مباحثات مصرية - إريترية... وشكوى سودانية في الأمم المتحدة

استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، نظيره الإريتري أسياس أفورقي، في قصر الاتحادية الرئاسي، الثلاثاء، وناقشا العلاقات الثنائية، ومستجدات الأوضاع في دول حوض النيل، ومنطقة القرن الإفريقي، وتطورات القضايا الإقليمية والدولية المشتركة.

وعلمت «الجريدة» أن الرئيسين عقدا جلسة ثنائية مغلقة، أعقبها لقاء موسع بين الوفدين، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة الوزير خالد فوزي.

وجاءت الزيارة بعد أيام من أنباء تحدثت عن إرسال مصر تعزيزات عسكرية إلى اريتريا نفتها القاهرة، وبعد توقيع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل أسبوع اتفاقاً مع نظيره السوداني عمر البشير، مُنح على أثره حق إدارة وتطوير جزيرة «سواكن» الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر.

وأكد وزير السياحة السوداني محمد أبوزيد مصطفى خلال مقابلة مع وكالة «الأناضول التركية» أمس، أن الاتفاق يقتصر على تطوير الجزيرة وتأهيلها لاستغلالها سياحياً، مضيفاً أن بلاده عرضت على دولة الإمارات تطوير الجزيرة قبل عرض الأمر على تركيا.

خبير الشؤون الإفريقية في «مركز الأهرام للدراسات السياسية»، هاني رسلان، قال لـ»الجريدة»، إن «زيارة رئيس أريتريا للقاهرة جزء من مساعي مصر لتوسيع تحالفاتها مع دول القرن الإفريقي»، مشيراً إلى أن خريطة التحالفات النهائية للدول المطلة على البحر الأحمر لا تزال قيد التشكيل، وتابع: «لا يمكن تناول اللقاء بمعزل عن التطورات الأخيرة بين إريتريا والسودان من جهة، وزيارة رئيس الأركان السوداني إلى أديس أبابا من جهة أخرى، أمس الأول الاثنين»، وشدد رسلان على أهمية توطيد العلاقات المصرية مع إريتريا لموقعها المتميز والمهم في مدخل البحر الأحمر.

الخرطوم

على صعيد ذي صلة، لا تزال الخرطوم مصرة على أحقيتها في مثلث حلايب وشلاتين المصري، حيث قالت الخارجية السودانية أمس، إنها جددت الشكوى للأمم المتحدة وطالبت فيها مصر بتسليمها «مثلث حلايب» بوصفها أراض سودانية، الأمر الذي ترفضه مصر جملة وتفصيلاً، مؤكدة أن تلك الأرض مصرية.

كان التوتر تصاعد بين القاهرة والخرطوم أخيراً، إثر خلاف حول الملف الحدودي، إلى جانب اعتراض مصر على أداء السودان خلال المفاوضات مع إثيوبيا، بشأن تداعيات بناء سد النهضة المائي على دولتي المصب مصر والسودان، وقد استدعت السودان سفيرها في مصر الخميس الماضي، وقالت إن القرار جاء للتشاور، على خلفية اعتراضها على الأداء الإعلام المصري بدعوى التشهير ضد الرئيس البشير.

مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير نبيل بدر، لفت إلى أن القاهرة من الممكن أن تتقدم بمذكرة توضيحية لمجلس الأمن ترفق معها مستندات توضح ملكية مصر لمثلث حلايب، وتابع: «مصر لا تزال حريصة على الجانب السوداني وتتعامل بسياسة ضبط النفس».

على الصعيد الأمني، قالت الداخلية المصرية، أمس إن قطاع الأمن الوطني في محافظة شمال سيناء رصد قيام عناصر إرهابية بتشكيل خلية تكفيرية، في إحدى المناطق الجبلية في مدينة العريش بشمال سيناء، وأن الخلية بدأت في تدريب عناصرها على استخدام الأسلحة وتصنيع وزرع العبوات الناسفة، وأن قوات الأمن داهمت البؤرة وقتلت 8 عناصر جارٍ تحديد هويتهم، بعدما تبادلوا إطلاق النار مع القوات.

في سياق ذي صلة، التقى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول صدقي صبحي، مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي، روبرت كارم، في إطار انعقاد لجنة التنسيق العسكري المصري الأميركي في القاهرة، وتناول اللقاء موضوعات ذات الاهتمام المشترك، وأعرب المسؤول العسكري الأميركي عن تطلعه لاستمرار التنسيق بين البلدين.

احكام

قضائياً، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، إحالة أوراق 4 متهمين، إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، بعدما ثبت تشكيلهم خلية إرهابية في محافظة الجيزة بغية استهدف شخصيات عامة وارتكاب عمليات إرهابية، عُرفت إعلامياً بـ«خلية أوسيم»، كما أصدرت محكمة جنايات الجيزة أحكاما بالإدانة تراوحت ما بين السجن المؤبد 25 عاماً، والمشدّد 15 عاماً، و3 سنوات، في قضية «الاعتصام المسلح الخاص بجماعة الإخوان في ميدان النهضة» والتي تضم 379 متهماً.

إلى ذلك، وبعد يوم من إعلان «الهيئة الوطنية للانتخابات» الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المقبلة، افتتح رئيس مجلس النواب علي عبد العال جلسة الثلاثاء بإعلان توفير الأمانة العامة استمارات تزكية مرشحي رئاسة الجمهورية، المعدة من جانب الهيئة الوطنية للانتخابات، لأعضاء المجلس.

البرلمان تسوده حالة من التوافق على ترشيح الرئيس السيسي لمدة رئاسية جديدة، فقد وقع 464 نائباً، بينهم رئيس مجلس النواب د. علي عبدالعال، استمارة تزكية الرئيس عبد الفتاح السيسي للترشح للانتخابات الرئاسية خلال يوم أمس الثلاثاء فقط.