شوشرة: سوبرمان الإخفاقات

نشر في 06-01-2018
آخر تحديث 06-01-2018 | 00:08
المحاسبة يجب أن تكون فاعلة، سواء لمن يقف وراء هبوط وضعنا الرياضي، أو لمن يتدخل في تشكيلة المنتخب، أو حتى من يضع العصا في الدواليب، أو السمّ في العسل، لأن ترك الأمور هامشية كالعادة تكون تراكماته المستقبلية خطراً حقيقياً على رياضتنا.
 د. مبارك العبدالهادي بعد رفع الإيقاف واستضافة الكويت لبطولة الخليج وغيرها من الأحداث المؤسفة لإخفاقات المنتخب الوطني، نحتاج اليوم إلى معالجة جذرية للوضع الرياضي المترهل، وإصلاحات حقيقية لبعض العقول التي تدير الكرة الكويتية واستبعاد بعض غير المأسوف عليهم الذين ساهموا في تدمير رياضتنا، ففي مختلف دول العالم تحدث كبوات رياضية، ولكن عندنا الوضع الرياضي مختلف تماما، لأننا لا نعرف من يدير الأمور، والكل أصبح صاحب قرار، ويتدخل بصورة مباشرة دون النظر لاعتبارات مهمة.

أول هذه الاعتبارات وآخرها العلَم الكويتي الذي نحتاجه أن يرفرف في مختلف المحافل الرياضية في تحقيق البطولات، بعيدا عن الصراعات التي تدار خلف الكواليس وغيرها، سواء صراع شيوخ الرياضة أو غيرهم ممن يضعون أنوفهم في كل كبيرة وصغيرة، فتجدهم في المشهد السياسي والرياضي والفني والثقافي، أي أنهم يفهمون في كل شيء رغم أنهم من خربوها وجلسوا على طمامها، وكأنهم يتعمدون تراجعنا في كل شيء، أو أنهم أصبحوا يحسدون الشعب على الفرح.

الأمر الآخر والضروري أن المحاسبة يجب أن تكون فاعلة، سواء لمن يقف وراء هبوط وضعنا الرياضي، أو لمن يتدخل في تشكيلة المنتخب، أو حتى من يضع العصا في الدواليب، أو السمّ في العسل، لأن ترك الأمور هامشية كالعادة تكون تراكماته المستقبلية خطرا حقيقيا على رياضتنا.

فالإخفاقات والتراجع في مختلف المجالات سواء السياسية أو الفنية أو الرياضية تتطلب أيضا وضع يدنا على الجرح، خصوصا بعد الفشل الحكومي الذريع الذي يقف وراء ذلك طوال الأعوام الماضية، فضلاً عن ذلك يجب العودة لمن يفقهون في هذه المجالات من أصحاب الاختصاص، لأننا كلما تقدمنا خطوة تراجعنا خطوات، ولأن الكل أصبح يصنع البطولات لنفسه فقط دون الالتفات إلى وضع البلد.

وأكبر مشكلة عندما يرى البعض أنه أصبح «سوبرمان» أو المنقذ الذي يفقه في مختلف المجالات رغم أنه سبب في إخفاقاتنا وإحداث الفتنة والمساهمة في الخلل وتصدع الجدران، فالمشكلة تقع على عاتق الشعب الكويتي الذي لا توجد عنده محاسبة فعلية لممثليه من النواب الذين أصبح بعضهم يأمر بالإشارة.

والأسئلة التي تطرح نفسها هي: أين دور البرلمان الحقيقي؟ وهل هذا ما يريده الشعب الكويتي؟ وهل هذا مستوى الطموح في طرح قضايا وشعارات وهمية؟ وهل الهدف أن من يعتقدون أنفسهم «سوبرمان» هم من سيخرجون علينا ليسجلوا الانتصارات الزائفة؟

الشعب الكويتي أمام مسؤولية حقيقية لمحاسبة النواب المتخاذلين الذين لا يحركون ساكنا، بل لا يفقهون في العمل التشريعي، لأن استمرار مسلسل الصمت سيجعلهم يستمرون في مسلسل سنوات الضياع الكويتي لا التركي، فأصلحوا الوضع وحاسبوا قبل فوات الأوان.

آخر الكلام:

«خبز خبزتيه يا الرفله اكليه»

back to top