احتقان الأنف... رشح أم عدوى في الجيوب الأنفية؟

نشر في 13-01-2018
آخر تحديث 13-01-2018 | 00:03
No Image Caption
لا شك في أن مواجهة احتقان الأنف وجريانه بسبب عدوى في الشتاء تخلو من أية متعة. ولكن كيف تحدد ما إذا كنت مصاباً بالرشح الشائع أم بعدوى في الجيوب الأنفية؟ يجيب الدكتور أحمد صداقت، وهو طبيب أنف وأذن وحنجرة في مستوصف ماساتشوستس للعين والأذن التابع لجامعة هارفارد: «تتشابه الأعراض ويصعب التمييز بين الحالتين».


الرشح الشائع

يسبب أكثر من 200 فيروس الرشح الشائع. وينتمي أكبر جزء من هذه الفيروسات المسؤولة عن نحو 40% من حالات الرشح إلى عائلة الفيروسات الأنفية.

تشمل أعراض الرشح عادةً ألماً في الحنجرة، واحتقان الأنف والجيوب الأنفية، وإفرازات كثيفة تكون بلا لون أحياناً، وجريان الأنف، والعطس. كذلك يُصاب المريض أحياناً بالسعال وبحة في الصوت.

التهاب الجيوب الأنفية

الجيوب الأنفية مساحات متصلة مملوءة بالهواء في الجمجمة، تقع بين العينين وخلف الأنف، والخدين، والجبين. تُنتج الأغشية في جدران الجيوب الأنفية المخاط بغية التقاط الجراثيم وغيرها من ملوّثات. وتدفع بنى صغيرة شبيهة بالشعر تُدعى أهداباً في جدران الجيوب المخاط من الجيوب إلى الأنف.

عندما تعاني الرشح، من الممكن للفيروس أن يصيب الجيوب الأنفية، ما يؤدي إلى التهاب أغشيتها. تُعرف هذه الحالة بالتهاب الجيوب الفيروسي. كذلك قد تُصاب الجيوب ببكتيريا. لكن هذه الحالة، التي تُدعى التهاب الجيوب البكتيري أو (وفق المصطلحات الأكثر شيوعاً) عدوى الجيوب الأنفية، تتطلب علاجاً بالمضادات الحيوية.

في حالتَي التهاب الجيوب البكتيري والفيروسي، تتورم بطانة الجيوب، ما يحول دون تصريف المخاط. تشمل الأعراض الشعور بضغط وألم، واحتقاناً أنفياً، وإفرازات كثيفة لا لون لها (قد تكون صفراء أو خضراء)، وتراجع حاسة الشم، وحمى، وصداعاً، وألماً في أسنان الفك العلوي، وتعباً. وتُعتبر الإفرازات الخضراء اللون والحمى أكثر شيوعاً مع التهاب الجيوب البكتيري، رغم أن ثمة أطباء يخالفون هذا الرأي.

التهاب مزمن

تكون عدوى الجيوب الأنفية الحادة مؤقتة. لكن البالغين الأكبر سناً يُعتبرون أكثر عرضة لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي ينشأ غالباً عندما لا يعود جهاز المناعة قادراً على تمييز البكتيريا التي تعيش طبيعياً في الجيوب الأنفية. يشير الدكتور أحمد صداقت، طبيب أنف وأذن وحنجرة في مستوصف ماساتشوستس للعين والأذن التابع لجامعة هارفارد: «نحدد أنواع التهاب الجيوب الأنفية بالاستناد إلى مدة الأعراض، التي تشمل انسداد الأنف، وجريانه، وألماً أو ضغطاً في الوجه، وتراجع حاسة الشم. فإذا عانيت اثنين من هذه الأعراض طوال ما لا يقل عن 12 أسبوعاً، فإنك تستوفي المعايير السريرية لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن». أما علاج ضبط هذه الأعراض، فيقوم على قطرات المحلول الملحي المخصصة للأنف، والرذاذ الستيرويدي الأنفي اليومي، والجراحة في الحالات القصوى.

أوجه الاختلاف

ثمة طريقتان رئيستان للتمييز بين الرشح أو التهاب الجيوب الأنفية الفيروسي وعدوى الجيوب الأنفية البكتيرية. «تقوم الأولى على واقع أن أعراض الرشح أو التهاب الجيوب الأنفية الفيروسي تبدأ بالتحسن عادةً في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام. أما أعراض عدوى الجيوب الأنفية البكتيرية، فتطول وتستمر أكثر من 10 أيام من دون أي تحسّن. لذلك إذا دامت أعراض ما اعتقدت أنه رشح لأكثر من 10 أيام من دون تحسّن، فقد تكون مصاباً على الأرجح بعدوى في الجيوب الأنفية»، وفق الدكتور صداقت.

أما الطريقة الثانية، فهي نمط الأعراض: يبدأ المرض الذي يبدو رشحاً بالتحسن في غضون بضعة أيام، إلا أنه ما يلبث أن ينتكس ويتفاقم. يوضح الدكتور صداقت: «تُدعى هذه الحالة تفاقماً مضاعفاً وتشير إلى أن ما بدأ كرشح تحوّل إلى عدوى بكتيرية في الجيوب الأنفية».

ما عليك فعله

ينصح الدكتور صداقت بمعالجة الأعراض. يذكر: «أوصي مرضاي بالقيام بما يُشعرهم بالراحة. وتعود مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين [Tylenol] والإيبوبروفين [Advil] ببعض الفائدة على المريض. كذلك تشمل العلاجات المنزلية التي تخفف أعراض الأنف قطرات المحلول الملحي المخصصة للأنف». علاوة على ذلك، يشدد الدكتور صداقت على أهمية الحفاظ على نظام غذائي صحي والإكثار من السوائل كي يحافظ المريض على مستوى طاقته.

تُعالج عدوى الجيوب الأنفية بالطريقة ذاتها كما الرشح. وإذا كانت البكتيريا هي السبب، يمكنك اللجوء إلى مضاد حيوي، مع أن حالات كثيرة من عدوى الجيوب الأنفية البكتيرية تتحسن من تلقاء ذاتها.

هل يمكنك أن تشخص حالتك بنفسك؟

لا بأس في هذه الحالة إن انتظرت بضعة أيام قبل أن تطلع طبيبك على أعراضك. وإذا لم تتحسن تلقائياً، فربما كنت تواجه عدوى بكتيرية لا فيروسية. كذلك من الجيد أن تطلب من طبيبك التحقق من أن احتقان الجيوب الأنفية لا يعود إلى سليلة أنفية أو أورام (في حالات نادرة).

back to top