«ترويض الخيال» و«مختبر السرديات»... مناقشة أفكار ونظريات أدبية وحوارات فلسفية

نشر في 08-01-2018
آخر تحديث 08-01-2018 | 00:00
عن «دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع»، صدر كتابان لمجموعة باحثين يتناولان بالدراسة والتحليل قضايا أدبية شائكة، هما: «ترويض الخيال»، ترجمة علي عبد الأمير صالح، و«مختبر السرديات» ترجمة عواطف السعدي.
يتمحور كتاب «ترويض الخيال»، الذي شاركت في وضعه مجموعة مؤلفين، حول حوارات مع 15 كوكباً لامعاً في سماء الأدب العالمي، وقد آثر علي عبد الأمير صالح أن يمهد للترجمة بتقديم نبذة كافية عن كل كاتب وكاتبة ممن تناولهم في كتابه، إيماناً منه بأن كتب الحوارات مع الكُتّاب ضرورية ومفيدة للقارئ العربي، سواء كان نخبوياً أو عادياً، كونها تقدّم معلومات وافية عن خلفيات الكُتّاب الاجتماعية والثقافية، فضلاً عن آرائهم الفكرية والفلسفية والسياسية، وتقنياتهم في الكتابة الإبداعية، وطقوسهم في ممارسة هذه الحرفة المقدسة .

يوضح علي عبد الأمير صالح في مقدمة الكتاب أن اهتمامه بالحوارات مع الكُتّاب يرجع إلى ثمانينيات القرن المنصرم، «حينما نَشرتُ أول حوار مترجم مع الكاتب القرغيزي جنكيز آيتماتوف في مجلة الأقلام العراقية سنة 1987». يضيف: «منذ ذلك الحين حتى الآن لم يكنْ ولعي هذا ناجماً عن الانبهار بالآخر والإعجاب به، ولا نابعاً من شعوري ككاتب عربي بالنقص إزاء الأدب العالمي، بل كانت غايتي أن أقدم ثقافة أدبية موسوعية للقارئ العراقي والعربي، تغني الكاتب الشاب، وتفيد كل المغرمين بالأدب، وكل الذين يستحوذ عليهم الفضول الفكري والمعرفي».

يشير صالح إلى أن ثمة أسئلة موجهة للكُتّاب تبدو صادمةً غالباً، وحتى استفزازية، غير أن مبعثها هو سبر أغوار التجربة الأدبية، واستخراج ما لدى المؤلف من أفكار وآراء ورؤى وانطباعات، «فهذه هي مواصفات المحاوِر الناجح»، بحسب رأيه.

يتابع: «كان لا بد لي، خلال إعداد هذا الكتاب للنشر، أن أتحلى برحابة الصدر لأسمح للكُتّاب والكاتبات بأن يدلوا بآرائهم، ويعبروا عن أحلامهم، ويكشفوا أسرارهم وذكرياتهم وتأملاتهم، كي أعطي هذه المهمة استحقاقاتها ومزاياها الحقيقية الأصيلة. إذ ليس من حقي أن أصادر حريتهم مثلما لا أسمح لأحد أن يجردني حريتي في التعبير، وهي جزء من الحريات التي تكفلها دساتير دول العالم كلها، وإن كانت أحياناً مدوّنة على الورق فقط».

مختبر السرديات

يتضمن كتاب «مختبر السرديات» خمس دراسات في السرد ونظرياته وفلسفته: تتناول الدراسة الأولى لماري- لور رايا، النهج المعرفي في السرديات، الذي يولي اهتماماً بالغاً بما يكشفه السرد من حياة العقل؛ حيث يسود هذا النهج الموجة المستقبلية للدراسات السردية.

وتتناول الدراسة الثانية لأندريه بيلو، تبعات المفهوم الباختيني للحوارية حول السرديات، حيث تتبع الباحث مفهوم الحوارية في كتابات باختين ما بين عامي 1935 و1971.

أما البحث الثالث فهو دراسة تاريخية في أصول المصطلحات التي يستخدمها الناقد والمنظر الفرنسي المعروف جيرار جينيت، إذ تتناول الباحثة فرانشيسكا سكوتا، التراث الكلاسيكي في النظريات السردية لرائد السرديات الحديثة، وتشير إلى المصطلحات التي استعارها جينيت من أفلاطون وأرسطو في كتابه «خطاب الحكاية».

بدوره يعرض روبرتو تالامو، في البحث الرابع، فلسفة بول ريكور في السرد وفي كتابة التاريخ وفي تمثيل الحياة الداخلية للشخصيات.

«فلسفة اللغة، دراسات سردية ونظريات حديثة في السرد منذ رولان بارت وحتى القصص الإنكليزية»، عنوان البحث الأخير في الكتاب أخيراً، وهو دراسة نقدية للكاتب والباحث إيف لابيرج، من كندا، يتناول فيها دور السرد بوصفه صيغة ملائمة ووسيلة اتصال.

back to top