الفلسطينيون يرفضون تهديدات ترامب بقطع المساعدات

• الرئيس الأميركي: أبعدنا ملف القدس عن الطاولة
• سقوط فلسطيني في رام الله

نشر في 04-01-2018
آخر تحديث 04-01-2018 | 00:04
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي في القدس أمس	           (إي بي آي)
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي في القدس أمس (إي بي آي)
هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المساعدة المالية السنوية إلى السلطة الفلسطينية، متهماً إياها برفض التفاوض على اتفاق سلام مع إسرائيل، في حين اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن «مدينة القدس ومقدساتها ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة»، مشيرة إلى أنها «لن تخضع للابتزاز».
على خلفية أزمة التوتر التي سببها اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، لوّح الرئيس دونالد ترامب، بقطع المساعدات عن الفلسطينيين، قائلا إنهم «لم يعودوا مستعدين لمحادثات السلام».

وقال ترامب في تغريدة نشرها على «تويتر»: «لقد أبعدنا القدس، أصعب جزء من المفاوضات، عن الطاولة، لكن إسرائيل في مقابل ذلك عليها أن تدفع الكثير». وأثار هذا القول غموضاً لدى المراقبين، خصوصا ان مسؤولي الادارة قالوا سابقا ان الوضع النهائي للقدس لن يحدد الا بالتفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف ترامب: «نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا ولا نحصل منهم على اي تقدير او احترام، هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع إسرائيل (....) مادام الفلسطينيون ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا أن نسدد لهم أيا من هذه المدفوعات المستقبلية الضخمة؟».

وفي السياق، قالت المندوبة الأميركيّة في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن ترامب «سيوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ، وإن ذلك مرتبط بعودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات».

أبو ردينة

ورفضت الرئاسة الفلسطينية، أمس، تهديدات ترامب. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة إن «مدينة القدس ومقدساتها ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة»، مضيفاً أن «السلام الحقيقي والمفاوضات يقومان على أساس الشرعية العربية والدولية وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

وأكد أنه إذا كانت الولايات المتحدة حريصة على مصالحها في الشرق الأوسط؛ «فعليها أن تلتزم بمبادئ ومرجعيات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلا فإن الولايات المتحدة تدفع المنطقة إلى الهاوية».

عشراوي

من جانبها، ذكرت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن «الحقوق الفلسطينية ليست للبيع، وقيام ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي فحسب، ولكن تدميرا شاملا لأسس ومتطلبات السلام».

وقالت عشراوي: «لن نخضع للابتزاز، لقد أفشل الرئيس ترامب سعينا للحصول على السلام والحرية والعدالة، والآن يقوم بلومنا والتهديد بمعاقبتنا على نتائج سياساته المتهورة وغير المسؤولة!».

«حماس»

وفي السياق، اعتبرت «حماس» التهديدات «ابتزازا سياسيا رخيصا».

وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن تلك التهديدات «تعكس السلوك الأميركي الهمجي وغير الأخلاقي في التعامل مع عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني».

وأضاف برهوم أن «ذلك يتطلب مزيدا من الوحدة وتصليب المواقف الفلسطينية في مواجهة هذه الضغوط والسياسات وعدم الاستجابة لها»، داعيا إلى المزيد من المواقف العربية والإسلامية والدولية الداعمة للحقوق الفلسطينية والمناهضة للسلوك الأميركي والإسرائيلي.

ترحيب إسرائيلي

في المقابل، رحبت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف، العضو في حزب ليكود، بتعليقات ترامب وقالت: «أنا راضية جدا. ترامب يقول إن الوقت حان لوقف ترديد كلمات الإطراء على الفلسطينيين».

لكن تسيبي ليفني، وهي سياسية إسرائيلية معارضة ومفاوضة سلام سابقة، قالت إن أي «حكومة إسرائيلية جادة ومسؤولة يتعين عليها أن تبلغ ترامب بهدوء أنه سيكون من مصلحة إسرائيل منع وقوع أزمة إنسانية في غزة والاستمرار في تمويل قوات الأمن الفلسطينية التي تتعاون مع إسرائيل».

وأمس الأول، دانت الحكومة الاردنية اقرار البرلمان الاسرائيلي مشروع قانون يصعب على أي حكومة اسرائيلية تسليم الفلسطينيين اجزاء من مدينة القدس في اطار اي اتفاق سلام مستقبلا، مؤكدة ان «الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو حل الدولتين».

وأفاد تقرير أعدته خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي في ديسمبر 2016 للعرض على الكونغرس أن الدعم الاقتصادي الأميركي السنوي للضفة الغربية وقطاع غزة بلغ في المتوسط نحو 400 مليون دولار منذ سنة 2008 المالية.

ويوجه أغلب هذا المبلغ إلى مشروعات مساعدة تديرها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ويوجه بقية المبلغ إلى دعم الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية التي تدير حكما ذاتيا محدودا في الأراضي الفلسطينية بموجب اتفاقات السلام المرحلية. وأعلن الناطق باسم «أونروا» كريس جانيس: «الإدارة الأميركية لم تبلغ الاونروا بأي تغير في التمويل الأميركي للوكالة».

يذكر أن الولايات المتحدة تعد أكبر مانح لـ «الأونروا»، وقدمت تعهدات بنحو 370 مليون دولار حتى 2016.

ولقي، أمس، الفلسطيني فراس التميمي (17 عاما) مصرعه برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية دير نظام شمال رام الله في الضفة الغربية.

وأعلن رئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، أمس، أن السلطة طلبت رسميا من إسرائيل إعادة زيادة كميات التيار الكهربائي التي تزود بها قطاع غزة بعد ثمانية أشهر من تقليصها.

وقال: «تقدمنا بطلب رسمي إلى السلطات الإسرائيلية لإعادة الـ50 ميغاواط من خطوط الكهرباء المغذية لغزة عما كان معمولا به سابقا في القطاع».

من جهته، قال رئيس الوزراء رامي الحمدالله، إن «مجلس الوزراء قرر الموافقة على إعادة الـ50 ميغاواط من خطوط الكهرباء المغذية للقطاع».

كريس جانيس: الإدارة الأميركية لم تبلغ «الأونروا» بأي تغير في التمويل الأميركي للوكالة
back to top