي الرئاسي.

وليس من المعروف أن رؤساء سابقين خضعوا لفحوص بشأن قدرتهم الذهنية أثناء توليهم المنصب، بمن فيهم رونالد ريجان الذي شخص الأطباء حالته بالزهايمر، بعد خمس سنوات من مغادرته البيت الأبيض.

رأس ترامب يطل من حفرة سوداء في «نيويوركر»

خصصت مجلة "نيويوركر" غلاف عددها الجديد للعبارة المهينة التي تلفظ بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن المهاجرين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة من بلدان وصفها بـ"حثالة الدول" أو "الأوكار القذرة" .

ووضعت المجلة على غلافها رسم حفرة سوداء كبيرة تشبه حفر القاذورات يطل منها رأس رجل بتسريحة شعر تتطابق مع تسريحة ترامب.

والرسام الذي ابتدع هذه الصورة وأطلق عليها تسمية "في الحفرة" هو الفنان المعروف أنتوني روسو.

ومن المقرر أن يصدر عدد المجلة بهذا الغلاف يوم 22 الجاري.

«شيت هول» تربك المترجمين

وضع الرئيس دونالد ترامب وسائل الإعلام في وضع مربك، لترجمة عبارة استخدمها في وصف دول يأتي منها مهاجرون، ونقلتها عنه صحف أميركية.

لفظ ترامب عبارة سوقية جدا (شيت هول)، تعني الحفر الخارجية التي تستخدم مراحيض في أماكن قذرة.

وتكمن الصعوبة التي واجهها الذين يترجمون عبارته في نقل اللغة الفجة التي لجأ إليها، مع مراعاة حساسيات الجمهور، كما تبين من مجموعة ترجمات جمعت من مكاتب وكالة فرانس برس.

وحاولت كل وسائل الإعلام الغربية نقل العبارة بأقرب شكل ممكن إلى ما قاله ترامب، واستخدمت مفردات بعضها سوقي باللهجات المحلية.

لكن في آسيا واجهت معظم وسائل الإعلام صعوبة في ذلك، باستثناء اليابان، التي اختارت عبارة "بلد يشبه دورات المياه".

وفي الصين، اكتفت وسائل الإعلام باستخدام وصف "دول سيئة"، لكن العبارة الأكثر طرافة اعتمدتها وكالة الأنباء التايلندية، وهي "البلد الذي لا يبيض فيه الطيور".

عربياً، استخدمت الخدمة العربية لـ"فرانس برس" كلمة "أوكار قذرة"، فيما اعتمدت الخدمة العربية لـ"رويترز" كلمة "حثالة الدول".

وفضَّل موقع الإذاعة البريطانية (بي بي سي عربي) ترجمة العبارة إلى "بلاد قذرة". أما موقع إذاعة "مونت كارلو" الدولية، ففضل ترجمتها إلى "الأوكار القذرة"، وهي الترجمة التي اعتمدها أيضا موقع هيئة الإذاعة الألمانية (دويتشه فيله).

في حين اختار موقع شبكة "سي إن إن بالعربية" ترجمة العبارة إلى "الدول القذرة".

واعتمدت صحف كوريا الجنوبية عبارة "دول المتسولين". أما في اليونان، فترجمتها وسائل الإعلام بعبارة "بلدان اللصوص".

back to top