شكراً يا منصور

نشر في 07-01-2018
آخر تحديث 07-01-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي بعد نشر مقالتي السابقة "يا بختهم"، التي غبطت فيها أسلافنا الأولين، الذين ماتوا قبل أن يشاهدوا الحكومة وهي تلعب دورين متناقضين، أو قبل أن يدركوا ذلك، إذ تلعب أمام شعبها دور العسكري الأشوس القامع القاطع العابس القابض، وتلعب أمام شعوب الغرب والعالم دور الطيب الخجول المؤدب الحنون… أقول بعد نشر هذه المقالة بيوم واحد فقط، أبت الحكومة إلا أن تثنّي على مقالتي وتؤكدها، بالصوت والصورة والقول الحسن، فخرج علينا ممثل الكويت في الأمم المتحدة، منصور العتيبي، حفظه الله، بلباس أوروبي ولسان أوروبي، ليعلن مطالبة الكويت إيران باحترام حرية التعبير وحق التظاهر السلمي! لكنه، للأمانة، لم يذرف دمعتين متأثراً.

هرولتُ بعد أن قرأت هذا الكلام إلى المواقع المنتشرة في الإنترنت، والصور المتناثرة فيها، والتي تُظهر توحش القوات الخاصة في مواجهة المسيرات السلمية في الكويت. وكان المتظاهرون قد رفعوا أصواتهم، حينذاك، معلنين لكل من يمشي على الأرض أنها "سلمية سلمية"، فقابلتهم القوات الخاصة بسلمية مساوية لسلميتهم في المقدار ومضادة لها في الاتجاه، فأطلقت عليهم القنابل المسيلة للدموع، وهجمت عليهم بالعصي والهراوات وصرخات الترهيب، قبل أن تجمع ما يمكن جمعه منهم وتنقلهم إلى أقسام الشرطة مخفورين.

أمس احتجت الكويت، عبر ممثلها، على قمع الاحتجاجات الإيرانية، وهي الاحتجاجات الشرسة الدموية الصريحة الأهداف، أعلاها إسقاط النظام، بعد أن هاجم المتظاهرون مرافق الدولة التابعة للشرطة الإيرانية وأحرقوها، وصادموا العسكر، وسقط من العسكر قتلى وسقط منهم قتلى، ووو… إذاً لم تكن سلمية، بل كانت مظاهرات غضب كامن لسنوات، استعد فيها بعض المتظاهرين للتضحية بروحه ودمه، فقابلته الحكومة بالبطش اللا محدود، كعادة الديكتاتوريات.

ومع اختلاف الصورتين، صورتَي المتظاهرين في إيران والمتظاهرين في الكويت، إلا أن مندوب الكويت، الممثل لحكومتها في الأمم المتحدة، تأثر قلبه حزناً على المتظاهرين في إيران، ولم يهتز له جفن على المتظاهرين في الكويت، الذين يقبع بعضهم الآن في السجن بأحكام تصل إلى سبع سنين وأكثر.

أكرر: يا بخت أسلافنا الأولين، وشكراً يا منصور العتيبي.

back to top