رابطة الأدباء... مشهدنا الثقافي

نشر في 04-01-2018
آخر تحديث 04-01-2018 | 00:00
إحدى فعاليات رابطة الأدباء
إحدى فعاليات رابطة الأدباء
يتناول الكاتب فهد الراشد في هذا المقال أبرز إنجازات رابطة الأدباء الكويتيين، خلال الفترة الماضية.
شهدت رابطة الأدباء الكويتيين في السنوات الأخيرة حراكاً ثقافياً منقطع النظير، محققة بذلك الثقافة العضوية المنشودة التي تؤثر وتتأثر بقضايا المجتمع بجميع أطيافه واتجاهاته ومشاربه، من خلال ما يلي:

طرحت أدباً لامس هموم الناس، وبحث في شجون الأدباء، وعالج أزمة المثقفين، وحقق أفكار الأكاديميين، من خلال تنشيط حركة التأليف والترجمة، وعقد عدة ندوات من مثل "ندوة الترجمة وندوة حقوق المؤلف"، وتكون بذلك قد أثرت الساحة الأدبية بثقافات متعددة وعلوم متنوعة، رابطة بذلك جسور التواصل الأدبي والأكاديمي، ومحققة بذلك التناغم الثقافي والانسجام المعرفي.

كما احتضنت الرابطة الأقلام الشابة الواعدة والمتحفزة والمبدعة، ورعت كتاب أدب الرحلات، واهتمت بكتاب التراث والتاريخ الكويتي، واعتنت بالشعر العربي، وسلطت الضوء على كتاب القصة والرواية، ولا سيما أن هذا الفن أصبح في يومنا الحاضر علما أكاديميا قائما بذاته، ووفر مناخا خصبا للدارسين والباحثين عن الدرجات العلمية والترقي.

وفي مجال الأدب النسوي، أولت اهتماما لثقافة المرأة، وركزت على أدبها، وقدمت "صحافة الطفل"، وهي الأولى من نوعها، ونظمت رحلات خارج البلاد، ووسعت دائرة المشاركة الأدبية والثقافية في الأقطار العربية والبلدان الإسلامية والدول الغربية الصديقة، فنجحت أيما نجاح في تلاقح الحضارات والثقافات، والتواصل مع الشعوب والمجتمعات.

إلى ذلك، حققت رابطة الأدباء الكويتيين ثقافة عقلانية، بعيدة عن الصدام، تقارع الحجة بالحجة، بلياقة أدبية رفيعة المستوى، تليق بمستوى المثقف الكويتي.

ومن الأمور الإيجابية، تخلصت رابطة الأدباء الكويتيين من الثقافة النرجسية الفوقية، ونزلت إلى الشارع لتلامس شجون وهموم الناس بثقافة الحب والتسامح والتواضع، وتقبل الرأي والرأي الآخر، وطرحت ثقافة موضوعية، من سماتها الشفافية والمصداقية، بعيدة كل البعد عن ثقافة الانبطاح، ولم تكن في معزل عن قضايا المجتمع ومصير الوطن.

واعتنقت رابطة الأدباء الكويتيين ثقافة متزنة ورعة حكيمة في نهجها، رافضة ثقافة الإرهاب، وفظاظة الألفاظ وخشونتها ووعورتها.

وأعلت رابطة الأدباء الكويتيين من شأن المؤلفين من خلال تخصيص جناح في معرض الكويت الدولي للكتاب لتوقيع مؤلفاتهم، فإذا كان اللاعبون والممثلون وفنانو ستار أكاديمي محاطين بمعجبين، وهذا من حقهم، فحري بنا أن نشجع ونحفز الكاتب المؤلف الذي سهر على تأليف كتابه بصبر وأناة، وسهر الليالي بجد وكد وتعب.

كانت رابطة الأدباء الكويتيين، ومازالت، منارة للعلم والمعرفة، وقامة سامقة بأدبائها ومثقفيها... إن كل عضو في هذه الحقبة كان رائعا في تفانيه وعطائه ومساهماته الأدبية والثقافية والعلمية، فتحيتنا لهذه الثلة الطيبة بإدارة مشهدنا الثقافي الكويتي.

back to top