كوريا الشمالية ستشارك في الألعاب الاولمبية عند «جارتها اللدود»

نشر في 09-01-2018 | 17:01
آخر تحديث 09-01-2018 | 17:01
No Image Caption
أعلنت كوريا الشمالية والجنوبية في اعقاب اللقاء الاول بينهما منذ عامين الثلاثاء ان رياضيين ومسؤولين من الشمال سيشاركون في الالعاب الاولمبية الشتوية التي ستستضيفها سيول في فبراير المقبل.

وجاء في بيان مشترك ان "الجانب الكوري الشمالي سيرسل وفدا من اللجنة الاولمبية الوطنية مع رياضيين ومشجعين وفنانين ومراقبين وفريق استعراضي للتايكواندو وصحافيين على ان تؤمن كوريا الجنوبية المرافق والتسهيلات الضرورية".

كما اتفق الجانبان على "نزع فتيل التوتر العسكري الحالي واجراء محادثات عسكرية حول المسألة".

ولم يتضح متى ستتم المحادثات لكنها ستكون الاولى من نوعها بين البلدين منذ 2014.

واتفق الجانبان من جهة أخرى على اعادة العمل بالخط الهاتفي العسكري المقطوع منذ فبراير 2016 وذلك من أجل تحسين الاتصالات بين جيشي البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب عمليا.

واغتنمت سيول هذا الاجتماع لتدعو الى استئناف اللقاءات بين العائلات التي فرقتها الحرب (1950-1953) وذلك بالتزامن مع دورة الالعاب الاولمبية التي تنظم بين 9 و25 فبراير في بيونغ تشانغ.

وجرت المحادثات في بانمونجوم، البلدة الحدودية حيث تم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.

وعبر الوفد الكوري الشمالي الخط الفاصل بين البلدين سيرا على الاقدام للتوجه الى "بيت السلام" حيث تُقام المحادثات في القسم الكوري الجنوبي، على بعد بضعة أمتار من المكان الذي فر فيه كوري شمالي تحت الرصاص إلى الجنوب قبل شهرين.

وتصافح وزير الوحدة الكوري الجنوبي شون ميونغ غيون الذي يترأس وفد بلاده، مع مسؤول وفد الشمال ري سون غوون قبل ان يدخلا المبنى ثم من جديد عند طاولة المفاوضات.

ووضع ري شارة عليها صورة الاب المؤسس لكوريا الشمالية كيم ايل سونغ ونجله وخلفه كيم جونغ ايل كما جرت العادة في الشمال، بينما وضع شو شارة بالوان علم كوريا الجنوبية.

ودعت سيول الى استئناف اللقاءات بين الاسر والمحادثات بين ممثلي الصليب الاحمر من البلدين بالاضافة الى محادثات عسكرية من أجل تفادي وقوع "صدامات عرضية".

وقال وفد الشمال "لنقدم الى الشعب هدية ثمينة بمناسبة العام الجديد"، مضيفا "يقول المثل ان الصحبة الطيبة تطيل الرحلة".

وبدت الاجواء أكثر استرخاء من المعتاد ورد الوفد الجنوبي بان "الشعب يأمل فعلا برؤية الشمال والجنوب يسيران نحو السلام والمصالحة".

وتتناقض هذه الاجواء بشكل كبير مع اللهجة العدائية السائدة مؤخرا ولا سيما الاهانات الشخصية والتهديدات بشن حرب بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والرئيس الاميركي دونالد ترامب.

ويشهد الوضع تدهورا منذ سنتين في شبه الجزيرة الكورية مع قيام الشمال بثلاث تجارب نووية وعدة عمليات اطلاق صواريخ.

تأتي المحادثات بعد اليد الممدودة التي تقدم بها كيم يوم رأس السنة عندما اشار الى إمكانية مشاركة بلاده في الالعاب الاولمبية. كما اعيد العمل الاسبوع الماضي بالخط الساخن بين البلدين الجارين بعد توقف عامين تقريبا.

ولم يعرف بعد ما اذا كان ممثلا البلدين سيدخلان معا خلال مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية واختتامها، على غرار ما حصل في سيدني في 2000 واثينا في 2004 وخلال الالعاب الاولمبية الشتوية في تورينو في 2006.

ومن المفترض ان يتم الاتفاق على حجم وفد الشمال ومكان اقامته التي تتولى سيول تمويلها.

تأهل رياضيان فقط من الشمال، ما يحمل المحللين على الاعتقاد بأن بيونغ يانغ سترسل معهما وفدا ضخما من المشجعات على غرار احداث رياضية سابقة في الجنوب.

وألمحت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية الى ان بيونغ يانغ يمكن ان ترسل موفدين مهمين من بينهم شقيقة كيم جونغ أون الصغرى يو جونغ المسؤولة الرفيعة المستوى في الحزب الوحيد الحاكم.

وأعرب الجانبان عن رغبتهما في التباحث حول مواضيع تتجاوز الشؤون الاولمبية.

وكان الشمال رفض حتى الان مساعي الجنوب لعقد لقاءات بين الاسر مشترطا اعادة ترحيل بعض من رعاياه.

وتساءل كوه يو هوان الاستاذ في جامعة دونغوك ان "الجانبين سيتوصلان الى اتفاق حول بيونغ تشانغ دون مشاكل، لكن ماذا سيحصل بعدها؟"، مضيفا "لن يكون من السهل التوصل الى اتفاق على الفور حول المسائل المتعلقة بتحسين العلاقات بين الكوريتين".

وجاء في البيان المشترك الصادر بعد اجتماع بانمونجوم ان "الشمال والجنوب اتفقا على اعادة العمل بالاتصالات عبر جانبي الحدود والسماح بعمليات العبور والتبادل والتعاون والسعي الى مصالحة وطنية والوحدة في مختلف القطاعات"، دون اعطاء تفاصيل

ولم يُعرف ما اذا حاول الشمال التباحث بشأن وقف نهائي للمناورات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول.

ووافقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الاسبوع الماضي على ارجاء مناوراتهما المشتركة "فول ايغل" و"كي ريزولف" الى ما بعد الالعاب الاولمبية على أمل تهدئة التوتر.

ورحب ترامب في نهاية الاسبوع الماضي باستئناف المحادثات معربا عن الامل في ان "تمضي أبعد" من الالعاب الاولمبية، ومبديا استعداده للدخول في حوار مع كيم.

الا ان سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي حذرت من ان ذلك "لن يتم بين ليلة وضحاها".

back to top