الرياضـة الروحـية

نشر في 05-01-2018
آخر تحديث 05-01-2018 | 00:07
الرياضة الروحية من أهم هذه الرياضات لما فيها من حرية منظومة حسب ما أراده الله «الخالق» من طمأنينة وسعادة ومنفعة متبادلة بين الخلق والكون الذي يعيشون في كنفه! غير أن الفرد منا يتصرف غالبا حسب هواه ورغباته النفسية، وحسب ما تمليه عليه «أنانيته» في الفوز بكل شيء.
 د. روضة كريز أيا كان نوع الرياضة، بدنية أو روحية أو عقلية، فإنها ضرورية لتخليص الدم من السموم الغذائية والبيئة وكثير من السموم الدوائية في أيامنا هذه، وذلك لتحرير الطاقات الإيجابية بكل فاعلية لما تسببه من علاج للاكتئاب والخمول وتزيد من مسؤولية الفرد تجاه نفسه ومن حوله! والرياضة الروحية من أهم هذه الرياضات لما فيها من حرية منظومة حسب ما أراده الله "الخالق" من طمأنينة وسعادة ومنفعة متبادلة بين الخلق والكون الذي يعيشون في كنفه!

غير أن الفرد منا يتصرف غالبا حسب هواه ورغباته النفسية، وحسب ما تمليه عليه "أنانيته" في الفوز بكل شيء، فيضع نفسه في مواقف قد تضره صحيا ومعنويا وجسديا، وأحيانا يصل الضرر لمن حوله، فنجد أن ممارسة الرياضات الروحية في مختلف الأديان ترفع حاجزا فعالا ضد الهوى والعشوائية في هذه الحياة، وتحرك منظومة المحبة والسلام والألفة والعطاء للفرد ومن حوله، ومع الكون الذي يعيش عليه، وإن تعددت الآلهة!

ولكن الحمدلله الذي شرّف بني آدم بعبادته وحده، وسمح لهم من لطف محـبته، أن يسـتقطعوا من أشـغالهم اليومية أوقاتا تناغمية في الطاقات اللازمة للعطاء والراحة على حد سواء، وبالنسبة إلى المسلمين جعلها سبحانه خمسة أوقات مع تعاقب الليل والنهار، "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ"، أي باتجاه الكعبة المشرفة، والتي أثبتت الدراسات أنها مركز الأرض وتوزيع الطاقات السامية: "وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ".

ولكي يمـن الله على خلقه بالسمو والراحة النفسية والرقي في حياتهم، فرض عليهم الطهارة باطنة وظاهرة لممارسة هذه الرياضة، وذلك لطرح ما عـلق بهما من سموم ورواسب، والتي لو دامت لأنهكت الجسم بالأمراض النفسية والبدنية، وفقد القـدرة على العطاء، فيصعب على المجتمع أن يسود فيه الأمن والازدهار! كما يصعب على الجيل القادم أن يضمن لنفسه حياة غنية آمنة، وسيتأثر بالتيارات المحيطة، التي ربما أثرت سلبا على الفرد والمجتمع.

فلابد من هذه الرياضة وخلوة النفس مع خالقها للهدوء والتفكر ولاستقطاب الهدايات والأفكار البناءة، والعودة إلى السلام العظيم بالفطرة، وترويض الجسم والفكر على الإيجابية والجمالية معا. وإن مرض العبد (فشل)، يسعى ويتماثل للشفاء ويقف مرة أخرى بطموح وإصرار أكبر على نشر السلام الداخلي إلى ما حوله، وكثيرة هي حالات العلاج والاسـتشفاء بالإيمان والصلوات، خصوصا عـند سـماع القرآن، والتي وردت في أبحاث وصحف يابانية مثلا، نظرا للانفعالية مع كلام الله، والتعلق بجلاله كقوة عظيمة باعثة للحق والسعادة والإيجابية الحقيقية.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top