«هجوم إدلب» يضرب «محور أستانة»... وواشنطن على الخط

أنقرة تدعو موسكو وطهران إلى لجم الأسد... وروسيا تحملها مسؤولية جزئية عن «درونات حميميم»

نشر في 11-01-2018
آخر تحديث 11-01-2018 | 00:04
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يتجول في حمص أمس (أ ف ب)
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يتجول في حمص أمس (أ ف ب)
غداة استدعائها سفيريهما للاحتجاج على استهداف إدلب، طلبت تركيا من إيران وروسيا «تحمل مسؤولياتهما»، ووقف هجوم قوات الرئيس بشار الأسد على المحافظة المشمولة باتفاق مناطق خفض التوتر، الذي تضمنه الدول الثلاث.
وسط مخاوف من تشرد مئات آلاف السوريين، حضت تركيا أمس إيران وروسيا على «تحمل مسؤولياتهما» كدولتين داعمتين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل وقف هجومه على إدلب المشمولة باتفاق مناطق خفض التوتر الذي تضمنه الدول الثلاث، وتم التوصل اليه في استانة، ونشرت بموجبه قوات تركية لوضع مراكز مراقبة.

وتوجه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى إيران وروسيا قائلاً: «إذا كنتم دولاً ضامنة، والحال كذلك، فيجب وقف النظام. الأمر هناك لا يتعلق بمجرد هجوم جوي، فالنظام لديه نوايا أخرى وهو يتقدم في إدلب».

وتشن قوات النظام منذ 25 ديسمبر هجوماً للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سلطة دمشق، وتسيطر عليها بشكل رئيسي «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقا»).

واعتبر وزير الخارجية التركي أن وجود مجموعات تعتبر «إرهابية» في إدلب لا يبرر شن ضربات واسعة النطاق على كل المحافظة، متهماً النظام باستهداف مسلحي المعارضة المعتدلة المدعومة من أنقرة، موضحاً أنه «إذا كانت مجموعات إرهابية تتواجد هناك، فيجب كشفها وتحديد مكانها. العمليات يجب أن تتم بطريقة حذرة بمساعدة وسائل تكنولوجية».

وبحسب جاويش أوغلو، فإن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يمكن أن يتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين «إذا لزم الأمر» لكي يحثه على التدخل لدى دمشق. وقال: «لا يمكننا غض الطرف، لقد بذلنا الكثير من الجهود ولا يمكننا إفساد كل شيء».

وفي وقت سابق، استدعت وزارة الخارجية التركية، أمس الأول، سفيري إيران وروسيا للإعراب عن «استيائها» إزاء الهجوم الذي يشنه النظام في إدلب، معتبرة أنه «خرق لحدود منطقة خفض التوتر».

مساعدة أميركية

ولاحقاً، استدعت الخارجية التركية​ القائم بالأعمال الأميركي في أنقرة بسبب التطورات الأخيرة في ​سورية، ولم تذكر تفاصيل بواعث قلقها، الذي نشب بسبب سياسة واشنطن في دعم وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور.

وبعد اتهامها الاستخبارات الأميركية (CIA) بمساعدة المعارضة السورية في استهداف قاعدتيها الجوية في حميميم، والبحرية في اللاذقية بواسطة 13 طائرة بدون طيار، وتأكيدها وجود طائرة استطلاع تابعة لها لحظة الهجوم غير المسبوق، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن «الدرونات» أقلعت من إدلب.

وقالت وزارة الدفاع، في تصريح نشرته جريدة «كراسنايا زفيزدا» أمس، «لقد تبين أن الطائرات المسيرة أطلقت من بلدة الموزرة الواقعة جنوب غرب منطقة إدلب المشمولة باتفاق خفض التوتر والخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من المعارضة المعتدلة»، مبينة أنها توجهت لرئيس أركان الجيش ورئيس جهاز الاستخبارات لتأكيد «ضرورة احترام أنقرة التزاماتها الهادفة إلى ضمان وقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر، ومنعها وقوع هجمات مماثلة من طائرات مسيرة».

اللاذقية ودمشق

وفي اللاذقية، أفاد مصدر عسكري بقتل ثلاثة عناصر من الجيش السوري، وأصيب آخرون أمس في انفجار مستودع أسلحة قرب محطة البث في منطقة صلنفة في ريف المحافظة، نافياً «وجود شبهة عمل إرهابي وراء الانفجار».

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع انفجارات عنيفة بمستودع الأسلحة وإصابته بأضرار مادية جسيمة من جراء الانفجارات، مشيراً إلى أن الغموض لايزال يحيط بالأسباب.

وقبل ساعات، اعتبرت الخارجية السورية أن الهجمات الصاروخية الأخيرة على مواقع عسكرية تؤكد النهج العدواني لإسرائيل لتفجير المنطقة، وزيادة تعقيد الأوضاع، خدمة لدعم الإرهاب وإدامة احتلالها للأراضي العربية.

وفي رسالة وجهتها للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أكدت الخارجية السورية أن الاعتداءات المتكررة «لم تنجح في حماية شركاء إسرائيل وعملائها من التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة»، مشددة على أنها تعيد تحذيرها من التداعيات الخطيرة لاعتداءاتها على سورية ودعمها المستمر للتنظيمات المسلحة وتحملها كل المسؤولية عنها.

قصف الغوطة

وقرب دمشق، قتل 24 مدنياً، بينهم عشرة أطفال، على الأقل أمس الأول في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام وحليفتها روسيا استهدف مدينة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة.

بدوره، أفاد الإعلام الرسمي بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 14 في قذائف أطلقتها فصائل المعارضة على باب توما والقصاع.

وتزامن القصف المتبادل مع بدء زيارة مدة ثلاثة أيام يقوم بها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إلى دمشق، لبحث سبل تلبية الاحتياجات الإنسانية مع المسؤولين.

«جنيف 9»

وقبل أسابيع من اجتماع يفترض أن يجمع في 29 و30 يناير ممثلين عن النظام والمعارضة في سوتشي، أعلن رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، بعد لقائه في نيويورك أمين الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومساعد الشؤون السياسية جيفري فيلتمان، جولة تاسعة من مباحثات جنيف ستعقد في 21 يناير وتستمر 3 أيام.

وشدد الحريري على أن الأمم المتحدة تبقى الطرف المؤهل أكثر من غيره للإشراف على مساعي التوصل إلى حل سياسي، مؤكداً أنه لم يتلق دعوة رسمية إلى محادثات سوتشي، ولا تعرف المعارضة ما الهدف الفعلي لروسيا من الدعوة لهذه المحادثات.

مصرع 24 في الغوطة... وقتلى بانفجار مستودع سلاح في اللاذقية
back to top