تفاءلوا بالعام الجديد

نشر في 06-01-2018
آخر تحديث 06-01-2018 | 00:05
 مشاري ملفي المطرقّة لم يكن عام 2017 على مستوى طموحاتنا وأمنياتنا سواء محلياً أو إقليمياً أو دولياً، فقد كنا ننتظر أن تنجز حكومتنا الرشيدة الكثير من المشاريع التنموية، حدثونا عنها طويلاً وتأخرت كثيراً، ولكننا لم نشاهدها على أرض الواقع، بل رأينا تأزيماً جديداً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتم حل الحكومة وإعادة تشكيلها، كما تم حل المجلس البلدي وتكليف لجنة مؤقتة بإدارة أعماله، الأمر الذي أحدث عدم استقرار وتعطيلاً لمصالح الوطن والمواطنين في فترات كثيرة، ولم نلمس إنجازات حقيقية تشعرنا بأن هناك تقدما عن العام الماضي والأعوام السابقة.

ولم يكن الوضع على المستوى الإقليمي أفضل حالاً، حيث أطلت علينا خلال هذا العام الأزمة الخليجية التي كادت تعصف بوحدة دول مجلس التعاون لولا الله، ثم حكمة صاحب السمو أمير البلاد الذي تدخل سريعاً ونجح في احتواء الخلافات ونزع فتيل الأزمة، ولا يزال سموه يسعى جاهداً إلى إنهاء هذه المشكلة التي عكرت صفو البيت الخليجي، وكذلك استمر القتل والتدمير في عدد من الدول العربية في سورية واليمن والعراق وليبيا، وقتل خلال هذه المعارك الخاسرة آلاف المدنيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم من الأطفال والنساء والرجال.

ولم يشأ هذا العام أن يرحل إلا بقرار كارثي أقدم على اتخاذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن فيه اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأشعل نار الغضب في الدول العربية والإسلامية التي لم تنطفئ بعد، وستستمر طويلاً لما تمثله هذه المدينة المقدسة من أهمية كبيرة، فهي في القلب والعقل، ولا يمكن التنازل عنها في الوقت الذي لا يبدو فيه نية التراجع عن هذا القرار من الإدارة الأميركية، الأمر الذي يعني أن عملية السلام في الشرق الأوسط قد ماتت، وأن المنطقة التي تعاني أساساً الصراعات والحروب مرشحة للمزيد من أعمال العنف خلال الفترة المقبلة.

وعلى الصعيد العالمي شهد عام 2017 أكبر مأساة إنسانية في التاريخ المعاصر، حيث تم تشريد مئات الآلاف من مسلمي الروهينغا من بلادهم، والتنكيل بهم وقتلهم وتعذيبهم، ومن بقي منهم على قيد الحياة يعيش الآن في البرد القارس في مخيمات للاجئين، كما استمرت العمليات الإرهابية التي طالت دولاً كثيرة من بينها أميركا والاتحاد الأوروبي، كذلك حفل هذا العام بالعديد من الكوارث والأزمات الإنسانية، والمسيرات الاحتجاجية، وإطلاق النار العشوائي، والاستقطاب السياسي، ودعوات الانفصال، وقضايا الفساد الكبرى، وتفشي الأمراض والأوبئة.

ورغم ما حمله عام 2017 من مآس وأزمات على المستوى العام فإنه بالتأكيد على المستوى الشخصي لكل إنسان منا كانت هناك أشياء جميلة، وحققنا إنجازات نفتخر بها سواء مهنياً في أعمالنا أو في حياتنا الدراسية والأسرية، ويجب علينا أن تكون نظرتنا للعام الجديد 2018 أكثر تفاؤلاً، ونطلب فيه من المولى عز وجل أن يكون مصدر خير وتقدم وأمن واستقرار لبلادنا الحبيبة الكويت، تحت ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده، كما نأمل أن تشهد دول المنطقة المضطربة نهاية للصراعات الطائفية والسياسية، وأن يعم السلام العالم أجمع، وكل عام وأنتم بخير.

back to top